Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
28 août 2013 3 28 /08 /août /2013 10:03

غياث نعيسة

 

ملاحظات اولية حول الضربة الامريكية الغربية القريبة:

١ . لا يمكن اختزال التناقضات في الصراعات الاجتماعية العنيفة والكبيرة٫ وايضا في الحروب٫ الى ابيض واسود او خير وشر او مع وضد٫ وكآنه لا يوجد خيارات اخرى .
هنالك شروط يكون فيها الموقف الصحيح هو ضد وضد.

٢. لا تهتم الولايات المتحدة والدول الغربية بمصالح الشعب السوري ولا تريد انتصار ثورته الشعبية٫ رآينا كيف كانت تتفرج على قتل الشعب الثائر منذ اكثر من عامين وهي تكرر انها "صديقة للشعب السوري" . والحال٫ فانها وحلفائها من الدول الخليجية مذعورة من امكانية انتصار الثورة السورية بصفتها الشعبية والوطنية.
ما ترغب به الدول الغربية٫ واعتقد بنوع من الموافقة الروسية٫ توجيه ضربة لمصادر قوة النظام وانهاكه٫ دون القضاء عليه٫ لجره الى تنازلات تلبى شروط التسوية التي تريدها هذه القوى الكبرى والتي لا تعني انها ستلبي٫ بالضرورة٫ مطالب الجماهير الشعبية الثائرة.

٣. لا يجب الوقوف مع النظام بحجة مواجهة الامبريالية٫ كما لا يمكن الوقوف مع الضربة الامبريالية بحجة ان الشر الاكبر هو الدكتاتورية٫لان كلاهما مرتبطان بعضهما البعض ٫ وكلاهما يستدعي الاخر٫ وان وصلا في مرحلة ما الى تناقض مصالحهما.

٤. انها مواجهة بين قوى الثورة المضادة - وهنا علينا ان نضيف القوى التكفيرية الفاشية ايضا-٫ لا مصلحة للشعب الثائر في الوقوف مع احدها٫ بل ان مستقبل الثورة والبلاد يتعلق بالوقوف ضدها كلها.

لا اوباما ولا الاسد 
ولا القوى الفاشية التكفيرية
ونعم لثورة الجماهير الشعبية السورية من اجل اسقاط النظام الدكتاتوري وتكنيسه كاملا
وبناء سوريا الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية

Partager cet article
Repost0
21 août 2013 3 21 /08 /août /2013 21:28
بيان


الفتك بالشعب الثائر واسلحة النظام الكيماوية2

يستمرالنظام الدكتاتوري بالفتك بشعبنا٫ فقد شهد فجراليوم ٢١ آب ٢٠١٣ سقوط مئات السوريين٫ وعدد ضخم منهم من الاطفال والنساء ٫ ضحايا لاسلحة فتاكة هي الغازات السامة واستخدام صريح لاسلحة كيماوية ٫ في مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق٫ وذلك في اطار هجوم عسكري هو الاعنف يشنه النظام منذ صباح اليوم على هذه المناطق الثائرة.
تطول قائمة عذابات وتضحيات جماهير شعبنا منذ اكثر من عامين٫ لم يعد ممكنا عد مئات الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين المهجرين واللاجئين. تطول عذابات شعبنا واصبحت لا تطاق٫ وصراخه يذهب ادراج الرياح٫ ويخيم صمت الموتى على الضمير الانساتي.
تطول مذبحة اهالينا وقهرهم على ايدي الة الموت والدمار لنظام تفوق بوحشيته على الفاشية٫ في مآساة لم يشهدها العالم منذ زمن طويل٫ مآساة شعب ثار من اجل حريته وتحرره من براثن نظام دكتاتوري متوحش في قمعه ومتوحش في استغلاله لكادحي بلادنا٫ خدمة لمصالح طغمة ضيقة من البرجوازيين.
ليس لثورتنا حليف مخلص٫ سوى ثورات شعوب المنطقة والعالم وكل المناضلين من اجل الخلاص والتحرر من انظمة الجهل والاستعباد والاستغلال.
يندرج هذا العمل المجرم والفظيع لسلطة الطغمة الحاكمة بحق جماهير شعبنا من المدنيين العزل باستهتار مريع للوجدان الانساني٫ و في وقت بدآت فيه قوى الثورة المضادة بتنظيم هجومها المضاد ضد الثورات على صعيد المنطقة بقيادة السعودية وحلفائها٫ وربما ارتآى فيها النظام فرصة لارتكاب مذبحته الشنيعة.
لكن٫ شعبنا الثائر والصامد سيعض على جراحه٫ ويستمر في مقاومة الطغاة المجرمين حتى هزيمتهم وانزال العقاب الصارم الذي يستحقونه على جرائمهم. 
سندفن موتانا ونبلسم جرحانا٫ ونحن اكثر عزما وحزما في كفاحنا من اجل اسقاط نظام القتل والدمار وانتصار ثورتنا الشعبية.
من اجل بناء سوريا الحرية والعدالة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
لا واشنطن ولا موسكو
لا الرياض ولا طهران
المجد للشهداء والشفاء للجرحى
والنصر للثورة الشعبية
كل السلطة والثروة للشعب

تيار اليسار الثوري في سوريا
دمشق في ٢١ آب ٢٠١٣

Partager cet article
Repost0
18 août 2013 7 18 /08 /août /2013 11:59

 


بيــــــــــــــــــــــــ ـــــــان
هي المتكئة على أكتاف البلعاس , والمتغلغلة في وجدان الثقافة السورية أصالةً وعراقةً, تمدّنت منذ تكوينها فكان اسمها " سلمية " .

في حوالي الساعة السابعة والربع من مساء يوم 11 – 8 – 2013 سقطت ثلاث قذائف وسط مدينة سلمية في محيط الإمام إسماعيل، أدت إلى استشهاد ستة عشر مواطناً وجرح عشرات آخرين، وفي إطار حملة التسويق لروايةٍ تشوّه الحقيقة وتخص هذا الحدث أفاد أذناب النظام بأنه تم القبض على الفاعلين !!

تم تحديد موقع الإطلاق وهو من الجهة الجنوبية الغربية من مدينة سلمية وعلى بعد لا يتجاوز السبعة كيلومترات عن موقع الاستهداف ، ضمن منطقة سيطرة النظام مما يؤكد على أن مطلقيها هم عناصر تابعة له ، ويزيدها تأكيداً دقة الرماية التي لا يتوافر للمقاومين تحقيقها بوسائلهم البدائية ما لم يتم تنفيذ رمايات متعددة وتصحيحاً للرمايات ، وهذا غير متاح لأية جهة معارضة القيام به لا من حيث المكان الآمن للإطلاق ولا من حيث الزمان الكافي لتدقيق الرمايات، دون أن ننسى أن موقع الاستهداف هو أحد أماكن للتظاهر المعتادة ، كما انه لا توجد في مدينتنا مواقع عسكرية مهمة تستحق المغامرة بأرواح المدنيين، أو حتى أن يهدر الجيش الحر إمكاناته العسكرية
( الشحيحة أصلاً ) في استهداف المواطنين الآمنين، لتكون الحصيلة هي استعداء مؤيديه قبل معارضيه، وجميعنا يدرك محاولات النظام المستمرة منذ ما يزيد عن العام إقحام المنطقة في دوامة العنف واستعداء الآخر، عبر ترويج أجهزته الأمنية وملحقاتها العفنة لقرب اقتحام الجيش الحر لمدينة سلمية، والتي لم تفلح أبداً في دفع الناس للانضواء تحت جناحيه، فيقتصر عدد المعبئين على مجموعة من اللصوص والقوّادين المرتزقة والمتطرفين، ومن الجلي أن أعدادهم بدأت بالتناقص في الآونة الأخيرة .

يسهل علينا فهم دافع هذا الفعل الإجرامي وخصوصاً بعد أن فتح الجيش الحر معركة تحرير الساحل ليتم تصوير الأمر على أن المعركة هي ضد الأقليات بخلاف واقعها الفعلي القائم على أنها معركة تحرّر من الاستبداد بدوافع بعيدة كل البعد عن الطائفية .

لذلك نتوجه لأهالي منطقتنا بأننا سوريون قبل أن يكون انتماؤنا لأقلية أو أكثرية ، ولدينا كل الإمكانات والمؤهلات لانتزاع حقنا في المواطنة - كما هو المراد لكل سوري – من أيدي الغاصب أياً كان ، وليس لدينا عقدة اضطهاد ولا يستطيع المعتدي أن يستتر بحماية الأقليات، نحن ندفع ثمن حريتنا وكرامتنا من دماء شهدائنا وجرحانا ومن آلام معتقلاتنا الحرائر وعذابات معتقلينا، ولنا كل الثقة بأداء جيشنا الحر في التزامه بأخلاقيته العالية وحرصه على أمن المواطنين ، على الرغم من كل المحاولات لتشويه أدائه ، وخصوصاً بعد تبني بعض الكتائب للفعل المشين التي تعرضت له مدينة سلمية، والمشكوك أصلاً بثوريتها وتبعيتها على ضوء تصرفاتها في بعض المناطق المحررة، وهي بدون أدنى شك لا تنتمي للجيش الوطني الحر، وما يُثّلج صدورنا حالياً أن تحقيقاً جدياً يجري الآن وعلى درجة عليا من المسؤوليات الأخلاقية، مدنية كانت من خلال الناشطين أم عسكرية من قبل كتائب جيشنا الحر الوطني، لوضع اليد على الفاعلين الحقيقيين ومحاسبتهم وفق الأنظمة والقوانين .
الرحمة لشهداء مدينة سلمية والعزاء والصبر والسلوان لأهلهم وذويهم ..
الرحم لشهداء الثورة السورية العظيمة 
عاشت سورية حرة أبية 

الجهات الموقعة على هذا البيان و المشاركة فيه :
- تنسيقية مدينة سلمية في الداخل - تجمع نبض للشباب المدني السوري
- نساء تنسيقية مدينة سلمية
- تنسيقية منطقة مصياف
- اتحاد طلبة سوريا الأحرار – فرع طلاب مدينة سلمية الأحرار
- تنسيقية شباب الثورة السورية في دير الزور
- اتحاد ثوار حماه 
- تنسيقية بلدة القدموس و ريفها – لجان التنسيق المحلية
- تنسيقية عز الدين أبو حمرة و ما حولها
- تيار اليسار الثوري في سوريا
- تنسيقية مدينة دوما – لجان التنسيق المحلية
- أحرار الثورة في مدينة سلمية 
- تنسيقية ثورة الزبداني و ما حولها
- حركة أطياف من أجل سوريا
- تنسيقية سراقب – لجان التنسيق المحلية في سوريا
- تيار مواطنة في مدينة سلمية 
- تنسيقية الثورة السورية في حمص
--------------.jpg
 
Partager cet article
Repost0
18 août 2013 7 18 /08 /août /2013 11:35
يسقط حكم العسكر.. لا لعودة الفلول.. لا لعودة الإخوان
كلهم قتلة | تصميم إفيانو | الاشتراكيون الثوريون- مصر
الاشتراكيون الثوريون (مصر)
المصدر‫:‬ الاشتراكيون الثوريون- مصر

مجازر بشعة وقمع عنيف.. تصاعد كبير للهجمات على الكنائس ومسيحيي مصر.. وترسيخ يجري على قدم وساق للدولة العسكرية القمعية.. تطورات سياسية هائلة مرت علينا خلال الأسابيع الماضية، وكما تحمل التطورات تحديات كبرى تضعها أمام الثورة، تحوي أيضاً فرصاً تؤهل لموجات جديدة قادمة في مسار الثورة المصرية، والتي يمكن للاشتراكيين الثوريين استغلالها بشكل جيد لبناء الحركة – في حال تطوير تكتيكات قادرة على التعاطي مع الأوضاع المتغيرة.

وفي إطار بناء وتطوير التكتيك السياسي، يقدم المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين هذه الورقة للرفاق من أجل بناء موقف الحركة والتوحد عليه من خلال النقاش الجماعي والرفاقي العميق، والانطلاق من هذا الموقف لوضع تكتيكات محددة في الفترة المقبلة.

ثورة أم انقلاب عسكري؟
بعد خروج الملايين إلى الشوارع للإطاحة بمحمد مرسي، وإعلان السيسي بعد ذلك إزاحته عن الرئاسة، تسود اليوم العديد من الجدالات حول تقييم الأوضاع، ما إذا كانت هذه ثورة جماهيرية أم مجرد انقلاب عسكري أطاح بالرئيس ليؤسس لديكتاتورية عسكرية. الإجابة على سؤال "ثورة أم انقلاب؟" تكمن أهميته في وضع استراتيجية الشهور، وربما السنوات المقبلة، من الثورة المصرية.

