Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
16 février 2014 7 16 /02 /février /2014 10:42
مقتطف الرسالة كما ورد في رواية ” سبارتاكوس، ثورة العبيد، تأليف هوارد فاست، دار الكرنك للنشر والطبع والتوزيع، القاهرة، 1963″

“عد إلى مجلس الشيوخ واعطهم القضيب العاجي. لقد اخترتك سفيرا. عد وارو لهم ما شاهدته هنا. قل لهم إنهم أرسلوا كتائبهم ضدنا وإننا قد حطمنا كتائبهم.

إننا عبيد- ما يسمونهم الآلة الناطقة. الآلة ذات الصوت. ارو لهم ما تقوله أصواتنا، نحن نقول إن العالم ضاق بوجودهم، ضاق بمجلس شيوخكم العفن وبروماكم العفنة. العالم ضاق بالثروة والفخفخة اللتين اعتصرتموها من دمائنا وعظامنا. العالم قد سئم أنشودة السوط فهي الأنشودة الوحيدة التي يعرفها الرومان النبلاء لكننا لا نرغب في سماع تلك الأنشودة بعد الآن.

كان الرجال سواء في البداية وعاشوا في سلام وتقاسموا ما كانوا يملكون، أما اليوم فيوجد نوعان من الرجال: السيد والعبد. لكن أعدادنا أكثر من أعدادكم، أكثر بكثير. ونحن أقوى منكم وأفضل منكم. كل ما هو طيب وخير في البشر موجود فينا. فنحن ندلل نساءنا ونقف إلى جانبهن ونحارب معهن جنبا إلى جنب. أما أنتم فتجعلون نسائكم عاهرات ومن نسائنا ماشية. نحن نبكي عندما تنتزع أطفالنا من أحضاننا ونخفي أطفالنا بين الأغنام لنستطيع أن نحتفظ بهم وقتا أطول قليلا- لكنكم تربون أطفالكم كما لو كنتم تربون ماشية. أنتم تنجبون الأطفال من نسائنا وتبيعونهم في سوق العبيد لمن يدفع أغلى ثمن، وتجعلون من الرجال كلابا وتبعثون بهم إلى ساحات القتال ليمزقوا أنفسهم إربا كيما تبتهجون. وبينما تراقبنا نساؤكم الرومانيات النبيلات والواحد منا يقتل الآخر، يدللن الكلاب في حجورهم ويطعمنها اللقمة السائغة الغالية.

أي جماعة فاسدة أنتم وإلى أي فوضى قذرة قد أحلتم الحياة. جعلتم من كل ما يحلم به البشر ومن كل ما تنتجه أيدي البشر ومن عرق جباه البشر مادة للسخرية. يعيش مواطنوكم على الصدقة ويمضون أيامهم في ميادين السباق وساحات القتال.

قلبتم الحياة الإنسانية سخرية وسلبتموها كل قيمتها. أنتم تقتلون حبا في القتل ومتعتكم الرقيقة هي رؤية الدم يتدفق. تزجون بالأطفال الصغار في مناجمكم وترهقونهم بالعمل حتى يموتوا في أشهر قليلة. وشيدتم عظمتكم على سرقة العالم بأسره.

حسن، لقد انتهى هذا. قل لمجلس شيوخكم أن يبعث بقواته لقتالنا وسندمر هذه الجيوش كما دمرنا هذا الجيش. وسنسلح أنفسنا بأسلحة الجيوش التي ستبعثون بها إلينا. سيسمع العالم بأسره صوت الآلة- وسنصيح بعبيد العالم أن هبوا وانزعوا أغلالكم. سنتقدم في كل إيطاليا. وأينما ذهبنا سينضم إلينا العبيد. وفي يوم من الأيام سنهاجم مدينتكم الخالدة ولن تبقى خالدة. قل هذا لمجلس شيوخكم. قل لهم إننا سنخطرهم بموعد قدومنا، وعند ذلك سنحطم جدران روما. ثم سنذهب إلى البيت الذي يجتمع فيه مجلس شيوخكم وسننتزعهم من مقاعدهم العالية صاحبة السلطان وسننزع عنهم ثيابهم كي يقفوا عراة وهم يحاكمون كما حوكمنا نحن على الدوام. لكننا سنتحرى العدالة في محاكمتهم وسننفذ فيهم العدالة كاملة. سيحاكمون على كل جريمة ارتكبوها، وسيؤدون عنها الحساب كاملا. قل لهم هذا حتى يتاح لهم الوقت ليتأهبوا وليدرسوا أنفسهم، فندعوهم للشهادة. ونحن نستمتع بذاكرة ليست سريعة النسيان.

وعنما تتحقق العدالة سنقيم مدنا أفضل، مدنا نظيفة جميلة بلا جدران- يعيش فيها البشر معا في سلام وسعادة. هذه كل رسالتي إلى مجلس الشيوخ. احملها إليهم وقل لهم إنها من عبد يدعى سبارتاكوس”.

 
Partager cet article
Repost0

commentaires