Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
10 septembre 2012 1 10 /09 /septembre /2012 23:48
 نشر اليوم 10 ايلول على صفحات الفيسبوك البيان التالي، ننقله من صفحة د. نوار عطفة احد الموقعين عليه
  • سوريا حرة ديمقراطية بكل أبنائها ولكل أبنائها

    بيان إنسحاب من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

    عندما شاركنا بإنشاء وبناء هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي , كان ذلك بوعي وطني مبني على إرادة استمرار النضال الوطني الديمقراطي السوري منذ أكثر من ثلاثة عقود وإرادة تواصله وتطويره وتحمل مسؤولياته الوطنية والثورية تجاه ثورة شعبنا السوري العظيم التي إنفجرت كنتيجة حتمية للظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي أرساها وعمقها نظام الفساد والإستبداد .

    ثورة فجرتها قوى شعبية وشبابية عابرة لكل الأحزاب والإيديولوجيات بل متجاوزة لسقوفها المنخفضة بحكم الظروف الخاصة للعمل السياسي السوري.
    وكنا نمثل مجموعات عاملة وأساسية في قلب بؤر الحراك الثوري الشعبي وامتداداته في المهاجر لم تألو جهداً وسعياً وبكل الوسائل الديمقراطية ، لأن ترقى هيئة التنسيق الوطنية ممارسة وخطاباً و تعكس حقيقة مواقف واتجاهات أحزابها وتياراتها ومشاركات كوادرها الأساسية باعتبارهم جزءاً من الثورة السورية ، من قطع كامل مع نظام الفساد والإستبداد إلى الزج بكل قواها العملية والنضالية لإسقاطه مع كل ما تتطلبه التطورات الميدانية من استمرار في الحضور الشعبي السلمي ولغاية إحتضانها لظاهرة الشعب المسلح الملتزمة بروح ثورته السلمية في الدفاع عن النفس والحراك ، وباعتبارها حقيقة فرضتها ظروف العمل الشعبي الثوري في حتمية إسقاط النظام ونصرة الثورة.
    وكان تمسكنا النضال باسم الهيئة ومن داخلها تأكيداً على أمر شديد المركزية بعملنا الوطني وهو النضال من أجل إسقاط النظام وبنفس الوقت النضال للحفاظ على دولتنا الوطنية ووحدة ترابها وشعبها وتميزاً عن الذين تداخلت ممارساتهم ومواقفهم مع أجندات فكفكت الوطن السوري بإعتباره الهدف التالي لإسقاط النظام، لصالح الأعداء التاريخيين ومحتلي أراضينا ومن لايريد إطلاق طاقات العمل الوطني ضمن النضال العربي والإنساني الشامل في بناء دولة الحريات الديمقراطية وعدالة المواطنة . لكن دورنا كان على الدوام يتعرض للتعتيم وللتحجيم ، إلى حد ماعاد من الممكن السكوت عنه ، بل كان نضالنا الداخلي الإيجابي غالباً ما يشوه بالخروج عن توافقاته بالمواقف الإعلامية بإسم هيئة التنسيق الوطنية التي لم تعبر عن حقيقة المواقف والحراك الداخلي للهيئة التي كانت تهدف على الدوام تصويب المسار ، لدرجة أن تبدت هيئة التنسيق الوطنية وكأنها مجالاً خصباً لمشاريع مختلفة المشارب ومتناقضة الأهداف وملتبسة الإصطفاف مع الثورة وطبيعة مراحلها المتصاعدة والتي تتطلب ديناميكية عالية مناسبة للإحتفاظ بدورها وبمصداقيتها ، كما لم تستطع تجاوز موقعها الوسطي في الخطاب والممارسة في زمن الثورة الذي يتطلب جذرية في الموقف من النظام ووضوح الموقف من الثورة الذي يعني تبني التغيير الجذري لمنظومة الاستبداد والفساد دون أن يتعارض هذا مع نقد واضح لكل انحرافات الثورة التي تحدث اليوم والتي لاننكرها .. هذا الموقف الوسطي الذي اعتمدته الهيئة كان سببا رئيسيا في اختلاف مواقفها وتصريحاتها التي كانت تصل أحيانا إلى حد التناقض والمواربة وتفريغ الهيئة من روح الثورة في تذبذب مواقف قياداتها هو شكل من أشكال العجز عن القيام بمهام المعارضة في زمن الثورة التي لم يستطع حتى اليوم أي طرف من أطراف المعارضة القيام بها في الوقت التي كانت بعض الممارسات الداخلية تكاد أن تعكس طبيعة المشاريع السياسية الخاصة وليس تجمع وتحالف لقوى وأحزاب وشخصيات وطنية ، الأساس بموقفها وبتموضعها أنها جزء من الثورة .
    وبعد أكثر من عام من المعاناة الحقيقية لم يمر يوم إلا وكانت فيه شواهد القتل والتدمير وآلام شعبنا أمثلة حية للحوار وللصراع الداخلي من أجل رسم صورة حقيقية للهيئة التي يجب أن تعكس آلام ومشاعر ومواقف مناضيلها في تحديد خياراتهم ومواقعهم .

    وعلى الرغم من ذلك فإن واقع الهيئة لم يتمكن من لحق تطورات الحراك الثوري .. فبعد أن دخل الصراع إلى مرحلة التسلح عجزت عن التعامل مع هذا التطور الهام .. ونحن لانقصد أبدا القبول به ولكن التعامل معه .. وعليه فإن غيابها يتحمل الكثير من مسؤوليات واقعه السلبي ، فالثورة ماتزال تردد بروح غاندية لا للعنف بشكل مجرد لاعلاقة له بما يجري على الأرض .. فالكفاح المسلح ليس بالأمر الطارئ على الثورات فبدل من التعامل مع هذه الظاهرة بطريقة التحليل والنقد والتصحيح تشبثت الهيئة بمبدأ اللاعنف بشكل مجرد من دون استراتيجية سياسية في التعامل معها وتشبثت في تجاهلها و رفضها رفضا كليا بغض النظر عن واقعها وتأثيراتها المختلفة .
    وكان من الطبيعي أن يتداعى الكثير من قيادات الهيئة وكوادرها الأساسيين لحوارات جدية وعميقة حول حقيقة سقفها الأخفض من سقف الحراك الوطني الشعبي وبطء إيقاعها وتخلفه عن مسيرته القاطعة والحاسمة وحول دور الهيئة في الثورة وحقيقة عكسها لمواقفهم وطموحهم للمشاركة الفعالة في العملية الثورية ووفاءاً لمرتكزاتهم الوطنية من أجل لعب دور حقيقي لإختصار آلام شعبنا و التعجيل بإسقاط النظام.
    وفي التزامن مع الحملة العسكرية التدميرية للنظام التي تسبب أوضاعاً كارثية وتؤكد إصرار النظام على نفس ممارساته وسياساته التي كانت سبباً للثورة ، يخرج عن هيئة التنسيق مشاريع ومبادرات ومؤتمرات أقل ما يقال فيها أنها لم تولد بالكامل من داخل الهيئة ولم تستشر أطرافها وكوادرها .
    في الوقت التي توجد فيه مؤشرات تؤكد على أن التحضير لها ووضع سيناريوهاتها وإخراجها تم مع أطراف من خارج هيئة التنسيق ، مع غياب الديناميكية الداخلية المطورة والحامية لشروطها تبعاً لظروف تصعيد الموقف الميداني من قبل النظام ، مما جعل المبادرة وما تلاها من مواقف إعلامية للهيئة متناقضة مع شروط المبادرة ذاتها كما جعلها مطواعة لتوظيف النظام ، كما جاء الإعلان عن بدء التحضير لمؤتمر وطني في الداخل بالتنسيق والتوافق مع أطراف غالبها كيانات تشكلت ضمن خطط إحتواء النظام للثورة ومشكوك بولائها لها ، في الوقت الذي لم يتم التوافق عليه بين أطراف ومكونات الهيئة ذاتها.