إن من يتجاهل تدخل الحركة الجماهيرية العملاقة التي دشنت موجة جديدة من الثورة المصرية، يهرب من التعاطي مع كل التناقضات الكامنة فيها، وبالتالي من التحديات الجديدة أمام الثورة المصرية.. ومن بعض الفرص التي يحملها المستقبل. وليس غريباً أن الثوريين الذين يتجاهلون قيمة تدخل الجماهير، أو على الأقل يعتبرون الجماهير مفعولاً به في لعبة الثورة المضادة، يعانون اليوم من إحباط عميق نتيجة ما يسمونه تراجعاً وانتهاءاً لمسار الثورة المصرية، ناهيكم عن إنكار كافة الفرص المُتاحة. لكنهم ليسوا وحدهم من يتجاهلون دور الجماهير وتدخلهم المباشر في إسقاط مرسي، وإسقاط شرعية الصندوق معه. فتقريباً كافة الأطراف التي تتدخل في الأوضاع السياسية اليوم، بما في ذلك الأطراف الدولية، كانت تتجاهل هذا الدور الجماهيري.

الاستثناء من كل هذه الأطراف، كان المؤسسة العسكرية التي اكتوت من قبل بنار الحركة الجماهيرية، فلم تكن تستطيع تجاهلها أو التغاضي عنها، بل أن أفق وتطور الحركة الجماهيرية يشكلان محدداً رئيسياً لسياساتها ولتدخلاتها. فالمؤسسة العسكرية تمثل الدعامة الرئيسية للطبقة الحاكمة والنظام والدولة، وهي رأس حربة الثورة المضادة التي ما أن تفرض الحركة الجماهيرية نفسها كأمر واقع، حتى يتنابها الذعر من إمكانية تطور هذه الحركة، وتسعى بكل السبل لكبح جماحها إما بالاحتواء في إطار مُعين لا يشكل خطراً ولا تهديداً لمصالح الطبقة، أو بالقمع المباشر كما حدث من قبل.

كان الجيش بالتأكيد يريد احتواء الحركة الجماهيرية العملاقة المطالبة بإسقاط محمد مرسي ضمن حدود مرسومة وخطوات محسوبة، دون أن تفلت من إطار إسقاط مرسي إلى ما هو أعمق من ذلك لتشكل تهديداً حقيقياً على النظام برمته، لذا كان الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو إعادة الملايين من الشوارع التي اجتاحوها وسيطروا عليها إلى المنازل بأسرع وقت ممكن وإيقاف الحركة عند حد الإطاحة برمز النظام والتخلص منه. وفي نفس الوقت كان هذا الهدف متوافقاً مع تطلعات المؤسسة العسكرية بعد أن فشل مرسي في إجهاض الثورة وشكّل إرباكاً للطبقة الحاكمة في مواجهتها طوال عام من توليه السلطة.

فبعد أن صعد محمد مرسي إلى سدة الحكم العام الماضي، بمباركة أمريكية ومباركة من المؤسسة العسكرية وقسم كبير من رجال الأعمال وغيرهم، قد فشل في تحقيق أهداف الطبقة الحاكمة في إجهاض الثورة المصرية. كان مرسي يشكل في البداية خياراً أفضل بالنسبة للطبقة الحاكمة، أو معظم قطاعاتها؛ فهو يتبنى مشروع الليبرالية الجديدة وينحاز لمصالح رجال الأعمال وليس لديه أي غضاضة في التحالف مع الولايات المتحدة وهو أيضاً حريص على عدم إزعاج الكيان الصهيوني، علاوة على كونه أول رئيس منتخب بعد الثورة، لكن أيضاً الأهم هو استناده إلى التنظيم الجماهيري الأضخم في بر مصر، ذلك التنظيم الذي يعمل على الأرض بعشرات ومئات الآلاف من الأعضاء والمتعاطفين والمناصرين، الذين يستطيعون استيعاب الغضب الشعبي وإقناع الجماهير بمشاريع الليبرالية الجديدة وخطط التقشف القاسية المصاحبة لها، أي تجنيب الطبقة الحاكمة أخطار انتفاض الجماهير أثناء محاولات التخلص من الأزمة الاقتصادية – أو على الأقل تخفيف وطأتها – على حسابهم.

على العكس من كل ذلك، أدت الأزمة الاقتصادية وفشل مرسي في تحقيق مطالب الثورة، بل وتحديه لهذه المطالب والأهداف بشكل صريح، إلى تضاؤل شعبيته هو وجماعته إلى الحد الذي توقفت فيه الطبقة الحاكمة وأجهزتها على الرهان عليه في مواجهة الجماهير.

وحينما بات من الواضح أن الغضب الشعبي سيتم تكثيفه بشكل كبير للإطاحة بمرسي، وقد كان، صار من اللازم على المؤسسة الأكثر قوة وتماسكاً في الطبقة الحاكمة – المؤسسة العسكرية – التدخل بشكل سريع لاحتواء الغضب الجماهيري بتنفيذ مطلبه، ومن ناحية أخرى للتخلص من رهان خاسر على رأس السلطة وإعادة ترتيب وتوحيد الطبقة الحاكمة حول رموز جديدة يبدون كالأبطال الذين ينفذون للشعب مطلبه ويتوحدون معه في "صف واحد".

كان الجيش حقاً بين نارين؛ نار الحركة الجماهيرية واحتمال كسرها للحدود في حال استمرار مرسي على رأس السلطة، ونار مواجهة جماعة الإخوان والإسلاميين في الشوارع وفتح جبهات معقدة في سيناء بالدرجة الأكبر وبعض مناطق الصعيد مثلاً بدرجات أقل، في حال الإطاحة بمرسي. ناهيكم عن الخلافات التي تتطور مع الإدارة الأمريكية وتهديد ما يسمونه "المسار الديمقراطي".

اختار الجيش أن يتجنب نار الحركة الجماهيرية، أن يتفادى الاكتواء بها مهما كانت التوابع، وقرر أن يطيح بمرسي ويستوعب الجماهير ويوقف تطور حركتهم، ويواجه نار مواجهة الإخوان والإسلاميين التي هي أقل وطأة من نار الجماهير. أما بالنسبة للإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي بدرجة أقل، فالعلاقات الطويلة والاستراتيجية بينهما وبين المؤسسة العسكرية المصرية لهي كفيلة بتنحية أية توترات تنجم عن الإطاحة بمرسي. هكذا وصل ذعر المؤسسة العسكرية من إمكانية تطور حركة الجماهير وانفلاتها من عقالها؛ فالخيار الآخر بالنسبة لها كان محفوفاً بمخاطر لا تُحمد عقباها، وإذا لم يطح الجيش بمرسي لكانت الحركة تطورت باتجاه أكثر جذرية وعمقاً ولكانت اهتزت ثقة قطاعات واسعة من الجماهير – هذه الثقة التي تولدت في ظل غياب أي بديل آخر بإمكانه الحسم مع مرسي – في الجيش، الأمر الذي كان سيدفع بالحركة خارج الإطار المرسوم لها.

ولإكمال المشهد واحتواء الحركة الجماهيرية، قامت المؤسسة العسكرية بتنصيب رئيس مؤقت وحكومة جديدة كواجهة مدنية تلعب دور المحلل لها، بحيث تحتفظ الأولى ليس فقط بكافة صلاحياتها وامتيازاتها، لكن أيضاً بدورها في التدخل والقمع العنيف إذا لزم الأمر، وتستكمل الثانية مشروع الثورة المضادة اقتصادياً وسياسياً. ولا يُعد ذلك انكماشاً للمؤسسة العسكرية في السلطة، بل على العكس؛ فعلى الرغم من تراجع المؤسسة العسكرية من الناحية الرسمية وراء الستار المدني للحكومة الجديدة، إلا أنها تدير كافة الأمور الآن كما كان الوضع خلال عام ونصف من حكم المجلس العسكري بزعامة طنطاوي وعنان.

نحن إذن بصدد موجة جماهيرية ضخمة في 30 يونيو والأيام القليلة التي تلتها، وركوب للمؤسسة العسكرية على الثورة، منذ 3 يوليو، وقطع الطريق على تطور الحركة الجماهيرية التي كان من الممكن أن تتخذ أبعاداً أكثر عمقاً وجذرية، بالأخص مع بداية الإضرابات الجزئية في النقل العام والسكة الحديد والمحلة وموظفي مجلس الوزراء، وغيرهم الكثير. نحن أيضاً بصدد عودة للطبقة الحاكمة برموزها العسكرية ورموزها القديمة، بكامل قوتها وشراستها، بعد استئصال الإخوان منها؛ حيث تقود المؤسسة العسكرية الطبقة الحاكمة وقوى الثورة المضادة لتنفيذ ما فشل فيه مرسي والإخوان، أي إجهاض الثورة، وحركة جماهيرية مشحونة بثقة جبارة، لكن مليئة بالتناقضات في الوعي والتنظيم، ولا مناص أمامنا إلا التعامل معها كما هي بكل تناقضاتها واستغلال الفرص الكامنة فيها تمهيداً لموجات أقوى قادمة في الثورة المصرية.

ومن هذه الزاوية، لا يعد تشبيه 11 فبراير 2011 بـ 3 يوليو 2013 دقيقاً ولا صحيحاً على الإطلاق في عديد من الأوجه والجوانب؛ ففي الحالة الأولى كانت الطبقة الحاكمة مضطرة للتخلص من رأس السلطة وانفتح الباب أمام المزيد من الارتباكات في صفوفها. كانت الدولة في حال أضعف كثيراً مما يبدو عليه اليوم مع انهيار الداخلية والعداء الشديد لفلول مبارك، بينما في الثانية، تخلصت الطبقة الحاكمة من رأس السلطة من أجل توحيد صفوفها وترتيب أوراقها ومحاولة رأب كافة التصدعات للاستعداد للهجوم على كافة التحركات الثورية. لكن هذا لا يعني أن أزمة الطبقة الحاكمة قد انتهت على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

الإسلاميون
في مواجهة الإطاحة بمرسي، سعى الإخوان وحلفهم الإسلامي لتصعيد تحركاتهم على الأرض بمسيرات واعتصامات من أجل استعادة "شرعية" أسقطتها الجماهير ومشروع فاشل ومعادِ لأهداف الثورة، وقد ارتكبوا في سبيل ذلك جرائم شنعاء لا يمكن غفرانها في الكثير من المناطق في عدد كبير من المحافظات، علاوة على خطابهم الطائفي وتحريضهم على الأقباط وصب غضبهم عليهم بمهاجمة الكنائس. علينا الوقوف ضد هذه الاعتداءات والهجمات على الكنائس وضد أي تعدٍ على مسيحيي مصر بكل حسم، فهذا من مبادئ الاشتراكيين الثوريين التي لن يحيدوا عنها.

علينا أن ندرك جيداً أن معركة الإخوان هي معركة بقاء بالطبع لن يستسلموا فيها بسهولة. وبالتوازي مع اعتداءات الإخوان وجرائمهم، يتعرضون لقمع عنيف على أيدي المؤسسة العسكرية والداخلية، بدءاً من مجزرة الحرس الجمهوري، وانتهاءاً بالفض البربري لاعتصامي النهضة ورابعة العدوية، مروراً بمقتل ثلاثة سيدات منهم في المنصورة، وما غير ذلك.

أودت جرائم الإخوان بأغلب فصائل اليسار لتبني موقف في غاية الانتهازية والوضاعة بالتحالف مع المؤسسة العسكرية وتأييد الدولة القمعية، بل وترديد نفس تهويلات وأكاذيب الإعلام البرجوازي والفلولي في تخلٍ تام عن أي مضمون ثوري وطبقي. وهذا الموقف مبني على تحليل كارثي مفاده أن الإخوان المسلمين وحلفاءهم يشكلون الخطر الأكبر على الثورة المصرية، في حين أنه، في الحقيقة، إذا كان الإخوان المسلمين يشكلون خطراً بقدر معين، فإن مؤسسات الدولة التي تحتكر وسائل العنف تشكل أضعاف أضعاف هذا الخطر على الثورة مع عودة الدولة القمعية الشرسة وتجليات ذلك في الإعلان الديكتاتوري وتعيينات المحافظين بين لواءات شرطة وجيش وفلول والهجوم على إضراب السويس للصلب، إلخ.

وإلى جانب المواقف الانتهازية والخائنة المنحازة للعسكر ممن يصفون أنفسهم بالليبراليين واليساريين، وعلى رأسهم من شاركوا في حكومة السيسي، هناك أيضاً الكثير من وجهات النظر التي ترى أن المعركة بين الإخوان المسلمين والسلطة الجديدة/ القديمة هي معركة لا تعني للثورة شيئاً وليس للثورة فيها ناقة ولا جمل، وبالتالي يتعيّن على الثوريين أن يلتزموا موقف الحياد، وكأن طرفيّ الصراع متساويين في القوة وعلى نفس درجة الخطورة على الثورة. وجهات النظر هذه تتسم بضيق شديد في الأفق؛ فهي لا ترى المضمون الحقيقي لأهداف السلطة الحالية في الإمساك بمقاليد الأمور، وتكشير المؤسسة العسكرية عن أنيابها اليوم في وجه الإسلاميين في بروفة فض اعتصاميّ رابعة والنهضة كبروفة للانقضاض على الثورة المصرية، وهو ما سيحدث غداً لأي قوى معارضة حقيقية تتصدر المشهد، وبالأخص الحركة العمالية، وهو ما رأينا لمحة منه في الهجوم على إضراب السويس للصلب.. المجازر ضد الإسلاميين لا تشكل إلا الخطوات الأولى في خارطة طريق الثورة المضادة، وعلينا بالتأكيد أن نفضح هذا المضمون وأن نهاجمه بحدة ومبدئية واتساق.

