Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
28 mai 2014 3 28 /05 /mai /2014 18:26

عرض كتاب

لينين: بناء الحزب (1975)

توني كليف*
إصدار: بوك ماركس (1976)
ترجمة: أشرف عمر

“لينين وبناء الحزب” هو الجزء الأول من كتاب “لينين”، للمناضل الاشتراكي الثوري البريطاني الراحل توني كليف. الكتاب من ثلاثة أجزاء (الجزء الثاني: كل السلطة للسوفييتات، والثالث: الثورة المُحاصرة)، ويُعد من أهم ما كُتب عن التجربة اللينينية في بناء الحزب البلشفي الثوري الذي قاد الثورة الروسية والطبقة العاملة المنظمة لانتزاع السلطة وردع الثورة المضادة وبناء المجتمع الاشتراكي.

في الفصول العشرين للجزء الأول “بناء الحزب”، يقدم كليف صورة حية ومليئة بالدروس لخبرة الحزب البلشفي ودور لينين السياسي والتنظيمي فيه، مبدداً الأساطير المتداولة حول لينين وحزبه؛ بدءاً من التزوير الستاليني في تصوير لينين بالقائد المنزّه عن الأخطاء والذي لن يتكرر مثيله في التاريخ، انتهاءاً بكل مزاعم الأكاديميا والدعاية البرجوازية حول ديكتاتورية وشمولية الحزب البلشفي. على العكس من كل ذلك، فلقد طوّر لينين نظريته وإسهامه البالغ الأهمية في الماركسية عن طريق الممارسة العملية والتصويب والتقويم المستمرين خلال المسار المركب والمتعرج للصراع الطبقي. وعلاوة على ذلك، لم يكن الحزب البلشفي حزباً شمولياً، بل لقد اعتمد، في كل مراحل تطوره وفي كل المنعطفات الصعبة في الصراع الطبقي في روسيا، ليس فقط على وحدة وتماسك الفعل السياسي، بل استند أيضاً إلى درجة كبيرة من الديمقراطية الداخلية، التي جعلت لينين نفسه في موضع الأقلية داخل الحزب في كثير من الأحيان، ليتمكن من كسب الحزب سياسياً مرة تلو الأخرى.

الناردونية*
لقد انجذب لينين في البداية نحو الأفكار “الناردونية”، وقد كان ذلك بمثابة مرحلة مؤقتة من مراحل الكثيرين من الرواد الماركسيين (جورجي بليخانوف، وليون تروتسكي، وروزا لكسمبورج أيضاً كانوا ناردونيين في بدايات نشاطهم السياسي). لقد تمكنوا من تخطي هذه الأفكار في وقت لم تكن فيه الخطوط الفاصلة بين الماركسية والناردونية واضحة بالشكل الكافي.

لقد كانت المراجع الأساسية للينين في ذلك الوقت، هما المجلدان الأول والثاني من كتاب “رأس المال” لكارل ماركس، إلا أن ذلك لم يكن يعني بالنسبة له أن يدير ظهره “للناردونية”، فلقد درس الناردونيين أنفسهم كتابات ماركس. حتى جاء العام 1891 والذي اطلع فيه لينين على كتابات بليخانوف، تلك الكتابات التي كتب عنها تروتسكي أنه من دونها لم يكن من الممكن أن يصبح اشتراكياً ديموقراطياً (كان هذا هو الإسم الشائع للماركسيين آنذاك عام 1893).

كان هناك فهماً خاطئاً للتعاليم الماركسية، فيما حاول المنظرون الناردونيون تطويع تلك النظرية وفق أهوائهم الشخصية، لقد تحول الناردونيون إلى طوباويين يرون الجماهير الروسية خاملة، بينما هم الوحيدين الذين يتمسكون بتراث “الماركسية” الذي كانوا يطوعونه وفقاً لتوجهات النارودنية.

