Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
15 janvier 2014 3 15 /01 /janvier /2014 11:38

 

تيار اليسار الثوري في سوريا

بيان

2

 

 

اعداء الثورة الشعبية : النظام الدكتاتوري وقوى الثورة المضادة الرجعية

 

 

منذ حوالي اسبوعين٫ عن موعد عقد مؤتمر جنيف ٢ العتيد  الذي سيلد ميتا٫ تدور رحى حرب تخوضها مجموعات اسلامية وكتائب من الجيش الحر ضد التنظيم الرجعي والفاشي التابع للقاعدة « الدولة الاسلامية في العراق والشام » المعروف باسم داعش.

ومن الضروري التذكير بآن الحراك الشعبي لم يتعرض٫  وخاصة منذ العام الماضي٫ الى عنف النظام البرجوازي الدكتاتوري ووحشيته المنقطعة النظير٫ فحسب. بل انه تعرض الى قمع مزدوج من مجموعات مسلحة اسلامية تتفاوت في تشددها وعنف قمعها ضد المناضلين والناشطين في الحراك الشعبي بل وضد الاخير نفسه٫ من خلال اعتقالات واسعة للناس لاسباب مختلفة : ممارسات اجتماعية تعتبرها هذه المجموعات الرجعية مخالفة لتعاليم اسلامها كالتدخين او اللبس٫ او اطلاق النار واعتقال المتظاهرين٫ او اغتيال العديد من الناشطين وبعض قادة الجيش الحر المعروفين بالتزامهم بمبادئ الثورة الشعبية . لكن قمة هذا النوع من العنف الوحشي والرجعي قامت به داعش٫ وبشكل واسع٫ مما خلق ردات فعل جماهيرية ضدها وضد اشباهها من المجموعات٫ الى حد ان كل هذه المجموعات المتشابهة آصبحت تفتقد٫ تقريبا٫ الى حاضنة شعبية صادقة وحامية لها٫ ولم يبق لها سوى الارهاب والقهر كوسيلة لفرض سيطرتها على بعض المناطق٫ ولا سيما في الرقة وريف ادلب وحلب. لقد وصل هذا التململ والغضب الشعبيين ضدها حتى الى آوساط ما تبقى من كتائب للجيش الحر التي ما تزال تحمل برنامج الثورة السورية الاصيل في التحرر والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية

لقد دفع جنوح داعش المهووس الى فرض سيطرتها على بعض المناطق٫ التي خرجت عن نطاق سيطرة النظام من خلال مهاجمتها فصائل الجيش الحر٫ بل و حتى الفصائل الاسلامية الرجعية التي تتشابه معها في المنابع الايديولوجية٫ وطردها عسكريا للاخيرة ومحاولة فرض نموذج سياسي وايديولوجي واجتماعي مغرق في رجعيته على السكان ٫ تحت شعار « اجتثاث الخبيث »٫ دفع ببقية المجموعات المنافسة لها الى التوحد لتقوية موقفها في مواجهة هجوم داعش. فتشكل «  جيش الاسلام » ومن بعده « الجبهة الاسلامية » في اواخر تشرين الثاني من العام الماضي٫على اساس برنامج رجعي يضاهي اطروحات داعش في رجعيته. حيث اعلنت الجبهة الاسلامية رفضها « للديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية » وانها تعمل على ان تكون «  السيادة في هذه الدولة لشرع الله٫ وحده مرجعا وحاكما موجها وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة »٫ كما تشكلت « جبهة ثوار سوريا »  من بعض الفصائل الاسلامية وعدة كتائب من الجيش الحرمن اجل « بناء حكم اسلامي رشيد » ٫ وايضا جرت محاولة لترويج « جبهة النصرة » وكانها افضل من داعش٫ رغم انهما ينهلان من نفس المنبع الايديولوجي الرجعي ولهما نفس الممارسة الفاشية ويتبعان لتنظيم القاعدة.

الحرب التي تدور بين هذه القوى المسلحة٫ تقوم٫ اساسا٫ على التنافس في ما بينها على مناطق النفوذ في المناطق « المحررة » وعلى الهيمنة الايديولوجية التي تعمل٫ كل منها٫ على فرضها بالقوة على السكان من خلال حوامل قروسطية هي الهيئات الشرعية.  فالجبهة الاسلامية ٫مثلا٫ وهي اكبرها عددا٫ تتبع للفكر السلفي الجهادي ومحسوبة على النظام الرجعي في السعودية. لذلك ٫ليس الهدف الحقيقي للمجموعات المتصارعة مع داعش٫ باستثناء بعض كتائب الجيش الحر٫ الذي ازداد ضعفه وتهميشه في الاشهر الاخيرة٫ هو استعادة اهداف الثورة الشعبية في اسقاط النظام وبناء سوريا ديمقراطية وحرة. بل هو تنافس ايديولوجي وعسكري وسياسي بين قوى رجعية على تقاسم ٫ ان لم يكن٫ احتكار النفوذ.

