Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
24 janvier 2013 4 24 /01 /janvier /2013 17:35
الحركة الطلابية في سوريا

 

الكاتب: جوزف ضاهر

مقدمة
تظهر المجزرة الأخيرة ضد الطلاب من جامعة حلب مرة أخرة وحشية هذا النظام الذي لا يوفر أحداً. أكدت مصادر متقاطعة بأن طائرة من سلاح الجو السوري كانت تحلق فوق المدينة الجامعية بحلب خلال طلعة جوية معتادة على حي بني زيد شمال المدينة وترمي بالونات حرارية لحمايتها من الصواريخ الحرارية التي قد تستهدفها، دوي اثرها صوت انفجارين كبيرين وبشكل متتالٍ ومباشر عند دوار كلية العمارة أثناء خروج الطلاب من امتحاناتهم. وتسبب الانفجارين في إصابة مئات الطلاب واستشهاد العشرات منهم إضافة إلى وقع عدة ضحايا بين النازحين المقيمين في السكن الجامعي، وأكد شهود عيان بأن عدد الشهداء بحسب الجثث والأشلاء المنتشرة التي رأوها في مكان الحادثة، يتجاوز الـ 80 شهيدا.ً

هذا المقال هو تكريم لجميع الطلاب الذين يكافحون واستشهدوا من أجل إسقاط هذا النظام الإجرامي ولبناء سوريا حرة وديمقراطية.

لأن تركيز وسائل الاعلام من كل الأطراف هو على النزاع المسلح بين النظام السوري المجرم والمعارضة المسلحة التي على الرغم من شجاعتها ولكنها غير مجهزة بشكل جيد. كما توصف الثورة السورية بأنها حرب أهلية أو حرب بين الأقليات الدينية والأغلبية. وعبر ذلك تساوي وسائل الإعلام في نهاية المطاف بين النظام والحركة الشعبية. هذه الصورة للثورة السورية بعيدة عن  الواقع والتحركات الشعبية لا تزال هي الشكل الرئيسي لمعارضة الشعب ضد الحكم الاستبدادي.
نحن لا ننكر أهمية المقاومة المسلحة، ولا ندينها، بل على العكس تماما، لأنها تعبر عن حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد النظام القمعي. معظم مجموعات المقاومة المسلحة بسوريا تمثل فعلا مقاومة شعبية، ومن الخداع تماما إظهارها كأداة بيد قوى امبريالية عالمية أو إقليمية. كما أنها ليست مجموعات إسلامية فاعلة بكل استقلال عن الحركة الشعبية. في الواقع، أن تكون مسلما لا يعني أن تكون اسلاميا. في الوقت عينه، إن المعارضة المسلحة تعبر عن حقها المشروع في الدفاع عن نفسها ضد القمع، وقد سمحت باستمرار المقاومة الشعبية السلمية في بعض المناطق في وجه هجمات النظام. كما جرى تشكيل مجالس ثورية في أنحاء مختلفة من سوريا، بالإضافة إلى لجان تنسيق للحراك السياسي والمسلح. وبالطبع فقد انضم عدد من الطلاب لهذه المقاومة الشعبية المسلحة.

والغرض من هذه المقالة، هو الحديث عن الاّلاف من الطلاب السوريين الشجعان، الذين ينزلون إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد، مما يدل على مطالبتهم بالعدالة والحرية والكرامة، والتي غالبا ما تكون منسية من قبل وسائل الإعلام، نظرا لاستمرار القمع والعنف من قبل النظام، فالمجتمع الدولي ككل، وبدون استثناء، لا يزال يحاول تنفيذ الحل على غرار اليمن في سوريا،  الحل اليمني ينطوي على إزالة رئيس النظام، كذلك في سوريا إزالة الديكتاتور بشار الأسد، والحفاظ على بنية نظامه. لا تزال نقطة الخلاف الوحيدة اليوم الموقف الروسي الذي يحاول بكل الوسائل الحفاظ على بشار الأسد في السلطة، و لكن ستتمكن من أن تضحي الحكومة الروسية ببشار الأسد في المستقبل لحماية مصالحها في سوريا. وقد أعربت الولايات المتحدة مرارا رغبتها في الحفاظ على البنية العسكرية والأجهزة الأمنية للنظام.