    واقع يجعل السكوت عنه مشاركة فيه وبمسؤولياته وإرتباطاته مما يدفعنا للتساؤل:
    **هل المبادرة والمؤتمر يساعدان على حقن نقطة دم واحدة من أنهار دماء السوريين ؟ أو يمكنهما إيقاف هجمة النظام والحد من إندفاع ومواقف الأطراف المؤيدة لــــه ؟ أو إيجاد الحد الأدني من وحدة الرؤيا أو وحدة الصف لدى المعارضة ؟ ويعيدا الوجه والوجهة السلمية للثورة بعد أن قوضها النظام بقدراته النارية والتدميرية ، و ما هي الإحتمالات الموضوعية الحقيقية لتحقيق أهداف المبادرة والمؤتمر وهل تملك الهيئة أية وسائل أو أساليب لفرض أو تفعيل مقررات المؤتمر ؟
    وهل من الحكمة ومن شرف المسؤولية الوطنية والنضالية أن نتقدم بمبادرات وندعو لمؤتمرات لا تؤسس أولاً على موقفنا من النظام كونه عصابة ومؤسسة مافيوزية فاجرة كل الدلائل تؤكد أنها لن ترحل إلا بمنطق القوة وبحقائقها على أراضي وفي كل مدن وقرى وطننا المغتصب ؟
    إن الدعوة للمؤتمر في هذه الظروف الدموية والتدميرية من دون توفير الشروط الموضوعية من سحب الجيش إلى ثكناته ، وإطلاق سراح المعتقلين ، وإستعادة قوى الأمن لوظيفتها الطبيعية بحماية المتظاهرين السلميين ، وتشكيل لجنة وطنية للمصالحة وللمحاسبة ومن ثم السماح لدخول المساعدات الطبية والإنسانية مع مختلف وسائل الإعلام العالمي.

    هي بحقيقة الأمر إستجابة لخطة النظام المراوغ والتي تهدف لكسب الوقت و لتجديد شرعيته الساقطة ، على الرغم من النيات الوطنية الصادقة لبعض من يدفع بهما كي تكونا أداتا تحريك إيجابي في الواقع الصعب ، إلا أننا لا نرى بالأفق أي دليل نجاح لهما ، وسط حمم آلة النظام الحربية في سحق الثورة وإستعادة مبادرته لتجديد حكم البلاد والعباد بنفس أساليب وظروف القمع والإستبداد والفساد .
    كل ذلك والهيئة تمارس كأنها خارجة عن الواقع مع فقدان الأمل بالمراجعة الجدية لمواقفها ومبادراتها وفعالياتها ، وعليه فلقد :
    قررنا الإعلان عن إنسحابنا من هيئة التنسيق الوطنية ، مع تأكيدنا على إستمرار إحترامنا لبعض رموزها وقياداتها مقدرين لهم تاريخهم الوطني والنضالي .
    كما نؤكد على تمسكنا بمواقفنا الوطنية واصطفافنا الحاسم مع الثورة السورية وإعتبار النظام السوري الفاجر هو العدو الأساسي والأول ، على أن تبقى قدراتنا ومواقفنا دائماً معبرةً عن الثورة السورية وجزء من نضالها في إسقاط نظام الإستبداد والعبودية ، ومن أجل إعادة بناء دولتنا الحديثة و وطن الحريات الديمقراطية وعدالة المواطنة .

    الخلود لشهداء ثورتنا الشعبية الكبرى وتحية للصامدين القاطعين والسائرين على طرق نصرها القريب بعون الله .

    5/ 9 / 2012

    التواقيع بحسب تاريخ ورودها :

    . م . مأمون خليفة أمين سر الهيئة فرع المهجر سابقاً

    . منصور أتاسي عضو المكتب التنفيذي المركزي

    . د. نوار عطفة عضو المكتب التنفيذي فرع المهجر سابقا

    . المحامي سركيس فريد سركيس عضو المجلس المركزي فرع المهجر

    مسؤول حزب الإشتراكيين العرب في الخارج ورفاقه التالية أسماؤهم :

    د. طلال عدي ، أديب الحوراني ، د. أحمد العارف ، نجيب ندور ، حكم الحبال .

    كلاديس ريشه ، م . هشام مرضعه .

    . د. هدى زين عضوة قيادة فرع المهجر .

    . د. غسان هاني أبو صالح مسؤول الساحة المغربية

    . د . عبداللطيف ترياكي مسؤول الساحة البولونية فرع المهجر

    . موفق عمر أسود - الساحة الأمريكية
Partager cet article
Repost0
10 septembre 2012 1 10 /09 /septembre /2012 11:46
لندعم من دون لبس الشعب السوري في ثورته
جوزف ضاهر
‫مقاومة الشعب السوري لا زالت مستمرة منذ بدء الثورة في آذار ٢٠١١. ونضال هذا الشعب يندرج في إطار الكفاح الشعبي في تونس ومصر، والذي امتد إلى دول عديدة في المنطقة.‬

‫كما يستمر القمع الوحشي ضد الشعب السوري. وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في ٢٣ آب وقوع ٢٤٤٩٥ شهيدا على الأقل منذ بداية الثورة، من ضمنهم ١٧٢٨١ مدني، وقتل ٦١٦٣ عسكري و١٠٥١ جندي منشق كانوا قد انضموا إلى الثورة. وهُجِر ١،٥ مليون داخل سوريا. في حين لجأ أكثر من ٢٥٠ ألفا إلى الدول المجاورة.‬

‫يجب إدانة جزء من اليسار إدانة شديدة بسبب رفضه دعم الشعب السوري. ومن الملح فضح الأكذوبة التي تشيع أن النظام الأسد الإجرامي معاد للإمبريالية. هذا النظام سحق الفلسطينيين|ات والحركة الوطنية في لبنان عام ١٩٧٦، واضعا حدا لثورتهم. كما شارك في الحرب الإمبريالية على العراق عام ١٩٩١ مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتعاون مع الأخيرة خلال "الحرب ضد الإرهاب" التي أطلقها جورج بوش. خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، أوقف النظام السوري كل اللذين واللواتي حاولوا|ن بناء حركة مقاومة بهدف تحرير الجولان وفلسطين.‬

‫نقول بكل سهولة ولكن بصدق وصراحة: كل الذين واللواتي يرفضون|ن الثورات الشعبية ينكرون إمكانية تحقيق التحرر من الأسفل، بعبارات أخرى على يد الشعب!‬

‫على الرغم من القمع العنيف المتعدد الأشكال، لم تنسحب الحركة الشعبية من الشوارع ومن الجامعات ومن أمكنة العمل. على العكس من ذلك، تزيادت التنظيم الذاتي: من خلال لجان التنسيق الشعبية في القرى والأحياء والمناطق، هذه تمثل رأس حربة لتعبئة الرجال والنساء السوريين|ات. كما سعوا|ين إلى تطوير التسيير الذاتي في المناطق المحررة من نير النظام. كما انتخبت المجالس الشعبية بهدف للاهتمام بالمناطق المحررة مثبتين بذلك أن النظام هو من يسعى لإشاعة الفوضى لا الشعب.‬

‫السيرورة الثورية في سوريا تحرك الشعب المستغَل والمقموع ضد النخبة الرأسمالية المرتبطة بالنظام العالمي- هذه السيرورة تشبه إلى حد بعيد الثورات الجارية في المنطقة.‬

‫بدأت الحركة الشعبية بشكل سلمي حيث طالبت بالإصلاح، لكن النظام رد بعنف وقمع بكل اتجاه. المقاومة الشعبية المسلحة ظهرت بهدف حماية المتظاهرين|ات والمعارضين|ات بمواجهة هجمات القوى الأمنية والشبيحة.‬