ساهم هذا الصراع الدموي الذي تدفع ثمنه٫ مرة آخرى٫ الجماهير السورية٫ في انكشاف وانفضاح جعبة الاسلام السلفي الجهادي٫ على الصعيدين الفكري والسياسي٫ وعبثيته الدموية, خصوصا عندما يتمكن من بسط سيطرته٫ ولو مؤقتا٫ على مقدرات العباد, وينتقل الى الممارسة . ومن المنتظر ان نشهد حالات انفضاض واسعة من قبل٫ما تبقى٫ من شرائح وافراد قاموا بتأييد الاسلام السلفي الجهادي لأنهم خدعوا به ٫او لانهم اضطروا الى تأييده تحت ضغط الحاجة او الاكراه . 

ان الصراع الجاري يوسع المجال لإضعاف تلك القوى الرجعية ٫ من جهة. واعادة الاعتبار  لوعي الجماهير الثوري والمستقل٫ و ايضا٫ اعادة نهوض الحراك الشعبي من جديد٫ من جهة اخرى ٫ بعد فترة خبو شهدها في العام الفائت  بسبب قمع كلا من النظام والقوى الرجعية المعادية للثورة المذكورة اعلاه .

   لهذا٫ فان للصراع الدائر مناح ايجابية٫ فهو لم يضعف فقط من هيمنة داعش ومن قمعها للحراك الشعبي٫ بل انه ٫ من المرجح٫ سيؤدي الى اضعاف شقيقاتها من الفصائل الرجعية الاخرى. وبدآنا نشهد استعادة الجماهير لمبادراتها ٫ بعد ان عاشت تجربة مريرة مع هذه الفصائل الرجعية٫ فهذه الاخيرة انكشفت باعتبارها تشكل عدوا حقيقيا لكفاح الجماهير وتضحياتها من اجل تحررها.

اننا نلحظ هذا النهوض للحراك الشعبي من خلال ارتفاع وتيرة المظاهرات الشعبية ٫ في المناطق « المحررة » منذ اندلاع الصراع المذكور بين داعش ومنافسيها من الفصائل الاسلامية والرجعية. لذلك٫ فاننا لا نراهن  ابدا على انتصار اي من هذه الفصائل الرجعية من اجل استمرار الثورة او انتصارها . بل على العكس٫ اننا نراهن٫ فقط٫  على هذا الحراك الشعبي الثوري  اساسا٫ اضافة الى فصائل المقاومة الشعبية المسلحة في « الجيش الحر » التي ما تزال تحمل اهداف الثورة الشعبية٫ من اجل الاستمرار فيها واسقاط حكم الطغمة الحاكمة .  وفي سيرورتها المستمرة٫ اصبح واضحا٫ ان الثورة تواجه اعداء متعددين ٫ اولهم  النظام الدكتاتوري وحلفائه ٫ وثانيهم القوى الرجعية والفاشية المعادية للثورة وحلفائها من القوى الاقليمية. 

والحال٫ فاننا ندين الموقف السياسي الخاطئ والخطير٫ الذي اتخذته بعض هيئات المعارضة الليبرالية المرتهلة  والمرتبطة بدول اقليمية  ٫ القائل بان القضاء على داعش٫ وتضيف ايضا الاتحاد الديمقراطي الكردستاني٫ يعني القضاء على القوى المعادية للثورة كلها. فخلف داعش دواعش اخرى.

 

اننا ندعوا الى أوسع تحالف ضد الفاشيتين, فاشية السلفيين الجهاديين وفاشية النظام الحاكم الدموي, وتحت شعارات الثورة السورية في التحرر والمساواة والديمقراطية والعدل الاجتماعي.

 

وفي الآن ذاته٫ ومع ادراكنا تماما بان تحقيق اهداف الثورة ما يزال شاقا وطويلا٫ وما قد يشهده من انتصارات وتراجعات. فاننا نعتقد بحزم٫ وفي  كافة الاحوال٫ ان جذوة الثورة التي دفعت بجماهير العمال والكادحين الى الانتفاض لن تنطفئ حتى تحقيق مطالبها في التحرر.

 

 مما يفرض على اليسار الثوري في سوريا٫ الذي يرفع راية الاشتراكية٫ العمل الملح ٫ في سياق هذه السيرورة الثورية المعقدة والمركبة٫ على انجاز مهمات عدة٫ اهمها الاندراج الفعلي في كافة نضالات الجماهير٫ في كل موقع ومكان٫ دفاعا عن مطالبها ومصالحها المباشرة والعامة٫ وفي الوقت عينه٫ بناء الحزب العمالي الاشتراكي الثوري

 

كل السلطة والثروة للشعب

 

تيار اليسار الثوري في سوريا

 

دمشق٫ في ١٥ كانون الثاني ٢٠١٤

Partager cet article
Repost0

commentaires