نتعرض اليوم لقدر كبير من الهجوم على موقفنا في إدانة عنف مؤسسات القمع تجاه الإسلاميين، وعلى هجومنا على السيسي قائد الثورة المضادة، لكن ذلك لن يدفعنا إلى تمييع موقفنا بخلق نوع من "التوازن" في الهجوم على العسكر والإسلاميين بنفس القدر والمساواة بينهما في الخطورة على الثورة. فنحن بصدد ثورة مضادة شاملة وكاسحة كان فض اعتصامات الإخوان هو فقط بروفة أولى لها. والوقوف بحزم ضد الدولة القمعية لا يعني الوقوف إلى جانب الإخوان. لن نوائم أو نتهاون في موقفنا الصارم ضد المؤسسة العسكرية وقمعها الشرس.. التوازن والمواءمة لن تكون إلا انعكاس لتردد وتذبذب في اتخاذ موقف واضح وجريء من الدولة القمعية ولعب على حبال الجميع.

لا يمكن أن نصمت عن مجازر العسكر التي قُتل فيها عشرات الإسلاميين، ولا يمكن أن نؤيد الدولة في فض اعتصاماتهم، ولا أن نكف عن التذكير بجرائم العسكر والتحذير من الداخلية والمطالبة في كل مناسبة بمحاكمة مجرميهم، وكذلك التحذير من عودة دولة مبارك وأجهزتها القمعية بكامل قوتها والهجوم عليها أيضاً.

كما علينا ألا ننساق وراء محاولات الفلول وبلطجيتهم للتنكيل بالإسلاميين وقتلهم في الشوارع؛ فهناك فرق شاسع بين دفاع الجماهير عن نفسها – ولو حتى بوسائل عنيفة – في مواجهة اعتداءات الجماعة (كما رأينا في المنيل وبين السرايات والجيزة منذ أسابيع مثلاً)، وبين عنف مؤسسات القمع وبلطجية الفلول تجاه الإخوان. فالأخير ليس عنفاً دفاعاً عن المتظاهرين أو الثورة، بل من أجل استتباب الأمور في يد السلطة الجديدة من دون معارضة، أياً كانت هذه المعارضة. والجيش والشرطة وبلطجية الفلول لم يتدخلوا، ولو لمرة واحدة خلال الأسابيع الماضية، لحماية الأهالي أو المتظاهرين في أيٍ من الاشتباكات. وتأتي في هذا السياق الدعوات التي أطلقتها "تمرد" واليسار الملتصق بالبيادة لتشكيل لجان شعبية لحماية الدولة وأجهزة القمع وإعانتهم على سحق الإسلاميين، فهي دعوات فاشية بامتياز لا يمكن أن نقبلها أو نرددها.

علينا كذلك مواجهة أكاذيب الإعلام التي توفر غطاءاً سياسياً لـ "تلبيس" الإخوان في كافة جرائم الفلول والعسكر، وتحدي النغمة البغيضة التي تسعى لمحو ثورة 25 يناير واستبدالها بـ "ثورة 30 يونيو" التي شاركت فيها "كافة الطبقات"، والتي لم يكن فيها "حرق للأقسام" ولا "تعدٍ على المنشئات"، وكأن ثورة يناير كانت محض مؤامرة إخوانية، لذا وجبت الإطاحة بالإخوان والثورة ضدهم وليس الثورة ضد الطبقة الحاكمة بدولتها وأجهزتها القمعية. ناهيكم عن الخطاب العنصري الكريه تجاه الفلسطينيين والسوريين.

تحشد الدولة ورائها تقريباً كل القوى السياسية والثورية (سابقاً)، وقطاعات واسعة من الجماهير، في مواجهة الإخوان المسلمين والحلف الإسلامي من حولهم. وفيما يسمونه "الحرب على الإرهاب"، يستخدمون نبرة وطنية بغيضة "لا يعلو فيها أي صوت على صوت المعركة" بغية كبت مطالب الثورة والتشويش عليها.

أما عن حديث الإقصاء والمصالحة، فلا يمكن للاشتراكيين الثوريين أن يبنوا موقفهم حيال هذه القضية بمعزل عن مزاج الجماهير وتوجهاتها – برغم تناقضاتها الداخلية الشديدة. فهذه الجماهير لن تقبل مصالحة مع الإخوان المسلمين". وكما ذكر أحد بيانات الحركة، فإن "ترديد اسطوانة المصالحة لا يعني سوى المساواة بين القاتل والمقتول، وهو أمر مرفوض تماماً دونما تقديم قتلة الشهداء، كل الشهداء، والمحرضين على العنف إلى محاكمات عادلة". وإذا كان الأمر بالنسبة للجماهير يتعلق بإقصاء الإخوان سياسياً في تجاهل الفلول والعسكر تحت تأثير الإعلام والدعاية البرجوازييَن، فلنهاجم نحن أيضاً عودة الفلول وعودة دولة مبارك برعاية السيسي.. كلاهما أعداء للثورة المصرية وآفاقها المستقبلية، والسيسي بالتأكيد أكثر خطراً عليها من البلتاجي بما لا يُقاس.

لابد علينا في هذا الظرف، بشكل مباشر وبجرأة ووضوح ومن دون أي تردد، أن نرفع شعار "يسقط حكم العسكر.. لا لعودة الفلول.. لا لعودة الإخوان".

هل نخاف من العزلة؟
ليس هناك من شك أن تكتيكات الاشتراكية الثورية تعتمد بشكل أساسي على تحديد مستوى تطور وعي الجماهير وفي القلب منها الطبقة العاملة وطليعتها من ناحية، ومن ناحية أخرى على مستوى وإمكانيات وفرص تطور الحركة الجماهيرية لاتخاذ أبعاد عميقة في مسار الثورة.

تعاني الحركة الجماهيرية اليوم من تناقضات كبيرة في داخلها، وتواجه تحديات كبرى، لعل أبرزها هو التصالح البادي بين قطاع من الجماهير من جانب، ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والداخلية، رؤوس ومراكز الثورة المضادة، من جانب آخر. وبالرغم من الإحباط الشديد الذي يصيب قطاعات عريضة من الثوار الذين ناضلوا ضد المجلس العسكري خلال عام ونصف من الثورة واستكملوا النضال فيما بعد ضد سلطة مرسي، إلا أن ما من سبيل آخر للاضطلاع بدور حيوي داخل الحركة الجماهيرية سوى التعاطي معها كما هي وفهم تناقضاتها من دون إغفالها تماماً أو المبالغة في إمكانياتها الراهنة.

لقد نجح تحالف وانسجام الإعلام الفلولي والليبرالي مع المخابرات والمؤسسة العسكرية والداخلية في تزييف وعي الجماهير بدرجة كبيرة من خلال إبراز صورة كاذبة حول حيادية المؤسسة العسكرية والداخلية، بل وانحيازهما للشعب في مواجهة مرسي والإخوان وأعوانهما من الإسلاميين، في محاولة أيضاً لمحو جرائم الدولة في القتل والتنكيل والتعذيب من ذاكرة الجماهير. وقد لعبت العديد من القوى السياسية، أبرزها جبهة الإنقاذ الانتهازية وحملة تمرد والتيار الشعبي وغيرهم، أسوأ الأدوار وأكثرها انتهازية وخسة في ترسيخ هذه الصورة من خلال دعوات "وحدة الصف" والدور الوطني للجيش المصري ومؤسسات الدولة في تلبية مطالب الشعب في الخلاص من سلطة الإخوان التي اعتبروها الخطر الأكبر والوحيد على الثورة المصرية. لكن كل ذلك لا يمثل سوى قشرة تحيط بالوعي الجماهيري. صحيح أن هذه القشرة متينة وتقريباً كل الأطراف تعمل على صقلها بمزيد من الصلابة، إلا أن تحت هذه القشرة يكمن وعي حقيقي بمطالب الثورة وأهدافها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

ولا يمكن أن نتغافل عن أن، في وسط كل هذه التناقضات في الوعي، هناك ثقة كبيرة لقطاعات من الجماهير في نفسها برغم التشتت وضباب "الحرب على الإرهاب"؛ فلقد فرضت الجماهير إرادتها بشكل حقيقي وأسقطت رئيسين وأربع حكومات منذ بداية الثورة حتى الآن. هذه الثقة، الكامنة تحت قشرة الوعي المتناقض، هي التي دفعت الجماهير للانتفاض في وجه مرسي في البداية، وهي التي تمنحها اليوم بعض الاستعداد لاستكمال النضال تدريجياً ضد الحكومة الجديدة حينما يتضح شيئاً فشيئاً المضمون الاقتصادي والسياسي المعادي لمطالب الجماهير، حتى بالرغم من الأمل النسبي المعقود لدى قطاعات منها على هذه الحكومة في تلبية مطالب الثورة.

علينا في هذه المرحلة أن نصل بكل السبل الممكنة إلى اللب الأصيل في وعي الجماهير الفقيرة والكادحة والتي لها مصلحة أساسية في استمرار الثورة وتحقيق مطالبها، من خلال إبراز القدرات العملاقة التي أظهرتها الجماهير في موجة 30 يونيو وفي الموجات السابقة من الثورة والتأكيد المستمر عليها، ومن خلال تصدير المطالب الحقيقية للثورة المصرية والحشد عليها في كل محافظة وفي كل موقع نتواجد به. لكن ذلك لا يجب ولا يمكن أن يدفعنا على الإطلاق لإخفاء أو تأجيل بعض من سياساتنا المبدئية من أجل حوز تأييد جماهيري قريب ومؤقت لخطابنا وشعاراتنا.

بل على العكس؛ فإخفاء بعض من شعاراتنا أو سياساتنا من أجل تحقيق أهداف سياسية قريبة المدى لن يُعد سوى ضرب من ضروب الانتهازية التي لم يعتد عليها الاشتراكيون الثوريون، والتي عليهم تجنبها تماماً من أجل بناء مشروعهم التنظيمي في الأوساط الجماهيرية ومن أجل انتصار الثورة المصرية. فلا يمكن على سبيل المثال أن نتهاون في الهجوم على ما يقدمه الإعلام الفلولي والليبرالي البرجوازي من أكاذيب، أو أن نكف عن الهجوم على بروفات الثورة المضادة التي يستعرضها العسكر والداخلية اليوم، أو التذكير بالتاريخ الإجرامي للمجلس العسكري وفلول مبارك والمطالبة بمحاكمتهم إلى جانب قيادات الإخوان الذين أبدعوا في الأسابيع الماضية في التحريض على العنف والقتل وأطلقوا العنان لأبواقهم الطائفية البغيضة. لا يمكن بأي حال أن نتهاون في تصويب الهجوم السياسي المباشر على الفلول والانتهازيين في حكومة الببلاوي وعلى التوجهات الليبرالية الواضحة لهذه الحكومة وعلى ترسيخ الدولة القمعية بتعيينات المحافظين الجدد. كما لا يمكن أن نتوانى عن التشهير بالصلاحيات والامتيازات الضخمة التي تنعم بها المؤسسة العسكرية في الدستور، وبسيطرتها على ما يقرب من رُبع الاقتصاد المصري، وعلى الإبقاء المذل على اتفاقية كامب ديفيد، إلخ. علينا أن نتعامل بمبدئية شديدة في مثل هذه الأمور.

إن الاستخفاف بعودة دولة مبارك وقمع المؤسسة العسكرية أمر في منتهى الخطورة؛ فدولة مبارك، التي صحيح أنها لم تختف من المشهد منذ بداية الثورة، تعود بكامل قوتها بدون أزمات في داخلها، وبتأييد قطاعات واسعة من الجماهير، وهذا الوضع يفرض علينا التوجه بالهجوم، وفوراً، على هذه الدولة ورموزها التي لن تنتظر طويلاً لشن الهجوم على كل من ينادي بمطالب الثورة.

قد يتسبب خطابنا المبدئي، الذي لن نفرط فيه، في انعزالنا – مؤقتاً – عن الأوساط الجماهيرية بحيث لن يلقى هذا الخطاب قبولاً واسعاً بين الجماهير بشكل عام، حتى بالرغم من كل الجهود التي ستُبذل في العمل والنشاط في المواقع العمالية والطلابية وفي الأحياء الشعبية. هذه العزلة بدأت بالفعل من قبل 30 يونيو نتيجة مبدئية موقفنا ضد العسكر والفلول والإخوان. إلا أن ذلك ليس من شأنه أبداً أن يصيبنا بأي قدر من الإحباط؛ فطالما استمرت التناقضات في وعي وقدرة الجماهير على تنظيم نفسها، تظل الحركة الجماهيرية مركبة وقابلة للتأثر بالكثير من العوامل المتداخلة التي تجبرها على المضي في مسارات متعرجة وليس على خط مستقيم متصاعد على الدوام. وسيتكشّف المضمون الحقيقي للسلطة القمعية الحاكمة أمام أعين الجماهير التي ستبدأ من جديد شيئاً فشيئاً في النضال ضدها.