‫المقاومة المسلحة تعبر عن حق الشعب السوري في مواجهة قمع النظام وللسماح باستمرار المقاومة الشعبية في بعض المناطق بوجه هجمات النظام. كما جرى تشكيل المجالس الثورية في مختلف أنحاء سوريا، وأنشئت لجان التنسيق للعمل السياسي والعسكري. وصدرت وثيقة عهد لعناصر الجيش السوري الحر، تنص على احترام القانون الدولي وتناهض الطائفية، وقد وقع على هذه الوثيقة قسم كبير من المجموعات المسلحة المكونة للمقاومة الشعبية المسلحة ضد النظام.‬

‫تشكلت المقاومة الشعبية المسلحة من الجنود المنشقين والمدنيين الذين حملوا السلاح، وتتمتع بجذور شعبية داخل الثورة. تشكل الطبقات الشعبية الريفية والمُدُنية القسم الأكبر من الحركة الثورية في سوريا بالإضافة إلى "الطبقات الوسطى" المهمشة اقتصاديا بفعل السياسات النيوليبرالية، المتبعة خاصة منذ وصول بشار الأسد إلى السلطة. هذا التكوين المشكل للثورة انضم بقسم كبير منه إلى المجموعات المسلحة للجيش السوري الحر.‬

‫يستمر الشعب السوري في رفضه للطائفية، على الرغم من محاولات النظام لإشعال هذه النار الخطرة عبر عدة أشكال منذ استيلاء عصابة الأسد على السلطة عام ١٩٧٠. الحركة الشعبية تعيد التأكيد على الطبيعة الموَحِدة للنضال، من خلال تنمية شعور التضامن الوطني والاجتماعي الذي يتجاوز الانقسامات العرقية والطائفية.‬

‫نضال الشعب السوري يردد صدى هذه الجملة من البيان الشيوعي: "ليس للبروليتاريين ما يفقدونه فيها سوى أغلالهم وأمامهم عالما يكسبونه". واليسار لا يمكنه إلا دعم نضال الشعب في ثورته من أجل الكرامة والحرية! ‬

عاشت الثورة الدائمة حتى النصر

Partager cet article
Repost0
9 septembre 2012 7 09 /09 /septembre /2012 21:09

 

-العدو الداخلي- و مواقف القوى الوسطية في سوريا  



غياث نعيسة



 

يقوم عدد من الناشطين السوريين بإضراب عن الطعام في باريس وعدد من العواصم الأخرى منذ 27 أب احتجاجا على المذبحة التي تعرضت لها مدينة داريا وسقط فيها مئات القتلى اغلبهم من المدنيين العزل، وايضا في محاولة من هؤلاء الناشطين للفت انتباه الرأي العام الدولي لما يجري في سوريا من قتل وتنكيل، وربما كان هذا النشاط تعبير حدسي لديهم بان نية و استراتيجية النظام الدكتاتوري في مواجهة الثورة الشعبية هي " عدم الرضوخ مهما كان الثمن" كما قال الطاغية في احد لقاءاته الاخيرة، وان ألة قتله وقمعه ستواصل عملها بلا شفقة.
لم يحظ اللقاء التلفزيوني الاخير للدكتاتور بشار الاسد في 29 أب باهتمام يذكر رغم انه قدم، برأينا، تصورا واضحا لاستراتيجية النظام الاستبدادي في تعامله مع الثورة و المعارضة، وكانت رسائله ايضا واضحة للقوى الاقليمية والدولية.
سنتناول في مقالتنا هذه ما قاله الطاغية بخصوص توصيفه للثورة الشعبية وتعامله معها، فالثوار لم يعودوا "مندسين" و"جراثيم" كما سبق ان وصفهم في خطاباته السابقة، لا. لقد اصبح كل مواطن سوري لا يقف مع النظام بوضوح "عدوا داخليا" يجب سحقه.
فقد قال بشار الاسد في مقابلته المذكورة " هذه المرة تحرك العدو من الداخل وليس من الخارج... وأي سوري يقوم بتنفيذ مخطط أجنبي ومعاد يتحول الى عدو ولا يعود سوريا" .
اصبح بذلك هامش المناورة لأطراف المعارضة التي بحثت او تبحث عن حلول وسط على الطريقة اليمنية او غيرها ضيقا جدا ان لم يكن معدوما، ونخص بالذكر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي و كل من يشاطرها الاستراتيجية السياسية بشكل او باخر. اذ ان الدكتاتور لم يكتف بذلك فحسب، بل تحدث عنهم بصفتهم "تجار الأزمة" دون ان يحدد من هي المعارضة المعنية، ولكنه وصفها يتلك التي دعت " الى الحوار ، فوجئنا بالحوار انها رفضت المجيء للمشاركة في الحوار، لأنها قبل الحوار طرحت أن يكون الحوار حصريا بين الدولة وهذه المجموعات" واصفا اياهم انهم يحاولون «أن يحققوا موقعا سياسيا بشكل انتهازي لكي يفاوضوا الدولة" .
و في رد مباشر على دعوة هيئة التنسيق الى عقد مؤتمر" لإنقاذ سوريا" في دمشق في منتصف ايلول الجاري ، قال الطاغية " سمعنا مؤخرا بأنهم بدأوا يتحدثون عن الحوار.... لكن ان اردت ان تأتي متأخرا فعليك أن تأتي صادقا، لا أن تأتي مرة أخرى بشكل انتهازي وتركب موجة ترى أن السفينة لم تغرق وبالتالي فلنؤمن لأنفسنا موقعا فيها..." و اكمل متوجها لهذه القوى " انت تتحدث عن رفض العنف ورفض التسلح"، وهو الموقف الذي يميز الخطاب الوسطي لهيئة التنسيق ، ويطلب منها ان تقر بانها كذبت سابقا او على الاقل "انها اخطأت في التقدير".
في الواقع فان هذا الخطاب خفض سقف طموحات قيادات هذه القوى الوسطية في خطابها و الانتهازية في ممارساتها مما يمكن ان تحققه من مؤتمرها المنشود في دمشق ، فالنظام الدكتاتوري يعطي موافقته بشرط التزامها بالاطار الذي يضعه لها. و الا فإنها كغيرها من المعارضة تصبح في اعين النظام "عدوا داخليا".