إن القوى الكبرى لا ترى في الواقع أي ميزة في هذا النظام لو انهار. الشعب السوري يعول على شجاعته والتضامن مع الشعوب الأخرى.

المثال الأخرالأكثر حداثة من ذلك الرغبة للحفاظ على النظام، حين اقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الابراهميي في نهاية تشرين الثاني الخطة الأخيرة ”لضمان السلام في سوريا” وتهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية التي تتمتع “بالسلطة التنفيذية الكاملة” لقيادة سوريا حتى 2014 حيث تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، وأثناء هذه الفترة يستمر بشار الأسد رئيسا للبلاد.

الطلاب والمجتمع
ازداد عدد الطلاب في التعليم على نطاق واسع خلال السنوات الثلاثين الماضية، وهذا يعني أن الطلاب يمثلون اليوم قوة إجتماعية كبيرة ومتميزة داخل المجتمع. يجد الطلاب في مرحلة انتقالية في المجتمع، بين الطفولة والإدماج الكامل في عالم العمل. يحتل الطلاب موقعا غامضا في المجتمع الرأسمالي، بدون علاقة مباشرة لوسائل الإنتاج وعدم استغلالهم بشكل مباشر مثل العمال. من ناحية أخرى، وتوسع التعليم الشامل يعني أنه لا يمكن أعتبار الطلاب اليوم كما في السابق قسما مميزا أو طبقة عليا في المجتمع. فالامتحانات، والديون، ورداءة المسكن وعوامل أخرى كثيرة تخلق الكثير من الصعوبات للطلاب. يؤثر هذا الموقع الغامض على كل من وعي الطلاب وإيقاع نضالهم. في الحالة السورية، سوف نرى كيف أدت الظروف المادية للمجتمع السوري إلى مشاركة الغالبية من الطلاب في العملية الثورية.

الحركة الطلابية، في قلب المقاومة الشعبية
ومن بداية الثورة السورية، لعب الطلاب دورا مهما وأساسيا بالحركة الشعبية. وكانت الجامعات مركزا للمقاومة ضد إستبداد النظام. ولطالما شاهدنا عن الطلاب في جميع أنحاء سوريا، يخرجون من مهاجعهم الجامعية للتظاهر ضد النظام ويواجهون قوات الأمن، بينما استخدمت ميليشيات النظام “الشبيحة” العنف والقوة لتفريق المجموعات الطلابية.

ومن ألأمثلة البارزة لتعبئة الطلاب هذه، التظاهرات الحاشدة في جامعة حلب، الَتي نشطت منذ اندلاع الانتفاضة، التي كانت في شهر حزيران 2012، ورمزاً لهذه المقاومة الطلابية، التي جمعت الطلاب السوريين المسلمين والمسيحيين، من العرب والأكراد، من حلب ومن كل أنحاء سوريا، داخل أكبر حرم جامعي في البلاد.

وقد قمعت هذه المظاهرة بعنف، وكما قمع الكثير منها في جميع أنحاء البلاد في الجامعات الأخرى، على أيدي قوات الأمن.
في حلب وخلال هذه التظاهرة قتلت قوات الأمن أربعة اشخاص واعتقلت المئات من الطلاب، في الفترة نفسها، قررت إدارة الجامعة إغلاق الجامعة وإرسال قوات الأمن إلى داخل المجمع السكني.

قمعت قوات الأمن المظاهرات الطلابية في الجامعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد أيضا بقوة وقمع رهيبين.
بالرغم من الاغتيالات، والاعتقالات، والمداهمات والتهديدات بالطرد، استمر الطلاب بالاحتجاج. ومن وقت قريب جدا، لا يكاد يمر أسبوع من دون أن تسمع أصوات وأغاني الطلاب في جامعة دمشق بالقرب من قصر الرئاسة، في حين تجري مظاهرات شبه يومية في جامعات درعا ودير الزور. وعلقت جامعة حلب الدروس خوفاً من انتفاضة أخرى، أكبر وأهم من التي سبقتها، في حين صارت كمية الرصاص المستخدم أكبر بكثير من عدد الكتب في جامعة حمص.