ولا يعني ذلك أيضاً عزلة تامة وانفصالاً كاملاً عن الجماهير؛ فلا يزال هناك الآلاف وعشرات الآلاف من الشباب الثوري الذين ناضلوا بكل شراسة ضد حكم العسكر في موجات عاتية من الثورة المصرية واستكملوا النضال ضد سلطة مرسي، ولا تزال ذاكرتهم حية راسخين على المبادئ الثورية بقدر أقل كثيراً من التناقضات في الوعي، لا يضعون رهانهم على مؤسسات الدولة، لاسيما المؤسسة العسكرية عصب الثورة المضادة. هؤلاء سيجدون الموقف المبدئي للاشتراكيين الثوريين جاذباً لهم في ظل انجراف القوى السياسية بالجملة إلى جانب المؤسسة العسكرية والسلطة الجديدة التي نصّبتها. هؤلاء يجعلون الأوضاع أفضل -من هذه الزاوية- مما بدت عليه في الشهور اللاحقة على 11 فبراير 2011؛ فحينها ظل الخطاب ضد السلطة العسكرية لشهور عديدة مقتصراً فقط على الاشتراكيين الثوريين وبعض النشطاء الفرادى.

في الأسابيع والشهور المقبلة، أمامنا فرصة لجذب وضم بعض من هؤلاء الثوار وتعزيز صفوف الحركة بهم للاضطلاع بأدوار أكثر حيوية وثباتاً في الموجات المقبلة من الثورة. لكننا في نفس الوقت نريد الاندماج أيضاً بين العمال والفقراء الذين صنعوا الثورة وشاركوا في موجتها الأخيرة في 30 يونيو بالأساس من أجل أهداف الثورة التي لم تتحقق. وهنا تأتي الأهمية القصوى لإعادة إحياء مشروع الجبهة الثورية مع أطراف سياسية مبدئية لا تنجرف إلى أحضان الدولة وسلطتها الجديدة، ولا تتحالف مع الإسلاميين ضد هذه الدولة، وتتبنى برنامجاً لمطالب الثورة وأهدافها.

15 أغسطس 2013

Partager cet article
Repost0
14 août 2013 3 14 /08 /août /2013 20:19
يسقط حكم العسكر.. يسقط السيسي قائد الثورة المضادة

الأربعاء 14 اغسطس 2013

لا يمكن اعتبار الفض الدموي لاعتصامات النهضة ورابعة العدوية سوى مذابح مدبرة لا تستهدف فقط تصفية الإخوان المسلمين بل جزء من مخطط لتصفية الثورة المصرية وإعادة نظام مبارك ودولته البوليسية العسكرية.

لم يدافع الاشتراكيون الثوريون يوماً عن نظام مرسي والإخوان المسلمين. وكنا دائماً في مقدمة صفوف المعارضة لذلك النظام الإجرامي الفاشل والذي خان أهداف الثورة المصرية، بل وحمى أركان دولة مبارك وأجهزته الأمنية ومؤسسته العسكرية ورجال أعماله الفاسدين. وشاركنا بقوة في موجة 30 يونيو الثورية.

ولم ندافع يوماً عن اعتصامات الإخوان ومحاولاتهم إعادة مرسي إلى الحكم.

ولكننا ينبغي أن نضع ما يحدث اليوم في سياقه، سياق فض العسكر للإضرابات العمالية وتعيين محافظين غالبيتهم من الفلول ولواءات الجيش والشرطة، وسياسات حكومة رجال السيسي والتي تتحرك بكل وضوح بخريطة طريق معادية بشكل سافر لأهداف ومطالب الثورة المصرية من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.

هذا هو سياق المذابح البشعة التي يرتكبها العسكر والشرطة. بروفة دموية على طريق تصفية الثورة المصرية، وخلق حالة من الذعر تهدف إلى كسر الإرادة الثورية لكل المطالبين للحق في مصر من عمال وفقراء وشباب ثوري.

أما رد الفعل الإخواني والسلفي بالهجوم على المسيحيين وكنائسهم فهو جريمة طائفية لا تخدم سوى قوى الثورة المضادة ومحاولة دنيئة لخلق حرب أهلية يسقط فيها مسيحيو مصر كضحية لرجعية الإخوان وتواطؤ دولة مبارك والسيسي والتي لم تحمِ يوماً أقباط مصر وكنائسهم.

نحن نقف بحسم ضد مجازر السيسي وضد محاولته القذرة لاجهاض الثورة المصرية، والتي لا تشكل مجازر اليوم سوى الخطوات الأولى في خارطة طريق الثورة المضادة. نقف بنفس الحسم ضد أي تعدٍ على مسيحيي مصر وضد الحملة الطائفية التي لا تخدم سوى السيسي نفسه ومشروعه الدموي.

لقد خان الكثير ممن وصفوا أنفسهم بالليبراليين واليساريين الثورة المصرية وعلى رأسهم من شاركوا في حكومة السيسي. باعوا دم الشهداء خدمة لبيادة العسكر والثورة المضادة. هؤلاء أيديهم ملطخة بالدماء.

أما نحن الاشتراكيين الثوريين فلن ننحرف لحظة عن طريق الثورة المصرية ولن نتنازل أبداً عن حق شهداء الثورة وعن دمائهم الطاهرة. الذين سقطوا في مواجهة مبارك والذين سقطوا في مواجهة المجلس العسكري والذين سقطوا في مواجهة نظام مرسي والذين يسقطون الآن في مواجهة السيسي وكلابه.

يسقط حكم العسكر.. لا لعودة الفلول.. لا لعودة الإخوان
كل السلطة والثروة للشعب

الاشتراكيين الثوريين
14 أغسطس 2013
Partager cet article
Repost0
13 août 2013 2 13 /08 /août /2013 09:47
سوريا: الثورة و تحولات الخريطة الاقتصادية – الاجتماعية





     
 

سوريا: الثورة و تحولات الخريطة الاقتصادية – الاجتماعية

بقلم : غياث نعيسة

حينما تتحدث الارقام الصادرة عن الامم المتحدة عن نزوح داخلي لنحو ثمانية ملايين سوري علاوة على مليونين هاجروا خارج البلاد وخاصة الى تركيا والاردن ولبنان ومصر، في بلد يقدر عدد بسكانه بحوالي 23 مليون نسمة ، دون ان نتحدث عن عدد القتلى الدي تجاوز 100 الف قتيل والجرحى ضعف هذا العدد والمفقودين نحو ربع مليون. فاننا نكون امام لحظة مرعبة من تفكك واعادة هندسة النسيج الاقتصادي – الاجتماعي عبر ممارسة العنف الصرف العاري والواسع ساهم فيه بشكل اساسي وحشية نظام الطغمة الدكتاتوري الذي مارس منذ بداية الثورة التي كانت سلمية، حربا وحشية ضد الجماهير الشعبية والمناطق الثائرة مطبقا بشكل واعي ومقصود استراتيجية الارض المحروقة، في محاولة منه لتجفيف البيئة الاجتماعية الحاضنة للثورة. وهو بفعله ذلك يقوم بنفس الوقت ، بإعادة رسم التكوين الاقتصادي - الاجتماعي لسوريا بما يخدم مصالح الطغمة البورجوازية الحاكمة وامكانيات بقائه واستمرار حكمه، مهما كان الدمار والخراب الذي سيسببه.
لم تزدهر البورجوازية السورية في تاريخ سوريا الحديث مثلما ازدهرت في ظل حكم الاسد الاب وبشكل اخص في العشر سنوات الاولى من حكم الاسد الابن، فمن بضعة مئات في الستينات تحولت وبتسارع مذهل من التسعينات والسنوات الاولى للالفية الثالثة ، بفضل السياسات النيوليبرالية لبشار الاسد التي افقرت اكثر من نصف سكان سوريا ،من جهة ، الى طبقة برجوازية واسعة وقوية ومزدهرة . ومرتبطة عضويا بالنظام الحاكم، من جهة اخرى. حيث تشكل حصة البورجوازية نحو 70 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي.(1)
لقد كان هذا التفاوت الاجتماعي المذهل بكل آفاته من افقار وتهميش وبطالة وتدهور حاد وعام لمستوى المعيشة ولكل المكتسبات الاجتماعية، اضافة الى نظام مستبد ودكتاتوري عسكري- بوليسي في الجذور الاساسية لثورة الجماهير الشعبية في اذار 2011 .
وما يستدعي التساؤل هو انه رغم ضعف النظام الحاكم وفقدانه لسيطرته على مساحة واسعة من الارض تقدر ب60 بالمئة، لكنه ما يزال قائما بل ويستعيد زمام المبادرة العسكرية ويستمر في تدميره لكل المناطق الثائرة واعتقاله للناشطين، والمحافظة على هيكلية السلطة والدولة ودفع الرواتب...الخ.
والسؤال الذي يطرحه العديدون هو كيف ولماذا والى متى؟
في الواقع، ان هذا النظام الدموي توفرت له عوامل داخلية وخارجية ساهمت في بقائه مترنحا حتى كتابة هذه الاسطر.
على الصعيد الخارجي، توفر له حلفاء لم يتخلوا عنه بل يقدمون له كل اشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والامني والعسكري والاقتصادي مثل روسيا وايران والعراق وحزب الله، دون أن ننسى الصين. علاوة على ان الدول ممن يسمون انفسهم "بأصدقاء الشعب السوري" مثل دول الخليج والسعودية التي ترى ما يجري بعين طائفية، اما اصيبت بذعر وحقيقي لها من انتصار الثورة بصفتها الشعبية والوطنية لما يشكل ذلك من خطر انتشار الثورات اليها وهي مركز الظلامية والرجعية والثورة المضادة في المنطقة. في حين ان الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى فان لها حساباتها الاخرى التي لا ترغب من خلالها سقوط النظام تماما وتحول سوريا الى بلد فاشل يشكل بؤرة عدم استقرار وتهديدا لمصالحها و بالأخص مصالح كلب حراستها الدولة الصهيونية في المنطقة، فما ترغب به هذه الدول هو "انتقال منظم" اي تغيير فوقي في النظام فحسب.
على الصعيد الداخلي، يستند النظام على جيش وقوى امنية مذهلة بعددها وعديدها ومتماسكة في ولائها للطغمة الحاكمة وهي قلب السلطة الحاكمة وجوهرها، وتم بنائها بحذاقة خلال اربعة عقود، هذه القوى العسكرية والامنية ما تزال موالية بالمطلق للنظام ولم تتعرض الا لانشقاقات ضئيلة بلا اهمية كبيرة. 
ويستند هذا النظام الى موالاة ومساندة كل المؤسسات الدينية الرسمية لكل الاديان والمذاهب . لقد اظهرت الثورة حلال ثلاثة اعوام التفاف المؤسسات الدينية الرسمية بعامتها حول النظام، مما ساهم ،اضافة الى ارتفاع الخطاب الطائفي الحقير والغبي في اوساط المعارضة المرتهنة ، الى حالة من تخوف و تردد بل وحيادية في اوساط واسعة من الاقليات الدينية والعرقية ،بل وفي اوساط الغالبية السنية نفسها.
وما ادام في حياة النظام الدكتاتوري حتى الآن ، هو أيضا غياب قيادة ثورية جماهيرية حقيقية للثورة، لأن ما تكرس اعلاميا ودبلوماسيا هي اشكال رديئة جدا للمعارضة السياسية بدءا من المجلس الوطني وصولا الى الائتلاف الوطني، لأنها هيئات مرتهنة لإرادات الدول الراعية وخاصة قطر وتركيا ومن ثم السعودية أساسا، وهي التي سوقت لفكرة غبية ورعناء بالتدخل العسكري الخارجي الوشيك منذ بداية الثورة، وايضا سوقت لخطاب طائفي مقيت ، مع غياب قاتل لأي استراتيجية واضحة سوى الانحناء لمطالب الدول الراعية لها، وانغمست في فساد مالي اسوأ من فساد النظام نفسه، في حين ان هيئة التنسيق الوطني في الداخل ارتهنت لاستراتيجية حلفاء النظام من روسيا وايران وفقدت مصداقيتها.
مثلما يستند هذا النظام ويعبر عن طبقة بورجوازية كبيرة وواسعة، و رغم ان بعض المثقفين الليبرالين المعارضين اضجوا اذاننا بحديثهم عن كون هذه الثورة هي ثورة بوجوازية ديمقراطية فحسب، وان رجل الاعمال هذا او ذاك يدعم الثورة او يتحمل تكلفة هذا المؤتمر او ذاك، لكن السؤال هو ما حال الطبقة البرجوازية المالكة والحاكمة في ظل التحولات الثورية و الاقتصادية- الاجتماعية الجارية؟ وأين تقف من الثورة في خضم الصراع الطبقي العنيف الدائر في بلادنا؟ .