هيئة التنسيق: وسطية المواقف و انتهازية الممارسة

بداية علينا التأكيد ان نقد خطاب وممارسات القوى السياسية السورية المعارضة وخاصة في ظروف الثورة الشعبية ليس ترفا فكريا، بل هو ضرورة لأنه يتناول ممارسات سياسية قد يكون لها نتائج ضارة جدا على مسار الثورة ونتائجها.
منذ بدابة الثورة الشعبية وقفت هيئة التنسيق -ويقاربها "المنبر الديمقراطي" بمفاهيمه وممارساته، ولكنه ليس موضوع مقالنا هنا- موقفا مواربا منها ومن النظام الدكتاتوري، فلا كانت مع الثورة حقا ولا كانت مع اسقاط النظام فعلا، رغم بعض البيانات التي اصدرتها في سياق ضغط الحراك الثوري، والتي كان يمكن ان تشير الى خلاف ذلك، ولكنها كانت تعود وفي كل مرة الى موقفها الاصلي الوسطي ، وتحاول في كل مرة الى جر قوى اخرى الى استراتيجيتها المذكورة هذه . و لا سيما حالتي حركة معا و ائتلاف وطن، فقد عملت هيئة التنسيق بشكل منهجي على تفريغ الاجتماعات و اللقاءات من شحنتها الثورية لصالح مفهومها السياسي التوفيقي او الوسطي. ان تذبذب مواقف قياداتها(المحسوبة على اليسار) اساءت الى حد كبير لسمعة اليسار السوري عموما و قدرته على الفعل في الحراك الثوري، فقد احتكرت رايته لوهلة قصيرة بعض القوى اليسارية التي التحقت بهيئة التنسيق مثل قوى احزاب تجمع اليسار الماركسي (حزب العمل الشيوعي وغيره) والاخيرة قررت ان تمارس عملها السياسي من خلال هيئة التنسيق بمعنى انها ألحقت نفسها تماما بها و لم تعد لها ممارسة مستقلة ، ما هو بعد اسوأ من ذلك ان بعض قيادات احزاب "تجمع اليسار الماركسي" هي في الوقت عينه قيادات بارزة في هيئة التنسيق واصبحت معروفة اكثر بانها من بين اشد حاملي خطابها الوسطي وسياساتها الانتهازية. من الجهة الاخرى، اساءت قوى الاحزاب الشيوعية الرسمية لاسم و اليسار السوري وارثه النضالي بالتحاقها المبكر جدا بسلطة الطغمة الحاكمة، وكان على اليسار السوري الجذري الداعم و المنخرط بالثورة السورية ان يتمايز وسريعا عن كافة هذه القوى الانتهازية ل"اليسار" ان كان هذا الحليف للسلطة او ذلك الوسطي المعارض. وهذا ما حصل مع تكوين عدة مجموعات يسارية داعمة للثورة ومنها تيار اليسار الثوري.
ترسخ موقف هيئة التنسيق كفصيل توفيقي او وسطي مع مبادرتها لوقف العنف التي اعلنتها في 14 أب من هذا العام منطلقة من تحليلها لما تسميه " توازن القوى " بين قوى الثورة و النظام الحاكم في ظل "توازن دولي لا يقبل انتصار اي من الطرفين على الاخر"، واضعة نفسها ، انطلاقا من مسلماتها هذه في موقف الوسيط او في موقف وسطي، رغم ادعاء بعض قياداتها عكس ذلك. حيث ان مبادرتها هذه تدعو الى " التوافق على هدنة مؤقتة بين جميع الاطراف التي تمارس العمل المسلح" بمعنى انها تنظر الى قوى الثورة و مقاومتها الشعبية بنفس المنظار الذي تتعامل به مع عنف النظام ووحشيته، وعلى قدم المساواة معه.
و الحال ، فان هيئة التنسيق كانت قد مهدت لموقفها الوسطي هذا في 26 تموز ببيان روما الذي جاء عقب لقاء كانت هي القوة الاساسية التي اعدت ونظمت له مع استدراجها لبعض الشخصيات من قوى اخرى مثل" ائتلاف وطن"، حيث تنطح بيان روما لإعلان "ان السلاح ليس هو الحل" و ان الوضع الراهن اصبح بحاجة ملحة "اكثر من أي وقت مضى لمخرج سياسي" و دعا بيان روما ، الذي تشكل مبادئه تراجعا كبيرا عن متطلبات الثورة ، الى "سحب المظاهر المسلحة... وصولا الى مفاوضات لا تستثنى احدا" ، و الفقرة الاخيرة هي تمهيد لتمسك هيئة التنسيق بالحوار او "مفاوضة" النظام.
توجت هيئة التنسيق انزياحها النهائي كطرف وسطي في الصراع الطبقي العنيف الجاري من خلال دعوتها الاخيرة التي صدرت في 28 أب الى عقد مؤتمر وطني لإنقاذ سورية تقول انها ستعمل على عقده في دمشق في 12 من الشهر الجاري، معتبرة ان عنف النظام، وهو مقدمة نظرية ضرورية لها لتبرير ما سيأتي لاحقا في متن بيانها، "خلف حاضنات للعنف المضاد" وبهذا اصبحت المقاومة الشعبية بما لها وعليها بالنسبة لهيئة التنسيق مجرد "عنف مضاد". و لتبرير سلوكها الوسطي بضرورة حوار النظام ، فإنها ركزت في بيانها المذكور على فقدان سوريا لقرارها الوطني المستقل حيث "باتت خاضعة بصورة كاملة للمؤثرات الخارجية الدولية والاقليمية". وهكذا لان سوريا كبلد و مجتمع ودولة اصبحت "خاضعة بصورة كاملة" للخارج، وفق كلام هيئة التنسيق، يصبح مبررا قيام الاخيرة بعمل انقاذي للبلاد و لعبها دورا وسيطا بين كافة "الاطراف المتنازعة" في سوريا. لم تعد هنالك في خطاب هيئة التنسيق ثورة شعب و تضحياته في مواجهة دكتاتورية دموية تحرق الناس و البلاد ،بل اصبح موقف هيئة التنسيق واضحا في تحديد تموضعها الوسطي اي انها لا تقف مع هذا الطرف او ذاك ، انها تضع نفسها في موقع الوسيط المنقذ، الجاهز لإنقاذ ما يمكن انقاذه... وخاصة من النظام القائم.

يسار هيئة التنسيق إإ

ولأن "تجمع اليسار الماركسي" لم يعد شيئا أخر سوى ملحق تبريري لسياسات هيئة التنسيق المذكورة، وليس له نشاط سياسي مستقل خارجها، فقد جهد في افتتاحية عدده الاخير من نشرته "طريق اليسار "، عدد 39 أب 2012 ، التي عنوانها "ضد العنف المعارض" حيث يعلن هذا التجمع ان النظام قد نجح في دفع المعارضين الى "استعمال السلاح، من اجل افقاد المعارضة تفوقها الاخلاقي، و لجعلها تشبه ممارسات النظام" هكذا بجرة قلم اصبحت المقاومة الشعبية المسلحة للجماهير في مواجهة الة القتل البربرية للدكتاتورية بشكل ألي "انحطاط اخلاقي" وممارسات وحشية مثل "النظام الحاكم تماما"، الحقيقة ان هذا الكلام نموذج مأساوي للانحطاط الفكري لبعض اليسار السوري ،ليس الا.
فالافتتاحية نفسها تعيد التأكيد ان ما يجري في سوريا هو تكرار لمأساة حماة عام 1982،بما يعني صراع بين الاسلاميين و الاخوان المسلمين من جهة و النظام الحاكم، من جهة اخرى. حيث تقول ان الاخوان المسلمين "يعودون ومعهم الكثير من المعارضين بعد ثلاثة عقود ، الى تكرار محزن لتلك المأساة التي أطالت لثلاثين عاما من عمر النظام السوري...".هذه الحجة البائسة لتبرير الموقف الوسطي و التوفيقي لهيئة التنسيق و تابعها "تجمع اليسار الماركسي" تدعو للرثاء فعلا، لان عقل قاصر وحده يمكنه المساواة بين احداث الثمانينات وصراع الاخوان المسلمين المسلح مع النظام حينئذ مع الثورة الشعبية العميقة الجارية في بلادنا منذ نحو 18 شهرا، التي لا يشكل فيها الاخوان المسلمين و الاسلاميين سوى فصيل محدود النفوذ رغم الدعم الاعلامي و المالي الهائل الذي يتلقاه من قطر و السعودية وتركيا، وهم كانوا غائبين وبعيدين عن الحراك الثوري في الاشهر الاولى من الثورة ، حيث كانوا في هدنة وحوار مع النظام الحاكم منذ عام 2006.
والحال، يصبح الأن مفهوما لدينا موافقة ومباركة "احزاب الجبهة الشعبية" الانتهازية التي تضم حزبي قدري جميل و علي حيدر المشاركين في حكومة الدكتاتورية لمبادرة هيئة التنسيق المذكورة اعلاه، ويصبح مفهوما اكثر تقارب مواقف كل منها في تعامله السياسي مع الثورة الشعبية حيث وصل التوافق بينهما حد تطلب عقد اجتماعات تنسيقية بين كل من الجبهة الشعبية الحكومية و هيئة التنسيق في بداية شهر ايلول الجاري.
هنالك اذن اعادة اصطفاف جديدة بين القوى السياسية "اليسارية" حيث تتقارب القوى الانتهازية و الوسطية من جهة، وتقوم عملية تقارب بين مجموعات اليسار الجذري من جهة اخرى، مما يعني زيادة الضغط على القوى المترددة و الرخوة سياسيا الموجودة مثلا في حركة معا او في ائتلاف وطن، وسيفرض عليها سريعا القيام بتوضيح تموضعها السياسي الفعلي الذي صار من الصعب تأجيله أو الالتفاف عليه، وعليها اما ان تتجه نحو موقف جذري واضح في الثورة او الالتحاق بسياسات انتهازية توفيقية.
في ظروف من تجذر الجماهير الشعبية السورية في ثورتها ضد نظام الدكتاتورية البرجوازية، اصبحت الشروط اكثر من ناضجة لتشكيل اطار يساري جذري واسع منخرط فعليا في الثورة الشعبية ، يكون خارج هذه القوى "اليسارية" الانتهازية والوسطية -نقصد قياداتها واطرها التنظيمية لأننا قد نجد انفسنا مع كوادرها وقواعدها في نضالات مشتركة دفاعا عن قضايا مثل العلمانية او حقوق المرأة وغير ذلك من النضالات الاجتماعية- وهذا ما يجب العمل عليه دون تأخير، وعلى اساس برنامج سياسي وعملي يساري جذري.