موجز تاريخ الحركة الطلابية
للحركة الطلابية تاريخ قديم وعريق في المقاومة والإحتجاجات في البلاد. فمنذ الإحتلال الفرنسي وحتى نهاية القرن الماضي، كانت الحركة الطلابية السورية في كثير من الأحيان في أصل العديد من الأنشطة ضد المحتلين والأنظمة الأستبدادية. وكانت الحركة الطلابية قد تمردت ضد الحكم العسكري في عام 1954 قبل إعلان الجيش السوري الإنقلاب ضد النظام العسكري من حلب وتسليم السلطة للمدنيين. في عام 1955، حينها نظمت انتخابات حرة وانتخب شكري القوتلي رئيسا للجمهورية.

كما لعبت الحركة دورا رئيسيا في مواجهة حلف بغداد في الخمسينيات، التي ضمت أولا العراق، وإيران وتركيا وإنكلترا عام 1955 وانضمت الولايات المتحدة إلى هذا الحلف في عام 1958. وكان الهدف الرئيسي من حلف بغداد احتواء النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط من خلال إنشاء “حاجز وقائي”. وأدانت الأحزاب اليسارية والحركة الطلابية وهذه المعاهدة وينددها كإمبريالية. هكذا، لعب الطلاب دورا هاما برفض معاهدة بغداد في التعبئة في جميع أنحاء البلاد وأيضا من خلال مظاهرات داعمة للوحدة بين سوريا ومصر في عام 1957-1958.

الطلاب ضحايا سياسة النظام البعثي
تطور هذا الدور إلى أن وصل حزب البعث الى السلطة وسحق الحركة الطلابية. لم تحترم حصانة الحرم الجامعي في كل جامعات سوريا بأي شكل من الأشكال، ولا للمدارس ولا للطلاب. واعتقلت الأجهزة الأمنية الطلاب داخل قاعات المحاضرات وداخل الجامعات.

ومن المهم أيضا ذكر أن الجامعات كانت من بين قطاعين اساسيين من المجتمع، بالإضافة إلى الأجهزة العسكرية والأمنية، كان النظام يريد السيطرة الكاملة. وقد تم منع كل نشاط سياسي باستثناء أنشطة حزب البعث. وكان البعث، هو الحزب الوحيد الذي يتمتع بحق التنظيم المناسبات، والمحاضرات والتظاهرات في حرم الجامعة والثكنة العسكرية وإصدار صحيفة في الجامعة والجيش.

اضطرت الجامعات إلى تعليم مبادئ البعث حتى عام 2003، بينما لا تزال المدارس مستمرة في تعليمها.
وحتى الأحزاب الحليفة لنظام الجبهة التقدمية، والداعمة النظام، لم تتمتع بالحق في التنظيم و لم يكن لها أي وجود رسمي في هاتين المؤسستين.

النظام وضع يده على قطاعين اساسيين هما الجيش والحركة الطلابية. حيث تشير فقرة من ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية الملحقة بالسلطة ان احزاب الجبهة ممنوعة من العمل السياسي في قطاعي الجيش والطلاب.

وكما وضع يده على بيروقراطية اتحاد العمال، الأمر الذي أدى إلى منع النضال العمالي ضد سياسات الليبرالية الجديدة للنظام. منذ عام 2002، تراجع مستوى المعيشة لأغلب الشعب، وبالإضافة إلى القمع السياسي، فاندلعت موجة احتجاجات، غالبا حول المسألة الاقتصادية. وفي أيار من العام 2006، تظاهر المئات من عمال شركة البناء العامة في دمشق، حيث اشتبكوا مع القوى الأمنية، وفي نفس الوقت نفذ سائقو سيارات الأجرة إضرابا في حلب.

استهدف النظام العمال مرة أخرى خلال الثورة، وخاصة أثناء الإضرابات العامة والعصيان المدني في سوريا خلال شهر كانون الأول من عام 2011، التي شلت أجزاء واسعة في انحاء البلاد، تثبت أنّ حركة الطبقة العاملة والمستغَلين هم في صلب الثورة. لهذا السبب، طرد النظام الديكتاتوري أكثر من 85 ألف عامل من الخدمة بين كانون الثاني 2011 وشباط 2012، وأغلق 187 مصنعاً (بحسب الأرقام الرسمية)، وذلك بهدف ضرب دينامية الحركة الاحتجاجية.