وقد أثبتت النارودنية فشلها، فلم يؤدي الإرهاب الفردي، مع عدم الرهان على حركة الجماهير، إلى زعزعة النظام القيصري، بل إلى تقويته، فازدادت حملات القمع والاستبداد. ولعل أكثر ما يدل على فشل هذه الأفكار هو تخلي الكثير من قادتها عنها، مثلما كتب أحد منظري النارودنية ليف تيخوميروف مقالة بعنوان “لماذا أكف عن أن أكون ثورياً؟”، وأصبح هذا الرمز الثوري بين ليلة وضحاها أحد أشد الداعمين للقيصرية.

الحلقات
ينتقل كليف بعد ذلك إلى الحديث عن تلك الحلقات الماركسية الضيقة التي انتشرت في الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر. عكفت هذه الحلقات الثورية المبعثرة على دراسة الماركسية، بالإضافة إلى عدد من العلوم كالفلك والكيمياء وعلوم أخرى، فيما يشبه المدارس الفكرية. وتمكنت من جذب أعداداً قليلة من العمال إلى صفوفها.

كان بليخانوف، أول داعية للماركسية ومؤسس أول جماعة ماركسية في روسيا (جماعة تحرير العمل)، هو من بدأ بمحاولة الخروج من الأفق الضيق لهذه الحلقات، في العام 1891، إلى التحريض في المصانع والأحياء العمالية. وعلى الرغم من عدم تأثير هذا النداء في الأوساط العمالية، إلا أن تلك المحاولة قد مهدت الطريق لدراسة الحالة المزاجية للجماهير والتعمق أكثر في فهم مظاهر الاستغلال.

الانشقاق
لقد لعبت لعبت الإيسكرا دوراً محورياً في الإعداد لمؤتمر حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي في عام 1901، هذه الجريدة احتلت مكانة فريدة في تاريخ الصحافة، فقد كانت بمثابة الناظم الرسمي لحزب غير معترف به في روسيا القيصرية.

إلا أن قنبلة المؤتمر قد انفجرت خلال النقاش حول “العضوية”، كان النقاش قد اتخذ سجالاً بين ما طرحه لينين وما قدمه مارتوف كطرح بديل، ليتواصل بينهما الخلاف حتى المؤتمر الثاني للحزب 1903، حيث حدث الانشقاق الشهير داخل الحزب إلى بلاشفة ومناشفة*. فعلى جانب البلاشفة انحاز بليخانوف الذي صار فيما بعد على أقصى يمين المناشفة، وعلى جانب المناشفة اصطف كلٌ من تروتسكي وروزا لكسمبورج. لكن سمات كل جناح تحددت بشكل أساسي من خلال الزعيمين، لينين ومارتوف.

وبحلول صيف 1904 تم طرد لينين من اللجنة المركزية، وفي يوليو 1904، سعت اللجنة المركزية للتصالح مع المناشفة؛ واستنكرت تحريض لينين المستمر لعقد مؤتمر حزبي ثالث. وبالرغم من الانشقاق، لم تكن الاختلافات واضحة بما يكفي أمام عضوية الحزب وقواعده بحيث تستوجب الانشقاق بين جناحي الحزب، فضلاً عن الشعور العام بضرورة الوحدة.

تمايزت البلشفية جذرياً عن المنشفية بموقفها العملي الحاسم من مسألة الانتفاضة المسلحة، لقد آمن المناشفة بأن الثورة الروسية سوف تجلب الليبرالية البرجوازية إلى السلطة، ومن هذا المنطلق أفرزوا موقفهم السلبي والمتخاذل تجاه قضية الثورة، وأن الهدف من الثورة هو أن تظفر البرجوازية برئاسة حكومة ثورية تقود المرحلة الجديدة.

فيما كان البلاشفة، على العكس من اللامبالاة المنشفية، يهدفون للاستيلاء على السلطة، ويدعون إلى ديكتاتورية العمال والفلاحين الديمقراطية. وبينما وضع المناشفة آمالهم على حكومة برجوازية، جادل لينين بأنه لا يمكن خوض الثورة دون استهداف الاستيلاء على السلطة.