غياث نعيسة
8 أيلول/سبتمبر 2012

Partager cet article
Repost0
8 septembre 2012 6 08 /09 /septembre /2012 17:57


الفقراء يقاتلون في حلب والأغنياء في وجه الثورة


2012-09-07
عنصران من الجيش الحر في حلب - وكالات

يؤيد غالي زبوبي الذي يملك مقهيين في حلب احدهما ينظر اليه على انه ملتقى للمقاتلين المناهضين للنظام، التغيير في سوريا، الا انه يرفض عسكرة هذا التغيير الذي يدفع بحسب رايه الى تدمير المدينة واقتصادها.
ويقول صاحب مقهى "تشي تشي" حيث يستمتع الزبائن بتدخين النرجيلة طوال الليل رغم اصوات المدافع القريبة "اعرب الكثير من الناس هنا عن تعاطفهم مع التظاهرات السلمية ضد النظام، لكن 90 بالمئة منهم ضد العنف ولغة السلاح".
ويقول زبوبي ان السكان يرفضون تدمير مدينتهم التي بنوها بانفسهم "بعد ان عاقبها النظام"، في اشارة الى اهمال المدينة في عهد حافظ الاسد بعدما دعمت مجموعات من السكان فيها تحركات الاخوان المسلمين خلال الثمانينات.
ويقول رجل الاعمال هذا ان "المفارقة تكمن في ان عام 2011 وبداية هذا العام كانا استثنائيين، فحتى وصول المقاتلين المعارضين (20 تموز/يوليو) كان رجال الصناعة في حمص وحماة يهاجرون الى هنا هربا من العنف، وهكذا حل السوريون مكان الاجانب، لكن كل هذا انتهى الآن".
وخلافا للمدينتين الاخريين، فان حلب التي تسكنها 2,7 مليون نسمة بقيت على هامش الحركة الاحتجاجية لاشهر، ما اثار سخط المتظاهرين في اماكن اخرى والذين كتب بعضهم على لافتة "حتى لو اخدت فياغرا، حلب ما حتقوم".
في حي العزيزية المسيحي، يعيش الياس (38 عاما) الذي يدير مؤسسة عائلية لاجهزة التدفئة يعمل بها 200 موظف، وجوني (38 عاما) الذي يقود شرطة لتوزيع المواد الغذائية يعمل فيها 30 شخصا، في توتر مستمر.
ويقول الياس ان "مراكز النشاط الثلاثة في حلب، المنطقة الصناعية في الشيخ نجار (شمال شرق) والمدينة القديمة والليرمون (شمال غرب)، مغلقة تماما. هل يمكن تخيل كم من الموظفين يعيشون اليوم من دون راتب؟ هل تظنون انهم يؤيدون المقاتلين المعارضين؟".
ويضيف "لست ضد النظام لكنني اؤيد 100 بالمئة الجيش لانني اريد اعادة الاستقرار حتى اعمل، اضافة الى ذلك فان العديد من المقاتلين المعارضين اسلاميون اجانب، فماذا يفعلون في مدينتنا؟ انني على ثقة بان 90 بالمئة من اهالي حلب الاصليين، اغنياء ام فقراء، يشاركونني رايي".
وتنسحب خيبة الامل حتى على بعض الناشطين، بينهم خالد، المحامي الليبرالي والمقاتل المعارض منذ اللحظة الاولى، الذي يفكر حاليا في مغادرة البلاد.
ويقول خالد "كل هذه التضحيات من اجل ان ناتي باسلاميين، واناس من القاعدة، هذا امر لا يحتمل. اذا وقعت في ايدي الجيش السوري فسيعذبونني حتما، لكنني في المقلب الآخر لن اجد سوى الموت".
وتسري مقولة في سوريا مفادها انه في حال اجبروا على الاختيار، فسيفضل سكان حلب ان تاخذ حياتهم منهم بدل اموالهم، ليس بخلا او جشعا، بل لان سكان هذه المدينة معروفون بقوتهم التجارية وتحويلهم التجارة الى ما يشبه الفن.
ويضاف الى ذلك الاستخفاف الذي ينظر به اهل حلب الى سكان المدن المجاورة لايمانهم بان مدينتهم هي الاقدم في العالم.
وفي مكتبه الواقع في وسط المدينة والذي تخترق نافذتين من نوافذه اثار الرصاص، يقول محافظ حلب محمد وحيد عقاد ان "ما يحدث امر مخيب للامال بعدما كانت هذه المدينة تنعم بالازدهار. اليوم اذا اردتم مقابلة اعضاء غرفة التجارة والصناعة، فاذهبوا الى لبنان. هنا مصانعهم مقفلة".
وبالنسبة الى المعارضين المسلحين، فان النزاع يحمل صبغة طبقية، حتى وان كان بعض التجار، بحسب هؤلاء المقاتلين، يمولون سرا الحركة الاحتجاجية.
ويقول ابو فراس العضو في المجلس الثوري لحلب عبر الهاتف ان "نحو 70 بالمئة من اعضاء الجيش السوري الحر ينتمون الى الطبقة الاكثر فقرا. هم الناس الاكثر بساطة الذين تعرضوا للاستغلال من قبل الطبقتين المتوسطة والغنية".
ويضيف "من الطبيعي ان يقف الاغنياء في وجه الثورة".
Partager cet article
Repost0
7 septembre 2012 5 07 /09 /septembre /2012 16:34

سياسات الأزمة: عن العلاقة بين الأزمة الاقتصادية والثورة

مقتطف من كتاب "انهيار الرأسمالية: مدخل إلى الاقتصاد السياسي الماركسي"، جوزيف كونارا، حزب العمال الاشتراكي البريطاني

 

 