وضحايا السياسات الاجتماعية الاقتصادية الليبرالية الجديدة
كما كان طلاب الجامعات ضحايا للنظام ولكن أيضاً في ظل السياسات الليبرالية الجديدة، الَتي تركت العديد من الخريجين بدون فرص عمال بعد نهاية دراستهم.

انخفض النمو الحقيقي للناتج الداخلي الخام والدخل الفردي الحقيقي منذ مطلع التسعينيات 1990. وخلقت سيرورة التحرير الاقتصادي تفاوتا أكبر على الدوام بسوريا. وجد الأكثر فقرا صعوبة في التكيف مع الاقتصاد الجديد بسبب انعدام فرص العمل، فيما هوت «الطبقة الوسطى» نحو عتبة الفقر لأنّ مواردها لم تواكب التضخم الذي بلغ 17% عام 2008.
في عام 2010 تراوح معدل البطالة بين 25-20% ليصل الى 55% للذين أعمارهم 25 عاما، في حين بلغت 65% لمن هو تحت 30 سنة من مجموع السكان. وكان سوق العمل غير قادر على استيعاب الناس الباحثين عن عمل في كل سنة والبالغ عددهم 380000 شخص الذين ينضمون إلى صفوف العاطلين عن العمل، في حين وعدت الحكومة بخلق 250000 وظيفة سنويا في الخطة العشرية، التي تبين أنّها غير قادرة على تنفيذها. بالإضافة إلى ذلك، اعتمد قانون جديد للعمل في سوريا في نيسان عام 2008 حيث فضّل أصحاب العمل بشكل واضح على العمال.

قبل الثورة، ارتفعت فعلا نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر من 11 ٪ عام 2000 إلى 33٪ في عام 2010. هذا يعني، أن حوالي 7 مليون سوري يعيشون حول خط الفقر. دمرت السياسات الليبرالية الجديدة النظام، تسارع مع وصول السلطة بشار الاسد، المجتمع، قبل بداية الثورة 60٪ من السكان السوري عاش تحت خط الفقر أو تماما فوقه، كما أضعف الاقتصاد السوري، وخاصة قطاعي الزراعة والصناعة. ومن الضروري أن نتذكر أن عشيرة الأسد، وخصوصا المرتبطة برامي مخلوف، من خلال عملية الخصخصة، تمثل امبراطوريته أكثر من 60٪ من الاقتصاد السوري.

في قطاع الزراعة، يجب عدم اعتبار عملية خصخصة الأراضي التي عانى منها مئات الآف الفلاحين بالشمال بسبب الجفاف من عام 2008، مجرد كارثة طبيعية. إن تنامي استغلال الأراضي وتكثيفه من قبل كبار المقاولين الزراعيين (الصناعة الزراعية)، حتى الأراضي المخصصة سابقا للرعي، وكذا الحفر غير القانوني للآبار وإقامة أنابيب مياه انتقائية تلبية لمتطلبات كبار الملاكين الجدد –بتسهيل من فساد الإدارة المحلية- كل ذلك فاقم الأزمة الزراعية. «وفقا للأمم المتحدة، هاجر ما يفوق مليون شخص من الشمال الشرقي نحو المناطق الحضرية. ولم يعد المزارعون يحصلون على الموارد ولا على ما يكفي من الطعام. ويقدر هذا العام إنتاج القمح، الذي يعتبر موردا استراتجيا بسوريا، بـ 2.4 مليون طن مقابل 4.1 مليون طن عام 2007. سنستورد القمح للعام الثالث على التوالي». وبلغ الاستهلاك الوطني من القمح نحو أربعة ملايين طن سنويا، بحسب جريدة «البعث» اليومية في حزيران عام 2010.

إنّ خريطة الثورات في إدلب ودرعا، وكذالك بمناطق قروية أخرى، وفي معاقل تاريخية لحزب البعث، التي لم تسهم إلى حد كبير كما اليوم في انتفاضة سنوات 1980، بما في ذلك ضواحي دمشق وحلب، يبين انخراط ضحايا السياسة النيوليبرالية في هذه الثورة.