مؤشرات التدهور المريع للوضع الاقتصادي

في العام الثالث من الثورة، ونتيجة لسيات الدمار والقتل والتهجير التي يمارسها النظام تدهورت وساءت بشكل مريع الحياة اليومية للغالبية العظمى من السكان ، فاقت بما لا يقاس ما كانت عليه سابقا، اصبح الجوع والعوز عدو يومي للجماهير الشعبية في عموم سوريا يضاف لها قنابل النظام الحاكم وصواريخه.
قبل الثورة ، وفي عام 2009 كان اجمالي الناتج المحلي يتوزع بالنسب التالية: الزراعة 19 بالمئة والصناعة 34 بالمئة والخدمات 47 بالمئة. 
بينما نجد اليوم أنه، رغم الدمار، ما يزال هنالك بعض النشاط في القطاع الزراعي وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها النظام، في حين يعاني قطاعي الصناعة والخدمات من حالة انهيار حقيقي، مع نسبة تضخم مذهلة فقد ارتفع معدل الاسعار في عام 2012 وحده لأكثر من 50 بالمئة. فقطاع السياحة، مثلا ، الذي كان يساهم ب10 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي كان يوفر عام 2010 نحو 6 مليار دولار، اصبح اليوم اثرا بعد عين. في حين أن قطاع النفط قد انخفض انتاجه الى 50 بالمئة خلال العامين الاولين من الثورة (2)، فمن جهته صرح محمد صالح مسلم زعيم الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، وهو حزب عضو في هيئة التنسيق الوطنية ذات الموقف الملتبس من النظام والثورة، بان الكرد يسيطرون على 60 بالمئة من النفط (تصريح نقلته شبكة المعلومات الحرة بين الرافدين بتاريخ 8 ايار 2013) ، في الوقت الذي تسيطر فيه بعض القبائل والمجموعات الجهادية على ابار النفط، وخاصة الخمسة عشر بئرا، في محافظة دير الزور، وتمارس بيع جزء منه للنظام نفسه، وتهريب جزء اخر الى تركيا، وهي تستخرجه بوسائل بدائية مع انتشار لفساد رهيب ونهب للثروات الطبيعية في المنطقة المعنية اضافة الى اضرار بيئية يصعب تقديرها اليوم.
ولهذه الاسباب المذكورة ،يضاف لها الحصار الاقتصادي الاوربي المفروض على سوريا ،فان اوربا التي كانت تستورد 95 بالمئة من النفط الخام السوري قبل فرض الحظر والحصار الاقتصادي توقفت عن استيراده ، فقد انخفض انتاج النفط المحلي الى اقل من النصف ليصبح 160 الف برميل يوميا، مما جعل البلاد من مصدر للنفط الى مستورد له ولمشتقاته من فنزويلا وايران بشكل خاص .
وذكر صندوق النقد الدولي بأن صادرات سوريا التي كانت تقدر ب12 مليار دولار عام 2010 اصبحت تصل فقط الى 4 مليارات عام 2012. مع العلم بان التجارة الخارجية تشكل 70 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي، وهذا يدلل على الهوة الهائلة التي انحط اليها الاقتصاد السوري عموما ، ورغم ادعاء الحكومة بانها لا تزال تملك احتياطا نقديا اجنبيا بحوالي 14 مليار دولار، لكن عدد من المصادر تشير الى انها لم تعد تملك اكثر من مليار واحد وهو يفسر القروض(واحد مليار دولار عام 2012 و 3.6 مليار عام 2013 قدمتها ايران ، وفق الموقع الحكومي داماس بوست في 3 آب 2013) او خطوط الائتمان التي تقدمها لها ايران وايضا العراق وروسيا. وتأكد الانهيار المتواصل لقيمة الليرة السورية الذي يقدر بحوالي 50 بالمئة عام 2012 . مع ما يحمله من ارتفاع للأسعار لتأكل الاخضر واليابس، مما تبقى من امكانية العيش لغالبية السكان. 
كما قدر صندوق النقد الدولي نسبة تدهور الناتج المحلي الاجمالي لعام 2012 بحوالي 4،6 بالمئة بينما تقدره مؤسسات مالية اخرى بانه وصل الى 20 بالمئة (3) . 
ويمكن تلخيص الاثار الاجتماعية لهذا الانهيار الاقتصادي استنادا على بعض الاحصائيات التي وردت في تقرير المركز السوري لبحوث السياسات الصادر هذا العام والذي اورد بان اجمالي الخسائر الاقتصادية منذ بدء الثورة السورية عام 2011 حتى الربع الاول من العام الحالي 2013 بلغت حوالي 84.4 مليار دولار ، وازدادت اعباء الدين العام لتصل الى نسبة 65 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في عام 2012 مقارنة بنسبة 23 بالمئة في عام 2010.
وخسر سوق العمل (اي اصبح عاطلا عن العمل) حتى الربع الاول من العام الحالي 2.3 مليون فرصة عمل(اي عامل) بسبب توقف الكثير من المعامل والشركات والورش الصغيرة عن العمل بشكل كامل او جزئي(وهروب رجال الاعمال خارج البلد برؤوس اموالهم بعد بيع العديد منهم مصانعه وشركاته وتسريحهم التعسفي للعمال) فكانت النتيجة ارتفاع معدل البطالة الى 48,79 بالمئة.
وذكر التقرير في ما يخص معدل الفقر ان 6.7 مليون شخص (اضافي) اصبحوا تحت خط الفقر، وهو ما يعادل 30 بالمئة من الشعب السوري، وان من بينهم 3.6 مليون شخص يصنف ضمن دائرة الفقر المدقع، وتعرضت 2963 مدرسة الى دمار جزئي او كلي جراء القصف ليصل تراجع نسبة الحضور وارتفاع معدل الغياب الى نسبة 45 بالمئة، في الوقت الذي تراجع فيه الانفاق على التعليم من 35.4 مليار ليرة سورية عام 2010 الى 26 مليار ليرة عام 2011 ليصبح 19.5 مليار ليرة عام 2013. (4) 

مما سبق أعلاه، نريد أن نشدد على أن الديناميات الاقتصادية – الاجتماعية التي كانت المحرك الاساسي للثورة الشعبية، هي اليوم أكثر حدة مما كانت عليه قبل الثورة، ما يعني أنه لا يمكن تجاوزها أو تجنب ضرورات الرد على تحدياتها لأي كان، ومهما كانت عليه تقلبات الثورة او القوى السياسية الفاعلة. يقع على عاتق اليسار الثوري دور أساسي في حمل مهمة التغيير الاجتماعي العميق والدفع الى اقصى تجذير للدينامية الثورية الجارية على الصعيدين الديمقراطي والاجتماعي، وهذا يستلزم ليس فقط الانخراط في الفعل الثوري والجماهيري للشرائح الشعبية ، بل التركيز، في سياق الممارسة الثورية، على بناء الحزب العمال الاشتراكي الجماهيري كمهمة ملحة.

غياث نعيسة 
12/8/2013 

(1) هذه الاحصائيات وغيرها نجدها في مقالة الكاتب نفسه بعنوان "سوريا: ثورة جارية" بتاريخ 24 تموز 2011 ، وغيرها من مقالاته على موقع الكاتب الفرعي في "الحوار المتمدن".
(2) Mariam Karouny, Dans l Est syrien, le trafic de pétrole prospère sur le chaos, website Andlil,10/05/2013.
(3) Fabien Piliu, Que reste-t-il de l’économie Syrienne, website : latribune,03/01/2013.
(4) مقتطفات من التقرير اوردتها جريدة عنب بلدي في عددها 71 في 30/6/2013 .

======


الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13

 

Partager cet article
Repost0
12 août 2013 1 12 /08 /août /2013 23:22
 
2

ندين الهجوم الوحشي على مدينة السلمية الذي راح ضحيته عشرات المدنيين الابرياء٫وغيره من الهجمات الوحشية على المدنيين في كل المناطق٫ كما ندين الممارسات المقيدة للحريات والقمعية ضد الجماهير في المناطق المحررة٫ وبالاخص فاننا ندعو القوى الشعبية الثورية الى التصدي والمواجهة الحازمة لقوى الثورة المضادة للمجموعات التكفيرية الفاشية التي اصبحت تشكل تهديدا حقيقيا على الثورة وعلى البلاد.
من اجل اسقاط نظام الطغمة
من اجل سحق المجموعات التكفيرية الفاشية
من اجل انتصار ثورة الجماهير الشعبية
ثورة الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية
كل السلطة والثروة للشعب


١٢ آب ٢٠١٣
Partager cet article
Repost0
11 août 2013 7 11 /08 /août /2013 16:17
الرقة المحررة.. اشتباكات بين الكتائب المسلحة واحتجاجات شعبية متعاظمة وفتاة تعتصم وحيدة أمام مقر دولة العراق والشام
فؤاد الرفاعي | 11 أغسطس 2013 | نقلا عن موقع سوريتنا لعدد التاسع والتسعون

حتى لحظة نشر هذه المقال، تعيش مدينة الرقة حالة من غليان شعبي يهدد بانفجار كارثي مجهول النتائج، ففي حين لم تتوقف الاشتباكات بين عدد من الكتائب المعارضة المسلحة خلال الأيام الماضية ضمن الأحياء السكنية، تشهد المدينة موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الشعبية ضد هذه الكتائب وانتهاكاتها الفاضحة.

 1002775_496502547092403_146595512_n

منذ تحريرها على أيدي مقاتلي الجيش الحر في آذار الماضي، تشهد مدينة الرقة صراعاً متنامياً على السلطة وعلى موارد المدينة الاقتصادية بين كتائب المعارضة المسلحة سواء الكتائب التابعة للجيش الحر أو تلك التي تعرف بالكتائب الإسلامية. كما تشهد مواجهات مستمرة بين الناشطين المدنيين وأهالي المدينة وبين عدد من هذه الكتائب لأسباب عديدة أهمها الانتهاكات الممارسة بحق المدنيين من اعتقال وخطف وتعدي على الممتلكات.

بدأت الخلافات بين الكتائب المقاتلة تتضح مع انشقاق أبو سعد الحضرمي، أمير جبهة النصرة عن دولة العراق والشام الإسلامية في شهر تموزالفائت، وانسحابه إلى خارج المدينة مع عدد من المعاونين والمجاهدين. علل ناشطون هذا الانسحاب أن أبا سعد لم يكن راضياً عن الانتهاكات التي تمارسها قيادات أخرى ضمن الجبهة (هذه القيادات تحولت لاحقاً لما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية) بحق كتائب أخرى وبحق المدنيين أيضاً إضافة لمحاولتها بسط سلطتها على المدينة ادارياً واقتصادياً. جاء الانشقاق بين قيادات النصرة والدولة في المدينة عشية موجة من الاعتصامات أمام مقر الجبهة على خلفية اعتقال عدد من قادة كتائب الفاروق إضافة لمقاتلين من فصائل أخرى ومدنيين ونشطاء، نفذ الاعتصام مجموعة من أمهات المعتقلين مع ناشطين من المدينة واستمر لعدة أيام وأسفرعن الافراج عن عدد منهم.

جاءت هذه الاعتصامات أمام مقر الجبهة ضمن سلسلة مظاهرات قامت احتجاجاً على انتهاكات فصائل مسلحة عديدة كان من ضمنها الهيئة الشرعية في المدينة، بعد اعتقال عدد من الناشطين كفراس ومحمد النايف ورمال نوفل وآخرين. وبحسب ناشطين شاركوا في الاعتصامات فإن هذه الحركات الاحتجاجية ساهمت في الافراج عن معتقلين وفي ضبط عمليات الاعتقال التعسفية إلى حد ما لدى الهيئة الشرعية وكتائب أخرى.

إلا أن الاعتقالات لم تنته تماماً، إذ تابعت الدولة الإسلامية من جهتها اعتقالها لناشطين كان آخرهم إبراهيم الغازي، والذي سبقه إلى المعتقل كل من عبد الله الخليل وأحمد وفراس الحاج صالح ووائل الحمدو كما يشتبه باعتقالها للأب باولو داليليو. إضافة لعدد كبير من المدنيين والعسكريين قد يصل عددهم للألف بحسب تقديرات أهالي المدينة. ولم تعلن الدولة عن مسؤوليتها عن خطف واعتقال أي أحد حتى اللحظة كما لم تصدر أي مذكرات اعتقال أوتوضح موجباته وإنما اعتمدت طريقة الخطف ومن ثم إنكار وجود المخطوفين لديها.

ترافقت عمليات الخطف والاعتقال بمزيد من الاعتصامات على باب الدولة احتجاجاً على الانتهاكات، كان آخرها التظاهرة الكبرى التي قادها ناشطون بتاريخ 19 تموز الفائت، والتي حدث فيها احتكاك عنيف مع مجموعة من مؤيدي الدولة الإسلامية الذين قاموا بقذف المتظاهرين بالحجارة والزجاج وإطلاق النار في الهواء وحصل فيها مشادات وتصعيدات أدت إلى إصدار بيان من بعض الناشطين يتعهدون فيها بوقف الاحتجاجات في مقابل منع الاعتقال إلا بمذكرة توقيف رسمية صادرة عن الهيئة الشرعية.