لكن النقطة المشتركة بينهما كانت أن اتفقا على أن الثورة القادمة هي ثورة برجوازية تنتج عن الصراع بين قوى الإنتاج الرأسمالي من جهة، والأوتوقراطية وكبار ملاكي الأرض وبقايا الإقطاع من الجهة الأخرى.

ثورة 1905
في فبراير 1904، اندلعت الحرب الروسية اليابانية، واستخدمت الحكومة القيصرية هستيريا الحرب كذريعة لقمع التحركات الثورية والتي كانت لا تزال في مهدها، ولعل ما قاله رئيس الوزراء الروسي “بليهف” يدل على ذلك: “نحن بحاجة لحرب صغيرة منتصرة كي نصد هجوم الثورة”.

أما الليبراليون فقد كان رد فعلهم الأول هو الانجراف في تيار “الوطنية” تحت شعار “يحيا الجيش”. وعندما أظهر اليابانيون تفوقهم العسكري براً وبحراً، تقلص الميل الوطني لدى الليبراليين وأصبحوا في المقابل معارضين معتدلين لسياسات الحكومة، هذا الموقف المعارض صار أكثر حدة بعد أن انتصر اليابانيون في معركة “ليويانج”.

وبالنسبة للمناشفة فقد كانت سياستهم تدعو العمال لدعم الليبراليين، وأن يتجنبوا أي فعل “متطرف” يرتعد على إثره الليبراليون ويرتدون إلى الوراء. وعلى عكس ذلك، ندد لينين دوماً وبلا هوادة بالبرجوازية الليبرالية الروسية باعتبارها قوة معادية للثورة، لقد كان الليبراليون ضد مصادرة أراضي كبار الملاك، وصحيح أن حزبهم – الكاديت – قد أيد توزيع أراضي التاج والكنيسة على الفلاحين، لكنه لم يوافق على المصادرة القسرية لأراضي كبار الملاك إلا في حالة واحدة، وهي دفع تعويضات مجزية لهم. كان الليبراليون ينددون بـ”الفوضى الخبيثة للثورة”، ويخشون العمال الثوريين أكثر من القيصرية المعادية للثورة.

اندلعت ثورة 1905، حينما تقدم الآلاف من العمال في مسيرة مهيبة خلف القس جابون بعريضة مطالب للقيصر في قصر الشتاء، حاملين صوراً له وأيقونات مقدسة ولافتات كنسية، مرددين التراتيل والصلوات، راكعين لتخفيف مآسيهم. وما كان من القيصر إلا أن ألقى أوامره لقوات حماية القصر بإطلاق النار على الحشود العمالية، والنتيجة أن استشهد أكثر من ألف عامل وأصاب ألفين آخرين، ليسجل التاريخ يوم 9 يناير 1905، والذي عُرف بالأحد الدامي، بدايةً للثورة الروسية.

كان القس جابون زعيماً بارزاً في اتحاد نقابي كان رئيس الدرك في موسكو سابقاً، زوباتوف، هو مؤسسه بغرض احتواء حركة العمال وحصرها في المطالب الاقتصادية الصرفة، ووقعت هذه النقابات تحت سيطرة قطاع من الشرطة السرية القيصرية، فيما عُرف بـ”النقابوية البوليسية”. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن، فلقد استخدم العمال نقابات زوباتوف لتنظيم الإضرابات والنضال من أجل مطالبهم. وكما علّق المؤرخ البلشفي بوكروفسكي، فإن “نتيجة الزوباتوفية أتت مختلفة كلياً عما توقعه وابتغاه زوباتوف نفسه”.

اشتعلت مدينة سان بطرسبورج، عاصمة روسيا في ذلك الوقت، بالإضرابات العمالية التي رفعت أغلبيتها مطالب سياسية للتحرر والديمقراطية، بالأخص في منطقة فيبورج كثيفة المصانع وقلب النضال العمالي في روسيا حتى 1917.