تأسيس إتحاد طلبة سوريا الأحرار
منذ بدء الثورة، كانت أشكال التنظيم الرئيسية هي التنسيقيات الشعبية على صعيد القرى، والأحياء، والمدن والمناطق. وتمثل هذه اللجان الشعبية رأس حربة الحركة المعبئة للشعب من أجل التظاهرات. كما طورت أشكال تسيير ذاتي قائمة على تنظيم الجماهير في المناطق المحررة من نير النظام. وظهرت مجالس شعبية منتخبة لتسيير المناطق المحررة، مبرهنة بذلك على أن النظام هو مسبب الفوضى وليس الشعب.

كما أقيمت إدارات مدنية بالمناطق المحررة من قوات النظام المسلحة بسبب غياب الدولة للاضطلاع بمهامها في مجالات عديدة، مثل المدارس والمشافي والطرق وخدمات المياه، والكهرباء والاتصالات. وتعين هذه الإدارات المدنية بالانتخاب والإجماع الشعبيين ومهمتها الرئيسية التزويد بخدمات الوظيفة العمومية والأمن والحفاظ على السلم الأهلي. كما كانت الجامعات أماكن هامة للمقاومة الشعبية.

في شهر حزيران 2012، كان ربع الوفيات من الطلاب في الاحتجاجات في سوريا منذ أن بدأت الثورة في أذار 2011، وفقا لإتحاد طلبة سوريا الأحرار. أسس اتحاد طلبة سورية الأحرار في 29 ايلول 2011 للنضال ضد النظام وليكون محطة ديمقراطية وسياسية ونقابية في حياة الحركة الطلابية السورية الحرة.

في سوريا خمس جامعات حكومية في دمشق وحمص وحلب واللاذقية ودير الزور، ولها فروع إقليمية في درعا، سويداء، إدلب، طرطوس، حماه، الحسكة والرقة.

وتوسع الاتحاد في نيسان 2012 مع انضمام ائتلاف طلبة جامعة دمشق إلى اتحاد طلبة سوريا الأحرار. أعلنوا توحيد جهود الاطارين بانضمام ائتلاف طلبة جامعة دمشق الاحرار الى اتحـاد طلبة سوريـا بهدف تأطير الحـراك الطلابي الجــامعي في دمشـق.

كان المؤتمر التأسيسي الاول لفرع اتحاد جامعة حلب بتاريخ 5/3/2012 وكذلك لجامعة ادلب في 10/3/2012 وبحضور الهيئة التنفيذية المنظمة للمؤتمر المشكلة من ذوي الخبرة السابقة في مجال العمل الاتحادي من طلاب واساتذة ودكاتره من جامعتي حلب وادلب وبعد انتخاب اعضاء ورئيس فرع اتحاد طلبة سورية الاحرار في الجامعتين تم الخروج بالتوصيات التالية:
- توحيد طاقات طلبة سوريا الأحرار في كافة الجامعات السورية.
- العمل على تنظيم المظاهرات والاضرابات العامة في داخل الجامعات و المدارس وخارجها بشكل حضاري وانساني والتزامي بمبادئ السلمية.
- العمل مع قوى الثورة الأخرى على اسقاط النظام الفاقد شرعيته في ظل الحفاظ على الوحدة الوطنية.
-السعي لإقامة دولة مدنية ذات نظام ديمقراطي تعددي يكفل الحرية والعدل والمساواة لجميع المواطنين.
وأسس أيضأ اتحاد أساتذة الجامعات السورية الأحرار في 21 كانون الثاني 2012..

أنشطة  طلبة سوريا الأحرار
أعلن الاتحاد مرارا رغبته مواصلة المقاومة الشعبية ضد النظام منذ بداية الثورة، بالرغم من القمع واستبداد النظام. أكد وكرر اتحاد طلبة سوريا الأحرار في تاريخ 8 شباط 2012 على نشاطات محورية للطلاب في سبيل اسقاط النظام:
- الدعوة الى الإضراب عن حضور كافة المحاضرات النظرية والعملية في الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي.
 بالتوازي مع الاضراب عن حضور المحاضرات ندعو الطلبة الأحرار الى التواجد في الجامعات والمعاهد سواء في جامعاتهم المسجلين فيها او في الجامعات في مناطقهم مشاركين في تحويل الجامعات الي نقطة توتر دائمة ومنطقة تظاهر واعتصام مستمرة والتحضير للعصيان المدني في حرم الجامعات والمعاهد على امتداد الوطن، تخفيفا للضغوط على المناطق والأحياء السكنية التي تتعرض للقصف والحصار في معظم المدن السورية.