لم يوقع جميع الناشطين على هذا البيان، واستمر قسم منهم في الاحتجاج وتم إطلاق مبادرة اعتصام دائمة أمام حديقة الرشيد يومياً الساعة العاشرة مساء للاحتجاج على الاعتقال والخطف.

 

صراعات بين الكتائب واشتباكات ضمن أحياء المدينة

خلال الشهور الأخيرة استمرت الخلافات والصراعات بين الكتائب تتكشف مع الوقت، وفي حين كانت الخلافات تحل داخلياً بين القادة وبوجود وسطاء، بدأت لاحقاُ تأخذ شكل مواجهات عسكرية أواعتقالات بين قيادات وعناصر الكتائب منها اعتقال الدولة الإسلامية لقائد لواء أمناء الرقة "أبو طيف" وقادة آخرين من الجيش الحر والمجلس العسكري، إضافة لاعتقالات متبادلة بين لواء الناصر صلاح الدين وحركة أحرار الشام الإسلامية وخلافات بين لواء ثوار الرقة مع حركة أحرار الشام أيضاً من ضمن العديد.

writhe (2)

آخرهذه الصراعات اتخذ شكل اشتباكات عنيفة على مدى الأيام الأخيرة بين لواء أحفاد الرسول والدولة الإسلامية. بدأت الاشتباكات بحسب روايات بعض الناشطين وأهالي المدينة بعد أن تجاوزت سيارة مسرعة تابعة للدولة حاجزاً لأحرار الشام دون أن تتوقف، مما أدى لعملية إطلاق نار وحدوث اشتباكات في الأيام التالية. من ناحية أخرى أفادت مصادر مطلعة في الرقة أن أصل الخلاف هو مجموعة من صواريخ الكونكورس التي يمتلكها لواء الأحفاد إضافة لأسلحة ثقيلة أخرى تحاول الدولة الاستيلاء عليها دون جدوى، الأمر الذي قاد إلى هذا التصعيد.

مع اقتراب العيد، بدأت الاشتباكات تتخذ موقعها ضمن الأحياء السكنية في المدينة، مما تسبب في حدوث حالة ذعر عامة بين الأهالي، حيث دعت دولة العراق والشام عشية عيد الفطر السكان القاطنين في المنطقة الواقعة بين مؤسستي الكهرباء والمياه إلى إخلاء منازلهم بحجة أن المنطقة معرضة لتكون مسرحاً لصراع عنيف بين الفصيلين المتقاتلين، كما تم نشر عدد من القناصين على أسطح المباني وازدادت أعداد الحواجز العسكرية ضمن المدينة وزودت بأسلحة ثقيلة. وبدأت تسمع خلال الليل والنهار اصوات اشتباكات في شوارع المدينة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة تنوعت بين البنادق والرشاشات ووصلت لاستخدام الدوشكا في الحارات السكنية. وقد سجل سقوط ما لا يقل عن سبعة أشخاص بين مدنيين وعسكريين خلال الاشتباكات.

وفي حين استمرت الوساطات لعقدهدنة بين الطرفين المتنازعين يتوقف فيها استخدام السلاح ضمن حدود المدينة، قامت ليلة الجمعة الفائت مظاهرة حاشدة قدرت بحوالي الألف شخص من سكان مناطق الاشتباكات، طالبت فيها الكتائب بمغادرة المنطقة. وبالفعل تم بعدها رصد انسحاب واضح للقوات العسكرية وللحواجز وتوقف مؤقت للقتال. في حين رجح ناشطون أن الهدنة مؤقتة وأن الاقتتال لابد أن يعود على اعتبار أن أسبابه لم تحل بعد.

في ليلة البارحة، السبت 10 آب، شهد وسط المدينة مواجهة عسكرية جديدة بين حركة أحرار الشام ومجموعة من ضمن الحركة تسعى للانشقاق، وحيث أن المجموعة المنشقة والتي يقدر عددها بحوالي ال 150 شخصاً تسيطر على فرن المدينة الرئيسي، حدث هجوم على مقر الفرن ومحاولة لاعتقال المنشقين وأخذ المهاجمون بإطلاق النار بشكل عشوائي على المتجمعين أمام الفرن، مما استدعى تجمع الأهالي لمحاولة فض الاشتباك. إلا أن المهاجمين من الأحرار قاموا باعتقال عدد من المدنيين، وبحسب شهودعيان قامت سيارات تابعة للأحرار بدهس ثلاثة مدنيين بشكل مقصود أفيدعن حالة أحدهم بأنها خطيرة.

تلا هذا الإشتباك خروج مظاهرة ليلة هتفت ضد الحركة وضد الانتهاكات وطالبت الكتائب المسلحة بعدم التعرض للمدنيين والحفاظ على حرمة المدينة، انسحب على أثرها المهاجمون بعد أن قاموا بمجموعة من الاعتقالات.

وفي حين دعا ناشطون لعصيان مدني عام احتجاجاً على انتهاكات الكتائب بحق المدنيين واستخدام السلاح ضمن المدينة، توقع آخرون أن يستمر الاقتتال في المدينة بسبب الرغبة في فرض السلطة والسيطرة والصراع على الأرض والمكتسبات المادية خاصة في ظل غياب سلطة تفرض شرعيتها الملزمة لجميع الأطراف المتنازعة.

ناشطة شجاعة تعتصم وحدها يومياً امام مقر دولة العراق والشام

لعل ما تفعله سعاد نوفل منذ أسبوعين وحتى اللحظة دون توقف، يعد الاحتجاج السلمي الأشجع منذ بدء حملة الاحتجاجات ضد الدولة بحسب ناشطين في المدينة.

سعاد نوفل أمام مقر دولة العراق والشام الإسلامية

تقف سعاد على باب مقر دولة العراق والشام الأسلامية (قصر المحافظة سابقاً) منذ حوالي الأسبوعين بمفردها وهي تحمل لافتة احتجاجية ضد الخطف والاعتقالات العشوائية في المدينة. وهي إذ رفضت التوقيع على بيان النشطاء الذين يتعهدون بإيقاف الحركات الاحتجاجية في المدينة أصرت على متابعة النضال ضد انتهاكات الدولة ولو لوحدها. تقول سعاد في هذا الصدد "لقد ثرنا على النظام لأننا بالأساس نحتج على القمع وعلى انتهاك الحقوق ودفعنا في سبيل ذلك أثماناً غالية فلماذا يتوجب علينا أن نتوقف الآن؟".

استمرت سعاد بالنزول يومياُ بعد الإفطار لمدة ساعتين تحمل في كل يوم لافتة جديدة وتقف على باب المقر، بعد الأسبوع الأول لم يعد اعتصامها يقتصر على الوقوف على الباب، فبدأت بالتجول في شوارع المدينة الرئيسية لأنها كانت مهتمة بإيصال صوتها للناس أيضاً "على الناس أن يدركوا كيف اختطفت ثورتنا منا وكيف يمكننا أن نعمل على استعادتها".

كتبت سعاد العديد من اللافتات ومنها "سقط القناع.. نحن الثورة فمن أنتم؟"، "لا للاعتقال، لا للخطف، لا للسرقة باسم الدين". إذ أنها ترفض أن تتم مصادرة حريات الناس وأن يتعرضوا للسرقة وللانتهاك باسم الإسلام، فالرسول الكريم بحسب قولها كات يعود جاره اليهودي ليطمئن على صحته "أين هم من أخلاق الرسول الكريم؟ هل هذا هو الإسلام؟".

وعن المواجهات التي تعرضت لها مع عناصرالدولة تقول بأنهم اتهموها بأنها غير مسلمة لأنها برأيهم ترفض مشروع الدولة الإسلامية على الرغم من أنها فتاة محجبة وملتزمة "رب العالمين هو من يحدد المؤمن من الكافر وليس الدولة، من أعطاهم هذا الحق؟". كما تعرضت لتهديد مباشرمن قبل أحد ملثمي الدولة الذي اقترب منها وهمس لها "أشتهي أن أضع رصاصة في رأسك" فأجابته "اكشف عن لثامك وواجهني، أنا أواجهك بوجهي واسمي الصريح". ملثم آخر بصق عليها فقالت له "اخلع لثامك لأرد عليك".

ترى سعاد أن الدولة امتنعت عن اعتقالها حتى اللحظة لأنهم يخشون من المجتمع في حال تعرضهم المباشر للنساء، ولذلك تستغل هذا الخوف لمتابعة اعتصامها حتى النهاية. والعديد من الناشطين يؤيدون عملها لكنهم لا يجرؤون على الانضمام إليها، فسمعة الدولة سيئة في مجال الحريات والحقوق، ولا أحد يريد أن يتم اختطافه.

من خلال اعتصامها أمام مقر الدولة تسنى لسعاد مقابلة عدد من أهالي المعتقلين والمختطفين الذين يداومون على المقر بحثاً عن أبنائهم، وبحسب قولها فإن العديد من حالات الاختطاف أو التوقيف هي تعسفية بالكامل، إحدى الأمهات التي قابلتها سعاد أتت تبحث عن ابنها الذي خطفته الدولة وهو مجرد بائع بسطة فقير في السوق وأب لثمانية اطفال.

الأهالي يعانون من إنكار الدولة للخطف أو الاعتقال رغم أن الجميع يعلم أن الموقوفين موجودون لديها،العديد من الأهالي الذين قابلتهم أيضاً لديهم أطفال بعمر ال12 أو 13 سنة موقوفون لدى الدولة بتهمة الافطار في رمضان مثلاً ولا بيانات واضحة عن أعداد المعتقلين أو حتى عن ظروف الإعتقال، الصمت التام أو الانكار هو ما يواجه به الأهل المذعورون."لماذا الانكار؟" تقول سعاد،لقد ثرنا من اجل حريتنا وكرامتنا، أين الكرامة؟

ترى سعاد أن دور الدولة وغيرها من الكتائب المسلحة المقاتلة يجب أن ينصب على تحرير المدينة وحماية المدنيين، لا استغلالهم للحصول على مكاسب اقتصادية وسلطوية في المدينة المحررة، إذ أن الرقة تتعرض يومياً لقصف الطيران من قبل النظام كما تعاني من وجودالفرقة 17 واللواء 93 التابع للنظام إضافة إلى مطار الطبقة الذي لم يحرر بعد، كل ذلك والدولة وغيرها منشغلون ببسط السلطة وتقاسم الغنائم مع أنهم يستطيعون بقليل من التنظيم والإرادة الحسنة وحسن النوايا أن يحرروا المدينة بالكامل "لو اجتمعوا مع بعضهم وألقوا الحجارة على الفرقة لتحررت، لكنهم مشغولون بالفساد وقمع الناس".

الكتائب المقاتلة في محافظة الرقة: 

-          الفرقة 11: وهي اتحاد مجموعة من الألوية وتتبع للجيش الحر

  1. لواء ثوار الرقة
  2. لواء أمناء الرقة
  3. لواء المنتصر بالله
  4. لواء الناصر صلاح الدين

-          جبهة الوحدة والتحرير

-          حركة أحرار الشام

-          لواء أحفاد الرسول

-          كتيبة حذيفة بن اليمان

-          لواء رايات النصر

-          لواء أويس القرني

-          كتيبة أحرار الطبقة

-          لواء التوحيد

-          جبهة الأصالة والتنمية

-          جبهة التوحيد

-          جبهة النصرة

-          دولةالعراق والشام الإسلامية

Partager cet article
Repost0
10 août 2013 6 10 /08 /août /2013 16:34

577247_335971116535762_626681750_n.jpg

 

 

 

تيار اليسار الثوري في سوريا ٫ في المظاهرات المسائية البارحة في ٩ آب ٢٠١٣.
Partager cet article
Repost0
10 août 2013 6 10 /08 /août /2013 13:20

 

 

 السعودية: حراك القطيف بين النظرية والممارسة


السبت 10 آب (أغسطس) 2013

فاطمة علي

 



الحراك الثوري في القطيف ليس فقط تغييراً اجتماعياً أو وسيلة ضغط، ولكنه يغير أيضا في وعي الأشخاص، أولئك الذين يساهمون في بناء الحركة الثورية، فهم نفسهم يكتسبون الثقة والمعرفة والثقافة المضادة للثقافة السائدة. فالحراك له نتيجة واضحة: ان كل النّخب الموجودة هي نُخب انتهت صلاحيتها! واليوم تظهر لنا قيادات حقيقية عبر النضال في الشارع، وترسم طريقاً واعداً بمستقبل أجمل، ومن أراد إثبات صحة المنهج والفكرة والنظرية عليه تطبيقها وإثبات جدواها على أرض الواقع، في الحراك، وفي الشارع – أما من يدعي الحياد، فهو في حقيقة الامر من دعاة الانحياز – فالحياد في حقبة الظلم والقهر هو انحياز للقوة المستبدة، لذلك لا نعوّل على أي طرف أو تيار أو نخبة تخلع نفسها عن مصلحة الكادحين ورغبتهم في التحرر من أغلالهم، نعوّل فقط على القيادات الميدانية الحقيقية والتي تناضل من أجل تغيير الواقع الراهن.