 إن اعتبار الكساد الاقتصادي "شيئاً عظيماً" والركود "حدثاً رائعاً"، لهو تشويه كاريكاتوري لاستجابة الاشتراكيين للأزمة الاقتصادية، بحيث يصوّر الرأسمالية وكأنها ستنهار تلقائياً نتيجة الأزمة، وأن العمال سيدركون حينئذ على الفور أن الاشتراكية هي الحل، وأن الثورة على الأعتاب لترفع الأعلام الحمراء وتبني المتاريس. لكن في الحقيقة، ليس هناك قاعدة ثابتة تحكم العلاقة بين الأوضاع الاقتصادية والنضال الطبقي أو الوعي السياسي؛ فالركود الاقتصادي وما يسببه من فقر وبطالة متزايدين، يمكنه في ظروف معينة أن يحبط العمال ويجبرهم على التراجع، لكن يمكنه في ظروف أخرى أن يدفع العمال نحو الهجوم ويقذف بهم إلى المتاريس. خاض ماركس وإنجلز تجربتهما المباشرة الأولى في النضال الثوري خلال الموجة الجماهيرية العملاقة التي اجتاحت أوروبا في العام 1848، والتي جاءت في أعقاب الأزمة الاقتصادية في 1847. ولعبت الأزمة دور المحفز لتلك الثورات والتي كان لها أسباباً سياسية كامنة أخرى. وبعد انقضاء الموجة الثورية، شهدت الرأسمالية حالة انتعاش استمرت لأكثر من عقدين من الزمان. علّق الثوري الروسي ليون تروتسكي على ذلك في العام 1921، قائلاً: "كتب إنجلز أنه بينما وُلدت الثورات من رحم أزمة 1847، وُلدت الثورة المضادة منتصرة من رحم الرخاء الاقتصادي في الأعوام من 1849 إلى 1851. لكن من الخطأ تماماً أن نفسر أحكام إنجلز من زاوية أن الأزمة تولد الفعل الثوري بشكل تلقائي مباشرةً، بينما الرخاء، على العكس، يهدئ الطبقة العاملة ويسكنها". عَكس تروتسكي خبرة ماركس وإنجلز في تناوله للفترة التي تلت ثورة 1905 في روسيا: "لقد مُنيت ثورة 1905 بالهزيمة. قدم العمال تضحيات عظيمة، وفي 1906 و1907 كانت الثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبحلول خريف 1907 اندلعت أزمة [إقتصادية] عالمية هائلة.. وخلال الأعوام 1907 و1908 و1909، خيّمت الأزمة بظلالها الكثيفة على روسيا أيضاً. لقد قتلت الحركة تماماً، إذ عانى العمال كثيراً خلال النضال ولم يتسبب الركود إلا في تثبيط عزيمتهم" (*). عاد النضال الثوري في روسيا إلى التصاعد مرة أخرى في العام 1917 فقط عندما بدأ الاقتصاد في التعافي وأصبح العمال أكثر ثقة في أنفسهم. ولعل الأمثلة السابقة توضح أن العلاقة بين الاقتصاد والسياسة معقدة بحيث أن المبادئ العامة والمجردة وحدها لا تكفي للتعاطي معها. هناك أسطورة أخرى تقول أن الفقر المدقع للعمال ضروري كشرط مسبق للثورة الاشتراكية. مرة أخرى، ليس هناك ارتباط مباشر بين درجة معاناة العمال وبين إرادتهم وإصرارهم على النضال. فليس صحيحاً أن درجة تأخر بلدان أفريقيا اقتصادياً في العقود الأخيرة تجعل هذه البلدان أرضاً خصبة للثورة، وعلى الرغم من ذلك هناك الكثير من النضالات البطولية في بلدان معينة وفي أوقات محددة. كما يتصاعد النضال في الكثير من المناطق الغنية نسبياً – مثل فنزويلا والأرجنتين (كاثنين من أغنى اقتصاديات أمريكا اللاتينية)، ومصر وجنوب أفريقيا (الغنيتين قياساً بالمعايير الأفريقية)، واليونان – وأيضاً في الكثير من البلدان الأكثر فقراً في العالم، مثل بوليفيا ونيبال. هناك نوع من الأزمة يصبح عاملاً في توليد الأوضاع الثورية، على الرغم من أن ذلك قد ينعكس في أزمة سياسية، كالتي تنتج عن حرب كارثية مثلاً. لكن الأزمة لا تؤدي إلى الثورة بشكل أوتوماتيكي. وكما كتب لينين، فإن الثورة ممكنة فقط "عندما لا ترغب الطبقات الدنيا في العيش بالطريقة القديمة، والطبقات العليا لا تعد قادرة على الحكم بالطريقة القديمة". يمكن أن تساهم الأزمة بشكل كبير في خلق مثل هذا الوضع الثوري إذ يصبح العمال منشغلين بسؤال ما إذا كانوا سيعيشون حياة أفضل أو أنهم سيتقاضون نفس مستوى الأجور الذي اعتادوا عليه. ومن زاوية أخرى، قد يحفز ذلك، في ظل ظروف مناسبة، نقاشاً سياسياً ونضالاً مستعراً كلما تحللت الثوابت القديمة. يمكن للأزمة أيضاً أن تفتت تماسك وثقة الطبقة الحاكمة، وبالتالي تجعلها عاجزة عن الحكم "بالطريقة القديمة". ربما يكون لحكامنا مصلحة مشتركة في استغلال العمال، لكن الطبقة الرأسمالية لديها الكثير من الانقسامات الداخلية، إذ ينخرط الرأسماليون في منافسة بعضهم من أجل مراكمة رأس المال. والأزمة الاقتصادية يمكن أن تزيد حدة الصراع بين الرأسماليين والعمال كلما سعى الرأسماليون بشكل أكبر للضغط على العمال لاستخلاص الثروة من عرقهم. ويمكن للأزمة أيضاً أن تفاقم التوترات بين صفوف الطبقة الحاكمة إذ يتصارعون فيما بينهم على المتبقي من فائض القيمة، ويحاولون تحويل عبء الأزمة على بعضهم، متبعين سياسات مختلفة في سعيهم للخروج من الأزمة. كل ذلك يتسبب في إحداث تشققات في قمة المجتمع، وتوفر هذه التشققات المساحة لهؤلاء القابعين في قاعدة المجتمع كي يطرحوا مطالبهم وحلولهم الخاصة. وهكذا فإن ديناميكية النظام الرأسمالي نفسها تؤدي إلى ارتباك النظام سياسياً، وغالباً تؤدي إلى انفجار الغضب الاجتماعي بشكل غير متوقع. هوامش: (*) من بين كل الماركسيين الروس، بما فيهم لينين، الذين هيمنت عليهم فكرة أن الأزمة الاقتصادية من الضروري أن تولد نضالاً ثورياً، كان الاستثناء الوحيد في فهم العلاقة بين الأزمة والثورة هو ليون تروتسكي، الذي أوضح أن الأزمة يمكن أن تؤدي للعكس من ذلك. نقتبس هنا الفقرة التالية من تروتسكي لمزيد من التوضيح: "بعد فترة من المعارك والهزائم الكبرى، قد تؤدي الأزمات الاقتصادية، لا إلى استنهاض طاقة الطبقة العاملة في النضال، بل إلى سواد حالة من الإحباط بين صفوفها، بحيث تدمر ثقة العمال في قوتهم الجماعية وتقتلهم سياسياً. وفقط نهضة صناعية تستطيع أن تضخ دماءاً جديدة في شرايين الطبقة العاملة، وتعيد لها ثقتها بنفسها، وتجعلها قادرة على النضال مجدداً" (تروتسكي، حياتي، نيويورك، 1930) - المترجم.

Partager cet article
Repost0
7 septembre 2012 5 07 /09 /septembre /2012 15:48

 

قال إقتصادي ومصرفي سوري أن "سورية فقدت 78% من احتياطي العملة الصعبة في فترة وجيزة جداً" حسب تعبيره.