“السوفييتات” والحزب
خلال الثورة، شكّل العمال مجالسهم (السوفييتات) من مندوبيهم المنتخبين من المصانع ومواقع العمل حينما لمسوا الحاجة إلى الوحدة وتنظيم حركتهم عملياً وسياسياً. لم يكن السوفييت في نظر لينين مجرد شكل تنظيمي جديد للبروليتاريا في نضالها، بل أيضاً نواة لسلطة عمالية مستقبلية بديلة، ولم يطوّر لينين هذه الفكرة من العدم، بل من خلال استخلاص وتعميم خبرة العمال وتطور مستوى وعيهم، وخاصة بعد التجربة المذهلة للانتفاضة المسلحة في موسكو ديسمبر 1905. وبعد عام من جداله بأن السوفييت يمثل نواة للحكومة الثورية المستقبلية، صار لينين يجادل بقوة أنؤ السوفييت لمؤ يكن بإمكانه الاستمرار في الحياة مستقلاً كذاته، ولا يمكنه أن ينظم وحده الانتفاضة المسلحة للاستيلاء على السلطة من دون قيادة سياسية صلبة.

إن الحزب الثوري لابد أن يمثل طليعة الطبقة العاملة. ومن أجل حوذ السلطة بين يدي العمال، لابد من التكامل بين الدور الذي تضطلع به السوفييتات ودور الحزب الثوري، هذا ما كان يجادل لينين من أجله. وعلى الجانب الآخر نجد المناشفة، الذين بادروا منذ البداية وساهموا بشكل كبير في بناء السوفييت، إلا أنها لم تكن تعني لهم إلا “برلماناً بروليتارياً”، أو “كياناً ثورياً لتحديد المصير”، على حد وصف توني كليف.

انتفاضة الفلاحين
عقب النضال المستعر في المدن الروسية، تتطورت نضالات الفلاحين بعد ربيع 1905 إلى مصادرة أراضي كبار الملاك والاستيلاء على ممتلكاتهم ومحاصيلهم وماشيؤتهم، حيث انخرطت كتل واسعة من الفلاحين في الانتفاضة، وعلى الفور تشكلت فرق فلاحية مسلحة قامت بتوزيع الأملاك المُصادرة على الفلاحين.

وعلى الرغم من الهزيمة التي تلقتها ثورة 1905 في نهاية المطاف، إلا أنها كانت ذات أهمية فائقة في كشف أهداف ومصالح الطبقات الاجتماعية المختلفة، ونقاط قوتها وضعفها، ووزن وأهمية كل منها في المجتمع الروسي، لقد خلقت الثورة أيضاً حالة من الفرز الشامل لكافة الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة.

الهزيمة و”الانسحاب”
انهزمت ثورة 1905 بالقمع القيصري العنيف. وبعد التراجع الكبير الذي سببته الهزيمة، تعلم لينين كيف يمكن “الانسحاب” تكتيكياً من ساحة المعركة، مع الحفاظ الكامل والوقوف الصلب على المبادئ. بل وعلّم حزبه كيف يمكن أن ينسحب ليعيد الهجوم مرة أخرى لاحقاً. كان على لينين أن يخوض جدالات حادة داخل الحزب كي يكسبه سياسياً لصالح اعتماد التكتيكات المناسبة في مراحل الجزر، كالمشاركة في انتخابات مجلس الدوما القيصري. وخاض في ذلك صراعاً سياسياً داخلياً ضد اليسار المتطرف في الحزب متمثلاً في بعض قادته.

وبالرغم من مقاطعة البلاشفة لانتخابات الدوما في البداية مقاطعة “إيجابية ونشطة” في فترة المد الثوري واستمرار النضالات العمالية. إلا أن كان على لينين أن يعيد ترتيب الموقف بعد 11 ديسمبر 1905، عندما صدر تشريع يتضمن قانوناً انتخابياً جديداً، ليتحدث لينين بأن المقاطعة النشطة أمر غير معقول بدون شعار واضح وفوري، و”الانتفاضة المسلحة فقط هي ما يمكن أن تكون هذا الشعار”.

صعود جديد
في خريف 1910، اندلعت المظاهرات الطلابية كرد فعل على المعاملة القاسية والوحشية التي كان يتعرض لها المعتقلين السياسيين، وفي بداية 1911 شن الطلاب إضراباً عاماً انتشر عبر روسيا احتجاجاً على الإجراءات القمعية التي اتخذتها الحكومة ضدهم.

