Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
18 octobre 2012 4 18 /10 /octobre /2012 16:42

تونس: عطب في السيرورة الثورية ؟

 

 فيما يلي مقابلة مع رفيقنا أنيس منصوري حول الوضع السياسي في تونس الذي يبدو مبتعدا أكثر فأكثر عن أهداف الحركة الثورية التونسية. اليوم تعيد اعتقالات المناضلين/ة، ومنهم النقابي عبد السلام حيدوري، و اغتصاب امرأة شابة من قبل قوات القمع في تونس طرح مسألة إرث عهد بنعلي. هذا مع أن الحركات الاجتماعية تواصل نضالها بلا انقطاع

.

 س: هل لك أن تلخص لنا قصة الاغتصاب و دور الشرطة في هذا الاعتداء الجنسي، وكذا ما أثارت هذه الجريمة من مقاومة. ج: تعرضت امرأة شابة لاغتصاب من طرف أعوان القوات النظامية في مطلع شهر سبتمبر. و يوم 2 أكتوبر، كانت الضحية هدفا لمحاولة كيدية من طرف المدعي العام، هذه الهيئة الأساسية في وزارة العدل. فقد جرى اتهامها بـ"الإخلال بالحياء" مع أنها كانت مرفقة لحظة الاغتصاب بخطيبها. وقد حاول أحد الأعوان الثلاثة أن يبتز مالا من هذا الأخير. هذا الاغتصاب الشنيع هو طبعا تعبير عن الفكر الذكوري في تونس الذي يحاول إخضاع النساء و إبعادهن من الفضاء العام. لكن هذه القضية تبرز أيضا، ومرة أخرى، انعدام أي إرادة لدى الحكومة لفتح ملف التعذيب الممارس بشكل ممنهج من طرف الشرطة التونسية، و كذا ملف استقلال القضاء و التطهير الذي لا غنى عنه لممارسات و قرارات كانت دوما ضمانة إفلات الجلادين من العقاب. و توجد هاتان المسألتان في صلب مطالب مناضلي الحقوق الإنسانية و الاجتماعية في تونس. لذا تحظى القضية بصدى كبير، و قد أطلقت تعبئة عريضة جدا. انخرطت كل مكونات الحركة التقدمية و النسائية و الثورية في هذه القضية. وقد جرى تجمع كبير من المحامين ومناضلات نسوانيات (من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات)، و نقابيين و ممثلي مختلف منظمات اليسار المكافح، و صحافيين تقدميين و فنانين ، ... أمام المحكمة في اليوم ذاته. على هذا النحو تمكنت الحركات الشعبية من الضغط على قاضي التحقيق كي يسقط الاتهامات عن الضحية.

س: كيف جرى اعتقال القوات النظامية لعبد السلام حيدوري؟ و كيف أتاحت المقاومات الشعبية إطلاق سراحه؟ ج: تواعد سكان قرية العمران في منزل بوزيان، مهد السيرورة الثورية، للمطالبة بحقهم في عمل لائق و تنمية منصفة لكل المناطق. و ليلة 27 سبتمبر، هاجمتهم القوات النظامية بشراسة تذكر بعهد بنعلي، هجوما مصحوبا بالنهب و اعتقال 25 شخصأ. وكان منهم عبد السلام حيدوري المناضل النقابي ، و أحد منسقي اعتصام القصبة الأول و الثاني و عضو رابطة اليسار العمالي. يوم السبت 29 أعلن الاتحاد النقابي إضرابا عاما شل المدينة برمتها. و أصدر بيان مساندة للسكان و تضامن مع المعتقلين. أما هؤلاء فقد بدؤوا إضرابا عن الطعام في زنزاناتهم. و دعا المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة إلى الاستجابة لمطالب السكان الشرعية. و لقي الإضراب في التعليم الثانوي في منزل بوزيان استجابة واسعة من قبل المدرسين و موظفي الإدارة. و عبرت الجبهة الشعبية عن مساندتها اللامشروطة لهذه التعبئة الشعبية المندرجة في الاستمرار المشروع للسيرورة الثورية المنطلقة منذ 17 ديسمبر 2010. أضرب العديد من الأشخاص عن الطعام تضامنا مع أبنائهم المعتقلين، ومنهم أم تبلغ 81 سنة من العمر و أب يبلغ 90 سنة. و فعلا أطلق سراح المعتقلين يوم 11 ومنهم الرفيق عبد السلام حيدوري الذي صرح بانه تعرض للتعذيب. و يوم الجمعة 5 اكتوبر أدى تجمع شعبي في سيدي بوزيد إلى فرار حاكم المدينة محميا بالعسكر.

س: الحركة الاجتماعية لم تمت في تونس، وما أبعدها عن ذلك. فسر لنا الديناميات المحيطة بتأسيس الجبهة الشعبية. ج: الجبهة الشعبية من أجل تحقيق أهداف الثورة هي تجمع منظمات يسارية كفاحية و ثورية و تيارات تقدمية قومية عربية. إنها إجابة عاجلة و ضرورية على متطلبات السيرورة الثورية الجارية في البلد. إنها نتيجة لتشكل مديد من أجل بلورة قطب ثالث، عمالي و شعبي، ضد قطبي الساحة السياسية حيث تسيطر " ترويكا" الإسلاميين و حلفائهم من جهة و ليبراليي النظام القديم المتحولين إلى "ديمقراطيين" مناهضين للنهضة. يوم الأحد 7 أكتوبر سيعلن قيام الجبهة الشعبية في تجمع كبير بالعاصمة. تزودت الجبهة الشعبية بميثاق شعبي وطني و ثوري من اجل تحقيق تطلعات شعبنا إلى السيادة الوطنية و الشعبية و التحرر الاجتماعي و السياسي. إنها لحظة حاسمة في تاريخ اليسار التونسي بخاصة، و العربي عامة، من أجل بلورة منظور نضال و بناء مشروع مجتمع حر عادل و قائم على المساواة. ستتيح الدينامية التي أطلقتها الجبهة الشعبية لمختلف القوى أن تتنظم في بنيات محلية و إقليمية وطنية من أجل توحيد كل النضالات المندرجة في مشروع التحرر هذا . أجرى المقابلة جوزيف ضاهر جريدة solidaritéS السويسرية عدد 215 – 11 أكتوبر 2012 تعريب المناضل

Partager cet article
Repost0

commentaires