نحن نعلم أن مستويات الحركة الميدانية متفاوتة من اقليم لآخر، فمنطقة القطيف قطعت شوطا طويلا في النضال من أجل العدالة، ولا يمكن مقارنة الحراك الميداني هناك بالحراك في الأقاليم الأخرى التي تحتاج إلى الكثير من التنظيم، برغم أنها بدأت في التحرك بشكل متسارع، نحن كمناضلين يجب علينا المساهمة جدياً في توسيع آفاق النضال من قضية المعتقلين إلى مختلف القضايا الأخرى، ومن أهمها الطائفية والاستغلال واضطهاد المرأة والعدالة الاجتماعية.

الاحتقان الشعبي في المملكة

لقد رحبت شرائح اجتماعية عديدة وبعض المثقفين بقرارات الملك عبد الله بضخّ أموال هائلة للشعب عام 2011 على شكل مكرمات ملكية وهبات لمؤسسات الدولة، هذا الترحيب يعتبر انعكاسا لارتفاع مستويات الثقة لحقبة الملك عبدالله الإصلاحية منذ توليه الحكم ومحاولاته دعم سياسة الانفتاح السياسي والاقتصادي داخلياً وخارجياً، بينما لو عدنا إلى الأرقام سنجد بأن كل السياسات الخارجية والداخلية ليس لها أي مردود إيجابي فعلي على المواطن، فعلى سبيل المثال: منذ أن انتهجت الحكومة سياسة توطين الوظائف "ما يسمى بالسعودة"، تحت مسمى نطاقات (وهو برنامج يقيّم أداء المنشآت من حيث توطين الوظائف ويصنفها إلى نطاقات ممتاز وأخضر وأصفر وأحمر) ارتفعت البطالة من 10% إلى 12% - إذا الدولة لم تقدم حلا جذريا للمشكلة، بل في المقابل قدّمت منهجاً عنصرياً وممارسات قمعية ضد الوافدين! أما بالنسبة للعاطلين عن العمل فتم تقديرهم بـ 3 مليون مواطن بينما المُدرجين في قائمة الإعانات للعاطلين تحت مشروع أطلقت عليه وزارة العمل مسمى "حافز" لا يتجاوز عددهم ال 850 الف مواطن ! وفي نظرة سريعة لمستويات التضخم مقارنة بالأجور نجد أن النسبة ارتفعت لتصل الى 700% منذ عام 1980 بينما الأجور لم ترتفع إلا بمقدار 65% حيث تعد السعودية أكثر الدول الخليجية انخفاضاً من ناحية الاجور.

يبلغ عدد الفقراء 4 ملايين مواطن حتى بعد إنشاء صندوق مكافحة الفقر الذي انشأه الملك قبل عدة سنوات. إن تعداد من هم تحت حد الفقر لم يتغير بالرغم من الأموال الطائلة التي ضختها الدولة في 2011 وبرغم القرار الإيجابي الذي أصدره الملك بوضع حد أدنى للأجور بما يعادل 3000 ريال، لكن ذلك لم يعتبر كافيا، حيث تُشير دراسات اللجنة العمالية بقيادة نضال رضوان، بأن الحدّ الادنى من المفترض أن يكون 5،800 ريالا. لقد خرج وزير العمل مُصرحاً بعد هذه الدراسة بأن: "إلى هذه اللحظة لا يوجد حدّ أدنى في القطاع الخاص، ومن حق ربّ العمل أن يتعاقد مع العامل بالأجر الذي يُرضي الطرفين". وما نستطيع استنتاجه هنا، أنه لا يوجد فعلياً حد أدنى للأجور! لقد رفضت وزارة العمل دراسة السيد رضوان باعتبارها لا تحمل شرعيّة و يجب ان يتم إعادة الدراسة بناءً على سياسة الوزارة!

أما بالنسبة لمشاريع الإسكان التي تبنتها المملكة بعد الربيع العربي والتي جاءت كنوع من التخدير للحراك الثوري والحقوقي المتسارع في أرجاء البلاد فهي مشاريع لا تشمل معظم المناطق مثل منطقة القطيف، كما أن القروض العقارية التي تُصدرها الحكومة لدعم الاسكان ما زالت متعثّرة في قائمة طويلة وعلى المواطن أن ينتظر 10 سنوات أو أكثر ليحين دوره وفي الحقيقة لا توجد آلية واضحة وبرنامج فعلي لهذا المشروع العشوائي.

وهم الإصلاح السياسي

لقد فاجأ وصول المرأة لمجلس الشورى الجميع، مع أنه يعني أيضا وصول الأميرات وسيدات العائلات البرجوازية الثرية إلى هذه المناصب، علما بأنها مناصب لا تخضع للانتخاب، بل إلى التعيين بمرسوم ملكي، ولكن ما زال هذا المجلس منزوع الصلاحيات لانه مجرد مجلس استشاري، لا تشريعي ولا تنفيذي فلم يستطع هذا المجلس ولا حتى بعد تعيين مجموعة من السيدات من إيجاد حل حقيقي لإشكالية العنف ضد المرأة! حيث تواجه امرأة من كل 5 نساء حالة عنف من قبل الرجل، وهناك دراسة اخرى تُشير الى أن ثلث النساء في السعودية تعرّضن لعنف من قبل الرجل. ما تتعرّض له المرأة لا يأتي من فراغ بل من المنظومة السياسية الراهنة التي تؤبّد العنف عبر الاستعانة بشتى النصوص الدينية الكلاسيكية لفرض وصاية الولاية – بدءاً من الزوج وانتهاءً بالسلطان. ففي مقال للكاتبة هتون الرشيد تقول: "عندما تتقدم المعنفة بشكوى في مركز الشرطة تواجه في الغالب أحد أمرين: إما تعطيلها برفض شكواها بسبب عدم وجود محرم أو ولي، وقد يكون وليها المعتدي نفسه! أو قبول الشكوى ولكن دون أي عواقب تترتب على المعتدي نتيجة اعتدائه كما في حالة فاطمة الشهري، فأقصى ما يمكن عقابه به هو توقيعه على تعهد صوري بعدم تكرار الفعل، وعندها تواجه المعنفة خيارين: إما العودة لمعنِّفِها، أو -في حالة رفض عائلتها لها- تُودَع السجن أو دار الرعاية مع منعها من الخروج حتى يبت القضاء في قضيتها أو يرضى عنها وليها المعتدي، وهي ستواجه العقبة القضائية، فصعوبة اللجوء للقضاء وإن كان الجميع يعاني منها إلا أن هذه المعاناة أشد وقعاً على المعنفة، ذلك لأن مصيرها ومصير أطفالها -إن وجدوا- متعلق بالحكم وسرعته وعدالته". أيضا لم يستطع المجلس تبني مشروع قيادة المرأة للسيارة، فعندما طرحت أحدى العضوات مبادرة لجمع اكبر عدد من التوقيعات لدعم مبادرة قيادة المرأة للسيارة، خرجت علينا عضوة أخرى تَعِد بجمع 3 اضعاف ذلك العدد ممن يرفضون قيادة المرأة للسيارة! ومن ثم "رأينا كيف قامت العديد من النساء بقيادة سياراتهم كـ احتجاج على المنع و محاولة اسقاط شرعيته"

أن معدّل الأجور للمرأة العاملة هو 3،900 ريال مقارنة بـ 6،400 ريال للرجل، ونظراً للقوانين المناهضة لعمل المرأة فهي لا تمثّل الا 14% من الطبقة العاملة كما وانها تمثّل الغالبية العُظمى من نسبة البطالة.

اما بالنسبة للشيعة في الاقليم الشرقي، مازالت السياسات الطائفية تتزايد بشكل ممنهج، فها هي قوات الأمن تحاصر دور العبادة ويتم التضييق على الشيعة في ممارسة طقوسهم الدينية وتمنع التراخيص لبناء الحسينيّات. بينما تنفق الدولة ما يُقارب ال 200 مليون ريال سنوياً في بناء وصيانة وترميم المساجد للطائفة السنية، عدا عما يعانيه الاطفال والطلبة/ات في المدارس من مضايقات طائفية خاصة وانهم يدرسون منهجاً لا يمثّل الا الطائفة السنيّة، بل يعتبر اعتناق المذهب الشيعي مُخالفة في البند الاول من قواعد التنظيم والسلوك: "اعتناق المذاهب الهدّامة". ويتم اقصاء الشيعة من مُختلف الفرص الوظيفية، والتضييق عليهم، حيث أن القطيف على سبيل المثال تتمركز في موقع جغرافي بالغ الاهمية، و فيها موارد نفطيّة وزراعية مهمة. مع ذلك، لم تجن المنطقة الا التلوّث فمنازل الصفيح منتشرة في كل مكان والخدمات ضعيفة وتتهرّب السلطات من مسؤوليتها تجاه المنطقة.

إن هيئة مكافحة الفساد التي أنشأها الملك عبد الله ما تزال عاجزة عن القبض على المسؤولين عن الفقر والاستغلال، فعلى سبيل المثال، شَهِد الأمير خالد الفيصل الحادثة الاولى من سيول جدة، والحادثة الثانية ايضاً! وسيول جدّة تُعبّر عن ضعف البنية التحتية لتصريف السيول، وفساد كبير في صفقات حكومية مع البرجوازية المحلية. الا ان الكارثة الاولى والثانية يتشاركان بأمر في غاية الاهمية: يتم انقاذ الأميرات عبر المروحيات، اما الفقراء والكادحين فيموتون غرقاً في الاحياء الفقيرة المتهالكة! فلم نجد لا الوزير، ولا خالد الفيصل، ولا اي رمز من رموز السلطة تتم محاكمته واستجوابه من هيئة مكافحة الفساد!

ان الاحتقان الشعبي يتصاعد بوتيرة متسارعة لم تُثمر معها كل محاولات الناشطين الاصلاحيين في تقديم حلول ما عدا تعرضهم للاعتقال، او توقيع العرائض والخطابات مثل: "مطالب الشباب إلى خادم الحرمين"، و"عريضة نحو دولة الحقوق والمؤسسات"، و"رسالة 23 فبراير"، و"اعلان وطني للإصلاح". لم يُثمر اي منها تحقيق تغيير جذري. فكان الحل في أيدي المتظاهرين في الشارع، واستُبدلت محاولات الاستجداء بالسلطات الى محاولات للتنظيم الذاتي والمطالبة بالحقوق عبر المواجهة والنضال.

التطوّرات الاخيرة في السياسة الملكيّة ان الحكومة السعوديّة تواجه تحديّات الربيع العربي! الحراك يتوسّع في شتى الاقاليم، حتى وصلت الاحتجاجات الى مدينة الجوف شمالاُ ومدينة مكة المكرمة غربا. وبدأت تُشكّل تهديداً صارخاً لمنظومة الحكم خاصة بعد اخفاقات الطبقة الحاكمة في قمعها وانهاء سيرورتها مما ادى الى تغييرات في غاية الاهمية في الهيكل السياسي للنظام الملكي: حيث تم تعيين الامير سعود بن نايف لتولي إمارة المنطقة الشرقية، بدلا من الامير محمد بن فهد الذي عجز عن تحقيق اي انجاز يُذكر لقمع الاحتجاجات في القطيف، وايضاً تم تعيين الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز بعد وفاة الامير سطام لتولي إمارة الرياض. اذا، تُدرك الطبقة الحاكمة بأن هناك حراك يتصاعد بوتيرة متسارعة لذلك أصبحت كل التعينات الجديدة ذات ابعاد امنيّة، فالامير خالد بن بندر كان قائد القوات البريّة واصبح الآن اميراً على الرياض، بينما الامير سعود بن نايف كان نائباً (مساعداً) لوزير الداخليّة واخوه محمد بن نايف هو وزير الداخليّة الجديد! لقد صرّح الملك ذات مرة قائلاً: "هؤلاء المحرضين يستحقون اكثر من السجن"..! ان هذا التصريح يعبر عن مدى العجز الأمني الذي يصيب المؤسسة الحاكمة! اما الأمير خالد بن بندر فكانت أولى انجازاته تدشين دورات مشتركة بين هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وزارة الداخليّة بعنوان: "الامن الفكري" "كمطلب مهم لاستقرار الشعوب" بعدها بدأت تأخذ هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دوراً سياسياً مباشراً برهن على ذلك التواجد الواضح لهم اما المساجد الرئيسية التي تنطلق منها دعوات التجمهر من اجل الاحتجاج مثل مسجد الراجحي، وايضاً امام انتفاضة الطلاب في جامعة الملك خالد و غيرها من الجامعات.