هذه المظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على مذبحة بشعة تعرض لها عمال مناجم الذهب بمقاطعة لينا في 4 أبريل 1912، برفعها شعار الجمهورية الديمقراطية، كانت تعكس مستوى أعلى كثيراً اكتسبت الحركة العمالية. لقد تميزت هذه الفترة في تطور الوعي الجماهيري مما كان عليه في بداية ثورة 1905 التي بدأت بتقديم عريضة إلى القيصر، لقد بدأ العمال في أبريل 1912 من حيث انتهوا عند أعلى نقطة للثورة منذ 7 سنوات مضت.

البرافدا
وللتدخل والارتباط الحيوي بالحركة العمالية والجماهيرية الصاعدة، قرر البلاشفة إصدار صحيفة يومية بعنوان “برافدا”، وتعني بالروسية: الحقيقة. لقد عانت البرافدا من ملاحقة السلطات، فقد كان يتم مصادرة أعدادها أو توقيع الغرامات عليها، ناهيك عن اعتقال محرريها وملاحقة الموزعين. إلا أن الجريدة استمرت في الصدور، وفي الفترة من 22 أبريل 1912 وحتى 8 يوليو 1914، صدر 645 عدد منها.

كانت الجريدة تتحدث عن برنامج البلاشفة للجمهورية الديمقراطية، ومصادرة ملكية الأراضي وتوزيعها على الفلاحين، ومطلب تحديد يوم العمل بـ 8 ساعات يومياً، ذلك المطلب المستمد من ثورة 1905. لم تكن البرافدا جريدة “للعمال”، بل جريدة “عمالية” حقيقية، ليس أدل من ذلك سوى أنها تسلمت 11 ألف خطاب ومراسلة عمالية خلال عام واحد من إصدارها، أي بمعدل 35 في اليوم الواحد.

لقد تركت ثورة 1905 أثراً عميقاً في قلوب وعقول الملايين من الروس، وللأسف، فقد قطع إعلان روسيا للحرب في 1 أغسطس الطريق على الحراك العمالي المتصاعد حتى يوليو 1914، إلا انه سرعان ما تبلور مرة أخرى في ثورة 1917 العظيمة.. هذا ما يستكمله توني كليف في الجزء الثاني من الكتاب.

هوامش:
*النارودنية: النارودفولييون هم أعضاء جماعة “نارودنيا فوليا”، وهي منظمة سياسية سرية أسسها الشعبيون الإرهابيون في أغسطس 1879 نتيجة انشقاق المنظمة الشعبية “زيمليا آي فوليا” (الأرض والحرية). ناضل النارودفوليون ضد الحكم القيصري المطل ببسالة، ولكنهم تمسكوا بالاشتراكية الطوباوية، واعتبروا أنه يمكن إعادة بناء المجتمع دون اشتراك الجماهير، وعن طريق الإرهاب الفردي. وبعد مارس 1881 حطمت الحكومة منظمة “نارودنيا فوليا” بالملاحقات والإعدامات.

*المناشفة والبلاشفة: اكتسب المناشفة تسميتهم منذ المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في أغسطس 1903، عندما بقوا في نهاية المؤتمر أقلية لدى هيئتي الحزب المركزيتين (من الكلمة الروسية “مينشينستفو” وتعني الأقلية)، بينما نال الاشتراكيون الديمقراطيون الثوريون بزعامة لينين الأغلبية، ومن هنا جاء اسم البلاشفة (من الكلمة الروسية “بولشينسيو” وتعني الأغلبية). سعى المناشفة إلى تحقيق الاتفاق بين البروليتاريا والبرجوازية، وبعد ثورة أكتوبر 1917، أمسى المناشفة حزباً معادياً للثورة، ونظموا واشتركوا في مؤامرات وانتفاضات ضد السلطة السوفييتية.

توني كليف: كاتب ماركسي ثوري وأحد مؤسسي التيار الاشتراكي الأممي.

Partager cet article
Repost0

commentaires