Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
27 novembre 2012 2 27 /11 /novembre /2012 16:42

وفق خطة طموحة تهدف لتفريق وشل حركة المتظاهرين والمسلحين

يعمل النظام السوري على إزالة العشوائيات وجزء من الاحياء التي يسيطر عليها الثوار.


لم يعد يتبقى لأبي محمد في المنزل الذي كان يقيم به وورثه عن جدوده في العاصمة السورية دمشق سوى غرفتن صغيرتين من الطوب اللبن وقليل من أشجار التين والإسكدنيا والتوت. فقد تم إزالته كجزء من برنامج إزالة حكومي يبدو أن دافعه سياسي.

وهو الدافع الذي يتمثل في عزل الأحياء المتعاطفة مع انتفاضة سوريا المسلحة وطمسها، وفقاً لما أكده منتقدون وجماعات حقوق إنسان وبعض المسؤولين الحكوميين أنفسهم.

نشبه الغجر الآن

ونقلت في هذا الصدد صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن أبي محمد الذي اصطحب زوجته وأبنائه الخمسة إلى منطقة أخرى من دمشق بعد أن تم سحق الحي الذي كان يقيم به، وهو القابون، وإحاطته بمواقع عسكرية، قوله: "نحن نشبه الغجر الآن".

وهي الحملة التي جاءت لتتعارض مع الحرب المدنية الشاملة الحاصلة في مدينة حلب ( شمال البلاد ). في حين يبدو أن الإستراتيجية في دمشق قد صُمِّمَت لتفريق وشل حركة الثوار من خلال تدمير وتطويق المجتمعات التي يشرفون فعلياً على إدارتها.

وقال في هذا الخصوص باتريك سيل وهو مؤلف بريطاني خبير في الشأن السوري: "إن فقدوا دمشق، فإنهم سيفقدون الدولة بأسرها". وقال مسؤولون أمنيون كبار بداخل نظام الأسد إن الإزالات الجزئية للأحياء المناصرة للثوار داخل وحول دمشق هي عنصر أساسي لخطة مواجهة المسلحين الطموحة التي تشهدها البلاد في تلك الأثناء.

دروس وعبر

كما تهدف تلك الخطة إلى زيادة انتشار الميليشيات التي يمولها النظام وتعرف بـ "اللجان الشعبية" داخل العاصمة دمشق. وأوضح المسؤولون كذلك أن الإستراتيجية تقوم بتطبيق دروس تم تعلمها من هجمات أخرى تم تنفيذها ضد الثوار منذ بداية الصراع قبل ما يزيد عن 20 شهراً، وبصورة أكثر وضوحاً في مدينة حمص. 

ومضت الصحيفة تقول إن الموقف الرسمي للحكومة هو أن الدمار يعد جزءاً من خطة أساسية لطالما تمت مناقشتها لتخليص دمشق من العشوائيات المقامة بصورة مخالفة للقانون، في الوقت الذي يشير فيه مسؤولو المدينة إلى أن المستوطنات غير الشرعة تشكل ما يقرب من 20 % من مساحة العاصمة التي تقدر بـ 26500 فدان.

وقال حسين مخلوف وهو من أقرباء الرئيس الأسد ومحافظ ريف دمشق الذي يحيط بالعاصمة: "مازالت هناك أعمال لم تُنجَز، ولم ننته بعد من عمليات التطهير التي تعتبر استجابةً لأحد المطالب الشعبية". كما أثنى مخلوف على مرسوم تدمير العشوائيات الذي تتبناه الحكومة بصورة رسمية، والمعروف بـ "المرسوم الرئاسي رقم 66".

وكانت الانتفاضة السورية قد بدأت بصورة سلمية في مطلع عام 2011 للمطالبة بإسقاط نظام يحكم البلاد منذ أكثر من 42 عاماً، لكن القمع الوحشي للمتظاهرين حوّل المعارضة تدريجياً إلى حرب أهلية هي الأكثر دموية حتى الآن بين ثورات الربيع العربي.

الخطة تبدو فاعلة

وقدرت بعض التقديرات عدد الذين راحوا ضحية تلك الانتفاضة حتى الآن بـ 40 ألف شخص، بينما لم يكشف النظام السوري عن أي أعداد رسمية من جانبه، لكن تقديراته الخاصة بمعدلات الوفاة الناجمة عن الحوادث الفردية تعتبر تقديرات ضئيلة.

فيما أشار بعض مسؤولي الحكومة السورية إلى أن تكتيكات تطهير العشوائيات لازمة لإنقاذ المدينة مما يعتبرونها عصابات إرهابية مرتبطة بالقاعدة ومدعمة من دول عربية.

وكانت أعمال القتال قد احتدمت في تموز/ يوليو الماضي، حين تم اغتيال أربعة من كبار القادة الأمنيين في انفجار ضخم، استغله الثوار لشن هجوم شامل في حلب، التي تعتبر المركز التجاري لسوريا. وإذ يحاول النظام الآن منع تكرار ذلك في دمشق.

وبينما نفى حزب الله أن يكون له أي دور نشط في سوريا، أكدت إيران في أيلول/ سبتمبر الماضي أنها تقوم بمساعدة الأسد في تأسيس وإنشاء تلك اللجان الشعبية، التي يتقاضى أفرادها المسلحون من جانب الحكومة مرتبات شهرية ويحصلون على حصص غذائية، وقد نجح النظام بفضلهم في تحويل دمشق وضواحيها لمناطق أمنية مغلقة.

وقال محافظ دمشق، بشر الصبان، إن حملة الإزالات ليس لها أي علاقة بالصراع. وأضاف أنها جزء من برنامج تحديث كبير يتم العمل فيه منذ العام 2008. وتابع "إنها حملة إزالة وإعادة تنظيم، والأمر ليس له أي علاقة بالصراع بين العلويين والسنة".

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الخطة التي يواجه بها نظام الرئيس بشار الأسد أعمال التمرد في دمشق تبدو فاعلة حتى الآن، وأنها تغير على نحو سريع صورة العاصمة وتعمق في الوقت ذاته من حدة الانشقاقات والانقسامات الطائفية.

Partager cet article
Repost0

commentaires