ان كل هذه التطورات تُمهّد وتشير لحقبة يسودها القمع والقتل والاستبداد ومعها انتهت كل الحجج الواهية والأوهام في التأكيد على ان النظام يُحاول الاصلاح وان الحقبة الذهبية للملكية لا يُمكن ان تنتهي من دون تغييرات جذرية تحت ظل الملك عبد الله. بينما رأينا الملك بنفسه يأخذ موقفاً صريحاً ضد الثورات العربية وضد الحراك الثوري المحلي عبر التصريحات الرسمية والاعتقالات الواسعة التي طالت عدد كبير من الناشطين ولم تستثن النساء اللواتي اعتصمن امام السجون في القصيم، فجرى اعتقالهن جميعاً لمطالبتهن بتحرير مساجين الرأي. نستنتج من كل ذلك ان التصعيد الامني لم يُنجز الا تصعيداً حركياً يجتاح كل الاقاليم المختلفة!

الحراك في القطيف

خرجت الحركة الثورية في القطيف بعد ثورات الربيع العربي، وبعد الوصول الى مرحلة مُتأزمة من الاحتقان استُتنفذت فيها كل الخيارات المبنية على المساومة مع السلطة ولم تأت بنتيجة. فكانت اول حركة احتجاجية تُطالب بإطلاق سراح "المنسيين" التسعة من مُعتقلات السلطة، ومع تزايد وتيرة الأحتجاج وتزايد القمع الأمني والاعتقالات التعسفية والعنف معها تحوّلت المطالب من مجرد مطلب واحد و هو اطلاق سراح المساجين الى حراك ثوري يُطالب بإسقاط النظام – فتعددت الشعارات، من التضامن مع الثورة البحرينية بالهتاف: "يسقط حمد"، الى المطالبة بأسقاط نظام آل سعود وانهاء الملكية وارتفع سقف المطالب وتعددت انواعها فأحدهم يهتف للمطالبة بالاسكان ، والآخر بالعدالة الاجتماعية، و هناك هتافات للمطالبة "بالقصاص ممن يطلق الرصاص" – و هو شعار ضد اغتيال الناشطين في الحركة الاحتجاجية.

منذ بداية الحراك في فبراير 2011 الى الآن، استشهد 18 شهيد وأغلبهم من الشباب حيث لا يتجاوز بعضهم عمر الـ17 والـ 18 سنة، و كانت عمليّات القتل التي تشنّها السلطات -وهي عمليات همجية ووحشية- تستهدف الناشطين وهم بعيدين عن ميدان التظاهر والاحتجاج، وأما المُعتقلين فيصل عددهم الى المئات وبينهم اطفال، منهم الطفل هشام الموسى الذي لا يتجاوز عمره الـ15 سنة! بينما يصل عدد المُحتجزين من دون محاكمة في سجون المباحث الى 2542 مُعتقل.

لقد حاول وجهاء القطيف ومشايخها تقديم المال لبعض القياديين في الحراك كي يتوقفوا عن التظاهر، لكن كانت الإجابة بالرفض لأن مطالب الفقراء والكادحين لا تنتهي برشوة وليست خيار قلّة من المناضلين القياديين. ومع كل المخاطر والصعوبات الجسيمة الا ان الحراك ما زال مستمراً وصامداً، فلم يضعف التنظيم وما زال المتظاهرون مواظبين على التحرك بالتزام وبنفس النهج الثوري.

العملية الاخيرة في القطيف

ان دور رجال الامن هو استلاب الامن! دور الشرطة ليس دوراً سلمياً على الاطلاق، حتى في اكثر الدول الديمقراطية - فلقد رأينا الشرطة تنتهج الوحشية والقمع في التعامل مع المتظاهرين السلميين في مُختلف البلدان الشرقية والغربية - ولا جديد في ذلك. اما بخصوص الملكيّات المُطلقة، فالشغب البوليسي هنا لا يحتمل طرحاً حيادياً، فتتعدد انواع القتل مرة بتبرير الصدفة او الخطأ، ومرة بالاستهداف المباشر المبرر بحجة التخوين والارهاب. ان قطاعاً وحشياً لا يجد نفسه الا بالتسلّح هو قطاع تم تأسيسه للقتل وليس لتجذير السلم والامن في المنطقة. فدائماً ما نرى تلك القوات المدججة بالسلاح، تحمي القصور ولا تحمي الفقراء، ترمي المتظاهرين بالرصاص ولا ترمي الخونة والقتلة بالرصاص، تحمي الاثرياء وتسلب الامن من الفقراء، تُدافع عن الطائفيين وتعتقل المناهضين للطائفية! لقد حولت السلطات الأمنية القذرة مناسبة "الناصفة" في يوم الجمعة 21 يونيو من الاحتفال بمولد الامام الثاني عشر للشيعة الى مأتم بمقتل شهيدين على يد قوّات الشغب. تم استهداف مرسي آل ربح ورميه بالرصاص برشاشات كاتمة للصوت وجرت العملية بعشوائية في الأداء حيث تطاير الرصاص في كل مكان ليسبب اضرارا عديدة وطالت آثار التخريب السيارات في العوامية. كان مرسي آل ربح قيادياً بارزاً في الحراك وأحد المطلوبين امنياً وكان حينها منشغلاً بالتجهيزات للاحتفالات الدينية التي تحدث كل عام في المنطقة. أما علي المحروس فلقد أستشهد بعد ان اطلق رجل امن الرصاص عليه في الرأس ونُقل إثرها الى المستشفى وتوفي فيه. لم تكتف السلطة بهذه المجازر بل دهس احد المواطنين بسيارة رجل امن واستُخدم الرصاص والذخيرة الحيّة في استهداف مدينة العوامية في صباح الجمعة رداً على الاحتجاجات الاخيرة المُطالبة بالافراج عن المعتقلين والقصاص من القتلة.

إن السبيل للخلاص من الظلم لن يأتي عبر التفكير المحض ولا التأمل ولا الاكتفاء بالتعبير، بل عبر مواجهة آلة القمع التي تقوم بدور اجتماعي متحيّز للسلطة والمال! ألم يكن من الاجدى ان يخطئ قاتل علي المحروس ويُصيب الامير مشعل او سعود بن نايف. اي خطأ هذا؟! اي مصادفة تحملها كتيبة الاجرام ؟! هل هذه اول مرة ترتكب فيها قوات الشغب القتل والارهاب؟ ان دورهم في الاساس هو دور ارهابي من الطراز الاول ولا يمكن التخلّص من هذا الارهاب عبر السلم الطوباوي، بل عبر المواجهة والنضال جنباً الى جنب ضد نظام مبني على القتل والاجرام.

حادثة القتل حدثت في الشارع، والمقاومة ستحدث ايضاً في الشارع، والمجد للشارع.. ويسقط السفّاحين والقتلة المرتزقة في كل مكان، سنأخذ حقنا بأيدينا وندوس على رقاب الطغاة الأنجاس.. يومهم ليس ببعيد! انه بمسافة الثورة!! وهذه الدماء ستُعبّد لنا الطريق!

هوامش نظريّة

هناك فارق جوهري بين الممارسة الفدائيّة وبين الممارسة الثورية، يجب ان يُدركها كل مناضل في الحراك فتمجيد الشهداء وتخليد ذكراهم والمطالبة بالقصاص ممن اطلق الرصاص مُختلف كل الاختلاف عن الفداء والدعوى للموت واعتباره بأنه افضل خيار. ان الحياة هي خيارنا الاوّل وان الحراك له اهداف يجب ان تُحقق على ايدي الاحياء وليس عبارة عن مسيرة نهايتها الموت. ان السلطات تُحاول ان تُرهب الناس وتبيّن بأن الانخراط في الحراك هو جريمة وسينتهي المتظاهرون في المقابر. بينما رأينا كيف يتم اغتيال المناضلين بعيدا عن المظاهرة، ورأينا كيف تكون الجماهير اقوى عندما تتكاثر الحشود، فكانت المظاهرات الأكثر سلمية هي تلك المظاهرات الاكثر حشداً حينها اصبحت السلطة في موقفاً اضعف من السابق. ان الحراك هو دعوى للأمل والحياة والبقاء والتحرر ولا يُعتبر تحت اي حال من الاحوال دعوى للموت، انما الاغتيالات المنظّمة والاعتقالات التعسفية هي جريمة يجب ان نواجهها، ولن تنتهي الا عبر الثورة على النظام من اجل التغيير الجذري وتحقيق العدالة الاجتماعيّة.

إن الرؤية الاستعماريّة التي يراها الثوّار عندما يحللون وجود العائلة المالكة هي رؤية مغلوطة وتحتاج للمعالجة. فلا يوجد لدينا نظام مُستورد او جيوش اتت من الخارج لأحتلال المنطقة. يجب علينا فهم الصراع حيث يوجد صراعاً اقليمياً وطبقياً، نحن لا ننفي علاقة العائلة المالكة مع الامبريالية بل هي علاقة تاريخيّة وتحمل مشروعاً استبدادياً لا ننفيه بأي شكل من الاشكال. ان التطهير الطائفي قد يحدث بدون استعمار بل الغالب حدوثه تحت سلطة محليّة من دون الحاجة لوجود قوات مُحتلّة، وفي القطيف يوجد قوات ساهمت في تدمير وذبح وإقصاء وتهميش المدنيين تحت غطاء طائفي من دون الوجود الفعلي لقوى استعمارية، بل بوجود قوى استبدادية محليّة ترتكب هذه الجرائم، لماذا اذا هناك خطر كبير من هذه الرؤية التي ينتهجها العديد من الثوار في التعامل مع السلطة كما لو كانت دولة اخرى تجتاح هذا الاقليم؟؟ إنها اولا تريد تأبيد مزاعم خطر خارجي من اقليم آخر ونفي اي اشكاليّة في المجتمع القطيفي الراهن بمعنى: العائلة المالكة هي الخطر الوحيد! بينما نرى ابشع انماط الاستغلال والعلاقات الاجتماعية المرتبطة بين البرجوازية (الاثرياء القطيفيين) وبين الطبقة الحاكمة (والعائلة المتحكّمة والمحتكرة للثروات والموارد في البلاد). هذه العلاقة ليست خيانة مؤقتة والخلل فيها ليس خللاً شخصيا او عصابة باغية اتت فجأة للمنطقة بل هي ذات الطبقة التي شاركت في نهب ارض القطيف ومواردها عبر الاستغلال والاحتكار والظلم الذي يتعرّض له العمال والفقراء في القطيف، ثانيا ان هذه الرؤية تؤدي الى تكتّلات غير متجانسة وغياب النضال الحقيقي للتحرر، فتبقى القوى الرأسمالية المتحالفة مع السلطة في مأمن لأن الخطر خارجي، خارج الاقليم، وبزعمهم: "لا يوجد استغلال طبقي في الداخل" ، فتنتهي المسألة عند العبارة السحريّة: "هو استعمار!!! فلنوحّد جهودنا ضد العائلة المالكة!!!"، متناسين السلطة المتمركزة في البنوك والشركات وارباب العمل عبر استغلال الاغلبية الساحقة واضطهادها!

إن المغالاة في التمسّك بالهوية يُعيق النضال المشترك ويهدد روح التضامن بين شتى الطوائف التي تجمعهم وحدة الاضطهاد، ويُختزل الصراع في اقليم واحد وهذا بالضبط ما تريده السلطات: يريدون ان تتناسب تُهمة التخوين مع الطرح الثوري الطائفي بمغالاته في التمسّك بالهويّة. الآن فعلاً اصبحت التهمة في مكانها الصحيح بالنسبة لأبواق السلطة فتتجانس التهمة تجانس اليد مع القفّاز! اما التحرر الإقليمي عبر الاستقلال فهو استحالة نظراً لتوازن القوى الذي يميل لصالح "المحتلّ" والسلطة تمتلك كل ادوات التدمير مع فارق العتاد والخبرة العسكريّة، ومع ضعف الكثافة السكانيّة في القطيف تُحتّم ان يكون الحلّ فعلياً هو الانتفاضة العامة والاضراب العام لا النضال الاقليمي بحجة الاستقلال.

ان خروج العديد من الثوريين من دون اتباع التكتيكات اللازمة والحذر اللازم هو امر يُسيء للحراك ويُعرّض المناضلين للخطر. فلقد شاهدنا كيف اصبح المناضل الذي لا يلتزم بالحذر ضحية سهلة للأعتقال والخطف والقتل، نحن نرفض هذا التساهل لأننا نحتاج هؤلاء المناضلين البارزين الذين تم اعتقالهم او اغتيالهم في معارك حاسمة في المستقبل ولا ندعو بأي شكل من الاشكال الى حركة فدائية او نضال فوضوي، يجب ان نبقى احياء كي نرى عالماً افضل، سنخلقه بسواعدنا، وبنضالات رجالنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا!

عاشت القطيف حرّة أبيّة.. والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين، وكل التضامن مع الثوار المناضلين ضد الاستبداد في اي قطر من اقطار العالم!

فاطمة علي

المصدر‫:‬المنشور

مصادر

-  مدونة حقوق المرأة السعودية، دراسات واحصائيات عن العنف ضد المرأة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف.

-  تساؤلات حول التعنيف، هتون الرشيد، مايو 2013

-  المسألة الشيعية في المملكة العربية السعودية، حسن ابو طالب، 6\4\1430

Partager cet article
Repost0