- على اعتبار أن الكتلة الطلابية في الجامعات تشكل ما لا يقل عن 800 ألف طالب وطالبة، في المدارس والجامعات، فإن مشاركتنا في خطوات إضراب الكرامة بفاعلية والمشاركة في مقاطعة الشركات الداعمة للنظام والتي تمول جرائمه يعجل في الانهيار الاقتصادي للنظام المتداعي أصلا. إن الانهيار الاقتصادي يسقط النظام بأياد سورية ودون انتظار استيقاظ الضمير العالمي وفقد المزيد من الأبطال في ثورة الكرامة.

تواصل الحركة الطلابية، وكما الشعب السوري، تجديد رفضها للطائفية، رغم كل مساعي النظام لإشعال هذه النار الخطيرة التي استخدمها تحت أشكال مختلفة منذ استيلاء آل الأسد على السلطة. أكدت الحركة الشعبية، بما فيها الحركة الطلابية، نضالها الموحد، بتطوير حس تضامني وطني واجتماعي يتجاوز الانقسامات الاثنية والطائفية، أيضا في سبيل تحقيق الكرامة والحرية والمساواة والعدالة.

الاتحاد نشر على سبيل المثال بيان بمناسبة نوروز حيث اعتبرها بمثابة عيد للحرية، ودعا على امتداد البلاد لإشعال الشموع على النوافذ والشرفات، رمزا لقدوم عهد جديد لسوريا لا مكان فيه إلا للمساواة والعدالة .

أطلق و/أو شارك الاتحاد في العديد من الحملات التي نظمتها منظمات شعبية كما لجان التنسيق المحلية وغيرهم، على سبيل المثال في تاريخ 26/11/2012 أطلق اتحاد طلبة سوريا الاحرار – عددًا من طيور الحرية التي تحمل أسماء الطلبة المعتقلين في جامعات دمشق، وأكد أيضا على استمراره ضد هذا النظام الفاسد حتى زواله وتحرير جميع الأسرى .

اتخذ الاتحاد موقفا في مختلف القضايا، مثلا استنكار سلسلة التفجيرات التي استهدفت بعض المدن في سوريا في الآونة الأخيرة والتي أودت بحياة بعض المواطنين الأبرياء التي لا تخدم أحد سوى النظام، وأعلن في بيان ”استنكار التفجيرات وخصوصاً تفجير الحرم الجامعي في حلب” 31-5-2012 . أدان تحاد طلبة سوريا الأحرار بشدّة هذا الفعل غير الإنساني وغير الأخلاقي.

الاتحاد ينشر على المستوى الوطني مجلة تسمى “صوت الأحرار“. صدر العدد الأول منها في حمص في حزيران 2012.

حتى الجامعات الخاصة شهدت مظاهرات ضد النظام، مثل جامعة الخاصة اليرموك وجامعة القلمون. نظم الطلاب في هذه الجامعات العديد من الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي، مطالبين بالحرية وتضامنا مع المدن الثائرة. وجرى تعليق الشعارات والنشرات في ممرات الجامعة مطالبين بإسقاط النظام، وتعرض الطلاب إلى حملة قمعية من قبل قوات الأمن، وفي بعض الحالات أجبروا على النوم على الأرض والهتاف لحياة الرئيس بشار الأسد.

في عدة تصريحات، أكد هؤلاء الطلاب بأنهم ” جزء من الجسم الطلابي من الجامعات الخاصة التي تم تأسيسها من قبل النظام السوري الفاسد” حيث أنهم يعاملون “كزبائن، و ليس كطلاب”. و يضيفون أن الثورة هي من أجل مستقبلهم.