وأوضح أستاذ الإقتصاد في جامعة نورثويسترن في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية محي الدين قصار في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن "الوضع الإقتصادي في سورية لا يكاد يتماسك صبيحة الثورة السورية قبل 15 آذار 2011. وقد شهد الشهران الأولان من عام 2011 تكثيفاً شديداً لسياسة شراء الرضاء السياسي عن طريق المكاسب المالية، فقد قام النظام برفع الدخول خلال الثورة التونسية بما يعادل 25% في محاولة لشراء رضاء الناس والالتفاف على الآثار التي خلفها سقوط النظام التونسي والمصري" و "هذه السياسة هي من باب الرشوة للناس عساهم أن يقبلوا بالنظام في عصر ما بعد بوعزيزي. وقد فشلت على صعيدين، فعلى الصعيد النفسي أكدت للناس أن هذا النظام يخاف، وأنه ليس بالقوة والمنعة التي يحاول إبدائها مما شجع على الثورة أكثر، أما على المستوى الإقتصادي فقد أدت زيادة الدخول هذه مع غياب زيادة الإنتاج المناسبة مصحوبة بزيادة الشك بالاستقرار السياسي إلى دفع الإقتصاد باتجاه التضخم من جهة ومن جهة إخرى إلى طلب عالي على السيولة، وهذه وصفة بحد ذاتها تؤدي إلى أزمة اقتصادية ولو لم تحدث الثورة" على حد قوله

وتابع القول "الثورة في عامها الأول دفعت بالنظام إلى سياسات متخبطة، فلو تابعنا تصريحات حاكم الصرف المركزي لوجدناها لا تعكس رؤية حقيقية، فخلال بضع أشهر يقوم المصرف المركزي برفع الفائدة على الإيداعات وهي سياسة انكماشية، ويقوم بزيادة السيولة النقدية وهذا تخبط في السياسات تعكس غياب رؤية لدى النظام حول حقيقة الوضع الأقتصادي في البلد" حسب تعبيره

ورأى أنه "مع تصاعد الحراك السلمي وتكثيف المظاهرات تقدمت الأولوية الأمنية على إي اولية أخرى للنظام، فأصبح يقطع أوصال المدن السورية ولاسيما المدن التجارية الرئيسية كدمشق وحماة وحمص، مما أدى لتوقف فعلي لحركة الإنتاج الصناعي، ففي رمضان الماضي مثلا (2011) وهو موسم الإنتاج في صناعة النسيج شهد توقف شبه كامل في العملية الإنتاجية، فاليد العاملة لم تعد قادرة على الوصول إلى مراكز الإنتاج في ريف دمشق، إذ إن الحواجز الأمنية ساهمت في منع العمال من الوصول إلى معاملهم، كما أن الطلب المحلي بسبب غياب الثقة بالمستقبل انخفض بشكل كبير لأن المستهلك يفضل الاحتفاظ بالسيولة وتأخير الإستهلاك قدر الإمكان. ولكن تمكنت نوعا ما هذه الصناعات من التصدير، خلال الأشهر الستة الأولى من الثورة" على حد قوله

ولفت الخبير الاقتصادي السوري إلى أن "الدولار قفز خلال الثورة من 47 ليرة ليصل في لحظة ما 113 ليرة سورية. هذا يعني أن الدولار انضرب سعره بمعدل 2.3 أو 230% وهذا تدهور كبير في فترة زمنية قياسية. وعلينا أن نكون حذرين في اعتبارنا لسعر صرف الدولار اليوم الذي ثبت في الستينات والسبعينات. سعر الصرف هذا زائف وسببه الحقيقي أن توقف العجلة الأقتصادية حدد من الطلب على الدولار، فاليوم لايوجد عملية إنتاجية تتطلب أن تطلب من أجلها الدولار لذلك توقف تدهور الليرة السورية. وسنرى حركة قاسية لأسعار الصرف عندما تعود الآلة الإنتاجية للعمل شيئا فشيئاً" و"علينا أن نتذكر أن النظام مارس منذ اليوم الأول للثورة سياسة دعم الليرة السورية مستعملا احتياطي العملة الصعبة المتوفر لدى البنك المركزي، وهذه السياسة جعلت قيمة الإحتياطي يسقط من 23 مليار دولار قبل الثورة إلى 5 مليار دولار بعد ستة أشهر من الثورة، هذا يعني أن سورية فقدت 78% من احتياطي العملة الصعبة في فترة وجيزة جدا. ونحن لا يوجد لدينا اليوم رقما حقيقيا يؤكد لنا كم بقي من هذا الإحتياطي" على حد قوله

وخلص قصار إلى القول "حتى البورصة على ضعفها الأصلي عانت من سياسة النظام الأمنية، فقد هبطت قيمة البورصة من ما يقارب 1800 لتصل اليوم إلى 820 مما يعني ضياع ما يزيد عن 54% من قيمة الإستثمارات منذ مطلع 2011، والبيان المرفق هنا يوضح تدهور البورصة السورية كما يضع خلال هذه الفترة تصريحات حاكم المصرف المركزي أديب ميالة التي تعكس غياب واعي ورغبة في التضليل عند النظام" حسب تعبيره

إقتصادي سوري : سورية فقدت 78% من احتياطي العملة الصعبة في فترة وجيزة جدا

 

 

Partager cet article
Repost0
7 septembre 2012 5 07 /09 /septembre /2012 15:45



 

تكيف العديد من المزارعين السوريين مع الأوضاع المتأزمة في بلادهم منذ أكثر من عام ونصف العام، حيث أصبحوا ينتجون ما يكفي لاستهلاك أسرهم ويستعملون جزءا من الإنتاج في عمليات مقايضة للحصول على منتجات أخرى.

ويقول هشام الزير -وهو أحد المزارعين بمحافظة إدلب المعروفة بإنتاجها الزراعي- إنه أبقى ثلث إنتاجه من القمح ليضمن لزوجته وأطفاله الستة كفايتهم في ظل الصراع المسلح الذي دخلت فيه سوريا، وكان هشام يبيع في الماضي كل محصوله للدولة.

ومع أن الاقتصاد السوري تضرر برمته من الأزمة الداخلية والعقوبات الغربية فإن الاقتصاد الريفي لم يتأثر كثيرا بهذا الصراع، ويقول سمير سيفان -وهو اقتصادي سوري بارز- إن اقتصاد الإعاشة في هذه المناطق الريفية مكن في أحيان كثيرة السكان من إنتاج حاجياتهم الغذائية، حيث يعيش الناس من كدهم اليومي بخلاف سكان المناطق الحضرية.


هجرة معاكسة
وبفعل خطورة الوضع الأمني وقعت هجرة معاكسة من المدن إلى القرى والتي تظل بعيدة نسبيا من المعارك بين الجيش النظامي والجيش الحر، ويقول عمر الناطور -بعد يوم من قصف قوات النظام منزله في بلدة بمحافظة إدلب- إن قذيفة مورتر قتلت اثنين من أغنامه ودمرت فناء منزله.

ولم يعد الناطور قادرا على الذهاب لعمله في مصنع حكومي ينتج الإسمنت في حلب لأنه يقع في منطقة اشتباكات، مما اضطرره إلى الاكتفاء بتربية ماشيته ورفع دخله منها، ويقول طاهر الغريبي -وهو مقاول بناء سابق عاد إلى بلدته بنش هربا من القتال في منطقة صلاح الدين بحلب- إن سكان المدن قلصوا استهلاكهم من المواد الغذائية أكثر من سكان الريف.

ويشير اقتصاديون في دمشق إلى أن إنتاج الغذاء ارتفع بسوريا في السنوات القليلة الماضية على الرغم من التباين الكبير في أحجام المحاصيل وموجات الجفاف، مما ساعد على تنويع الاقتصاد وتلافي وقوع نقص حاد في الغذاء في الأرياف لحد الآن.

مساعدات عاجلة
غير أن تقريرا مشتركا بين منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الغذاء العالمي خلص إلى أن 1.5 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات غذائية فورية، وأن ثلث سكان الريف يحتاجون للمساعدة سواء في قوتهم اليومي أو في توفير أعلاف للماشية.