رخص النظام السوري لجامعات خاصة في عام 2001، وبلغ عددها عام 2009 عدد الجامعات الخاصة 15، التي شملت بين 16000 و22000 طالب. وصلت الرسوم في بعض جامعات خاصة إلى 10870 $ سنويا، وهذا المبلغ لا تستطيع للغالبية العظمى من الطلاب دفعه، عندما كان الراتب المتوسط بين 15000 (370$) و 20000 ليرة سورية (500$). في الوقت نفسه لم يقدم النظام السوري أي استثمارات مهمة في النظام التعليم الجامعي العام الذي كان يفتقر لمرافق جديدة بحالة جيدة ال 264550 طالب للسنة الدراسية 2008-2009 وفقا لوزارة التعليم العالي.

جامعة حلب، أو جامعة الثورة
لعبت جامعة حلب، كما كتبنا، دورا طليعيا في المدينة. نظم الطلاب المظاهرة الأول خارج الحرم الجامعي في 13 نيسان 2012، وهتفوا "الشعب سوري واحد". بعد 10 إلى 20 دقيقة، وصلت قوات الأمن واضطر الطلاب إلى الهرب. من المهم أن نذكر أن مدينة حلب لم تشهد مظاهرات هامة قبل بداية عام 2012، في حين أن الطلاب كانوا يكافحون بالفعل منذ بداية ثورة. في 11 تشرين الثاني 2012، كان بلغ عدد الشهداء في جامعة حلب 99 حسب توثيق الجناح الحقوقي في المكتب الإعلامي لجامعة حلب.

وتحتوي جامعة حلب على طلاب من أماكن عديدة ومن خلفيات متنوعة، ولكن أيضا من الريف. كانت المساكن الطلابية في جامعة حلب هي الأكبر في سوريا، مع حولي 10000 طالب من جميع أنحاء البلاد، وشارك العديد منهم في الإحتجاجات.

ونظمت احتجاجات في 18 أيار 2012 في جميع أنحاء سوريا تحت شعار “أبطال جامعة حلب” ، بالتضامن مع طلاب حلب الذين تظاهروا لأيام قبل على الرغم من القمع الوحشي. في اليوم نفسه، كانت المظاهرات في حلب الأكبر المدينة شهدت حتى هذا ذلك اليوم، وفقا لعدة نشطاء. احتج أكثر من 10000 شخص في منطقتي صلاح الدين والشعار، وشارك الآلاف في مناطق أخرى من المدينة. كما شارك في تظاهرة 17 أيار حوالي 10000 طالب، أو أكثر وفقا لبعض النشطاء، خارج بوابات جامعة حلب في وجود مراقبين للأمم المتحدة، قبل أن تفض قوات الأمن الاحتجاج. و ألقت قوات الأمن الطلاب وممتلكاتهم من المهاجع. تظهر مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب نهب غرف الطلاب، نوافذ محطمة وجدران متضررة. وأغلقت جميع فروع الجامعة للمرة الأولى منذ عام 1980. كما توقفت جامعة حلب عن التدريس مرة أخرى بعد أسابيع قليلة خوفاً من انتفاضة أخرى، أكبر وأهم من تلك التي سبقتها.

ومنذ ذلك الوقت، وفي كثير من الأحيان في الجامعة، يفرض رجال الأمن طوقأ كبيرأ داخل وفي محيط الحرم الجامعي ويقومون بالتشديد على الطلاب والموظفين وحتى المسؤولين داخل الجامعة من خلال التفتيش الدقيق لجميع الداخلين والخارجين من الجامعة.

لعبت أيضا جامعة حلب دورا هاما في استقبال، داخل الحرم وفي المهاجع، الآلاف من الأسر السورية المهجرة، وساعدهم طلاب الجامعة بطرق مختلفة. وأنشئ سوق للنازحين من الأحياء المنكوبة داخل الحرم الجامعي في أوقات مختلفة، ويشارك فيها الطلاب.

ولكن حتى بالنسبة لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، اعتقلت الأجهزة الأمنية الطلاب الذين يعملون في هذا المجال، فعلى سبيل المثال اعتقل النظام ظلال الصالحاني، طالبة سنة أولى في قسم الكيمياء في كليَّة العلوم في جامعة حلب، بتاريخ 28/7/2012 من قبل قوات الأمن السوريَّة في مدينة حلب، وكانت تهمتها مساعدة الجرحى والنازحين المدنيين ودعمهم بالمعونات الغذائيَّة والطبيَّة وتأمين أماكن لإقامتهم كنازحين.

في أيلول، ندد نازحون المدينة الجامعية بحلب بغياب المساعدات الغذائية وضعف الخدمة الطبية وإتهموا إدارة المدينة الجامعية بسرقة جزءٍ من المساعدات المخصصة لهم. في هذه الفترة، كانت المياه مقطوعة منذ ثلاثة أيام مع تزايد أعمال السرقة وسوء تعامل من عناصر الحراسة في المدينة الجامعية.

في أيلول عام 2012، ارتفع عدد النازحين في المدينة الجامعية إلى 30 ألفاً وأكثر من 6 آلاف منهم يبيتون في الحدائق.
وزع أيضا طلاب الجامعة الهدايا، بفضل تبرعات جمعوها بأنفسهم، للأطفال النازحين المقيمين في الحرم الجامعي بمناسبة عيد الفطر.

ينشر طلاب جامعة حلب مجلة “جامعة الثورة “. كان وصف هدف المجلة على النحو التالي : ”جامعة الثورة نثبت للعالم وللشعب السوري أننا أهل علم وثقافة وأدب ندعو للحرية بجميع أشكالها بما فيها الأدبية والإعلامية وهذه مجلتنا الخاصة بنا وأدبائنا ومثقفينا تعبر عنا“ .

تسجل جامعة حلب، كما غيرها، اعتقال العديد من الطلاب وينظم الطلاب عدة تحركات بهدف الضغط للإفراج عن رفاقهم، على سبيل المثال نظم طلاب وناشطون اعتصاما من أجل المعتقلين في حي الأشرفية في يوم 9 تشرين الثاني 2012، ونظم الطلاب مظاهرة أخرى في 17 تشرين الأول للإفراج عن المعتقلين في حي الأشرفية أيضا. الحملات الضاغطة للإفراج عن المعتقلين عديدة ودائمة. وعانى طلاب جامعة حلب، بسبب نشاطهم، من القمع الشديد الأجهزة الأمنية.

لعبت وتلعب حتى اليوم جامعة حلب، جامعة الثورة، دورا رئيسيا في تعبئة شعبية في المدينة وكان مركز المقاومة الشعبية ضد النظام في مدينة حلب منذ بداية الثورة.

الخاتمة
في إطار هذا النضال تعلن الحركة الشعبية، بما فيها الطلاب، مرارا وتكرارا عن تمسكها بتحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. ما انفك الوعي السياسي والنقدي والتجارب النضالية تتزايد وسط الحركة الشعبية، ما يعزز كل يوم تحرر الشعب من نير النظام الاستبدادي ومن تأثير إيديولوجيته الشمولية.

إن تشكيل منظمات شعبية مستقلة بجميع أنحاء البلاد بما هي مراكز شعبية بديلة عن السلطة نمّى أيضا الوعي السياسي وجذّر الشعب السوري في نضاله.

إن نضال الشعب السوري صدى لهذه الجملة من البيان الشيوعي: “لن يخسر البروليتاريون سوى أغلالهم. وسيكسبون عالما“.

ويشارك الطلاب في هذه العملية بشكل كامل وتام، كما رأينا من خلال النص، كما كانت ولا تزال الجامعات في تونس و مصر. فقد أغلق النظام التونسي الجامعات أيام قليلة قبل سقوط بن علي بسبب دورها النشيط في الإحتجاجات والثورة.
في مصر، أسس الطلاب الإتحادات المستقلة الجديدة في جميع أنحاء البلاد وشاركوا ونظموا الكثير من الإحتجاجات.
في البلدين، كما في سوريا، الطلاب هم في طليعة الكفاح والنضال إلى جانب العمال لمواصلة تحقيق أهداف الثورة.
وقد أعلن و تعهد العديد من الطلاب بأنهم لن يواصلوا دراستهم قبل أن يكملوا ثورتهم. رفع الطلاب الشعار “لا تعليم بدون الحرية” في مظاهرات كثيرة.

الشعار هو بالتأكيد: ثورة مستمرة حتى النصر!
من دون أي شك، إنها ثورة حقيقية منذ بدايتها.

 

Partager cet article
Repost0

commentaires