وقدرت المنظمتان الدوليتان أن يكون القطاع الزراعي السوري تكبد خسائر بقيمة 1.8 مليار دولار خلال 2012، وتتضمن أضرارا وخسائر في المحاصيل والماشية وأنظمة الري

أرياف سوريا تتكيف اقتصاديا مع الأزمة

 

 

Partager cet article
Repost0
7 septembre 2012 5 07 /09 /septembre /2012 15:42

بعد اجتماع موسع في تركيا استمر 3 أيام لتوحيد الجيش الحر والقوى الثورية في الداخل

 

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر على صلة بالأحداث أن نحو 400 ضابط من مختلف الرتب من الضباط والقادة المنشقين عن النظام السوري والمنضوين تحت كتائب الجيش الحر، اجتمعوا في أنطلوس في إقليم إنطاكية بتركيا قريبا من الحدود مع شمال سوريا على مدى ثلاثة أيام، للتباحث في توحيد كلمة وصفوف الجيش الحر.
ومن الذين حضروا الاجتماع الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد الركن طيار قاسم سعد الدين، وعن الجيش الحر العقيد رياض الأسعد، وعن القيادة المشتركة للثورة السورية اللواء عدنان سلو، وعن المجلس العسكري العميد الركن مصطفى الشيخ.
وأشارت المصادر إلى أنه تم الاتفاق على وضع «استراتيجية عامة شاملة للحرب يضعها عسكريون محترفون، ويشرفون على تنفيذها».. وذلك في مواجهة التدخل «الروسي الإيراني والميليشيات الطائفية»، ووضع حد للفوضى والعبثية الناجمة عن استخدام «الوسطاء من السياسيين لأموال الدعم التي يتلقونها من الأمة السورية وأصدقاء هذه الأمة لشراء الولاءات وفرض أجنداتهم السياسية الخاصة على مستحقي هذا الدعم من المقاتلين».
وأعلن «تشكيل قيادة موحدة للجيش الحر تمثل جميع المقاتلين في الداخل وتخول وحدها بمخاطبة الجهات المانحة وبنقل المساعدات اللوجيستية إلى مستحقيها دون شروط أو أجندات خاصة»، كما تم الاتفاق على «تقاسم الأدوار، بحيث يقتصر دور الضباط الموجودين في الخارج على تأمين ونقل الدعم اللوجستي إلى الداخل، ودور الضباط الموجودين في الداخل على وضع وتنفيذ الخطة الميدانية الشاملة لتحرير البلاد بالتشاور مع زملائهم الضباط في الخارج».
وأكد المجتمعون على «ضرورة تعليق العمل السياسي ووقوف القيادة الموحدة للجيش الحر على مسافة واحدة من جميع السياسيين، باستثناء المتعاونين مع الغزاة كونهم أعداء وخونة ومحاربين»؛ بحسب تعبير الناشطين. وتعهد المجتمعون بأنه «لن تكون القيادة الموحدة للجيش الحر بعد تحرير البلاد سلطة سياسة، وسيكون دورها هو دور قوة أمنية تمنع انحدار البلاد إلى هاوية الفوضى، ونواة لتأسيس الجيش الوطني السوري».
وأهاب المجتمعون «بكل المقاتلين الاتصال بهذه القيادة الموحدة لترتيب التواصل والتعاون والتنسيق التام لوضع وتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لتحرير سوريا»، ودعوا «السياسيين الوطنيين إلى الابتعاد عن التدخل في عمل هذه القيادة الموحدة، وأن ينشغلوا فيما بينهم بالتحضير لتشكيل قيادة سياسية وطنية مقبولة جماهيريا لتتولى المرحلة المؤقتة المقبلة».
وكانت قيادات عسكرية منشقة أعلنت من تركيا عن تشكيل «القيادة العامة للجيش الوطني السوري»، وجاء في بيان الإعلان أنه منعا «لتعدد قوى الحراك الثوري داخل سوريا، ومنعا لأجندات خاصة تؤدي إلى فرقة البلد وصوملته، وأمام التآمر الدولي وخاصة الدعم اللاأخلاقي من حكومة الاتحاد الروسي والاشتراك في عمليات القتل من حكومة إيران ومن يدور في فلكهما والعجز الدولي.. اجتمعت القيادة العسكرية المشتركة للثّورة السّورية يومي 28 و29 أغسطس (آب) لعام 2012، وقرّرت تنصيب اللواء الرّكن الدّكتور محمد حسين الحاج علي قائدا عامّا للجيش الوطني السّوري، على أن تصبح تسمية الجيش الوطني السوري اعتبارا من تاريخه الاسم الرسمي؛ بدلا من القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية».
ودعت «قيادة الجيش الوطني السوري جميع أبناء الثّورة عسكريين ومدنيين، للانضواء تحت قيادته من أجل توحيد العمل الثّوري العسكري لإسقاط عصابة الأسد ومن يدور في فلكها، وحفظ الأمن والأمان في سوريا بعد سقوط عصابة الأسد المجرمة تحت مسمّى واحد، الذي يحافظ على وحدة الوطن بجميع مكوناته وكامل حدوده».
وقال البيان: «يعمل تحت قيادة الجيش الوطني السوري كلّ من يلتزم بأوامرها وينفّذ تعليماتها بكلّ ما يتعلق من أعمال ثّورية»، وطلبت قيادة الجيش الوطني السوري من «كل الدّول الشّقيقة والصّديقة وكل المنظّمات والهيئات والمؤسّسات الدّولية والإقليميّة المحبّة للشّعب السّوري والدّاعمة للثّورة السّورية الاعتراف بالجيش الوطني السوري كممثّل شرعي وحيد، وكيان موحّد للحراك الثّوري المسلّح من عسكريين ومدنيين في سوريا». وأكدت قيادة الجيش الوطني السوري على أنها «لا تخضع لأي تيار سياسي أو حزبي أو ديني أو عرقيّ» وأن هدفها «إسقاط عصابة الأسد للوصول إلى دولة حديثة تعدديّة ديمقراطيّة، تضمّ جميع التّيارات والأحزاب السّياسيّة الّتي تعمل تحت سقف الوطن وفق أطر تحدّدها صناديق الاقتراع وفق المعايير الدّولية».


الإعلان عن تشكيل «قيادة عامة للجيش الوطني السوري»..

 

 

Partager cet article
Repost0
7 septembre 2012 5 07 /09 /septembre /2012 15:40


 

بعد توحيد صفوف الجيش السوري الحر وكتائبه في الداخل والخارج تحت لواء «الجيش الوطني السوري»، يبدي اللواء محمد حسين الحاج علي الذي عين قائدا عاما له، ارتياحه لهذه الخطوة أو «المشروع» كما يسميه، انطلاقا من الدور الفعال لهذه المؤسسة في إسقاط النظام والمحافظة على الأمن والاستقرار في مرحلة ما بعد الأسد، وتأمين حياة سياسية مدنية ديمقراطية، ووضع دستور عصري يتلاءم مع متطلبات الشعب السوري، «إضافة طبعا إلى إجراء انتخابات حرة بإشراف دولي»، بحسب قوله.
ويقول الحاج علي لـ«الشرق الأوسط»: «كان لا بد من العمل على هذا المشروع بعدما وصل الجيش الحر إلى مرحلة يفتقد فيها إلى هيكلية تستوعب كل الأعداد والفصائل في غياب السيطرة والإدارة أو المرجعية الواحدة.. بعيدا عن جيش الزعامات؛ على غرار (الجيش العربي السوري). وبالتالي، كان الهدف الأساسي من تأسيس الجيش الوطني هو جمع كل المقاتلين والثوار العسكريين والمدنيين منهم تحت لواء واحد وتحقيق الهدف المشترك»، معتبرا أن تنظيم الصفوف وتوحيدها تحت لواء واحد سيساهم إلى حد كبير في تجنب أي انقسامات أو حرب أهلية أو طائفية قد تقع بعد سقوط النظام.
وفي حين يؤكد الحاج علي أن العمل العسكري على الأرض سيشهد تغيرات جذرية على كل الصعد في المرحلة المقبلة، وأن هذا ما سيظهر في الأسابيع القليلة المقبلة، رافضا الإفصاح أو إعطاء تفاصيل أكثر نظرا لأهمية السرية في العمليات.. يلفت إلى أن التواصل سيكون مستمرا قدر الإمكان بين فصائل الداخل والخارج، وهذا ما سينعكس على الأداء العسكري على الأرض، لا سيما أن بعض نتائج الاجتهادات العسكرية التي كانت تحصل، في ظل غياب المرجعية والمؤسسة الجامعة، تصل إلى أهدافها حينا وتفشل أحيانا.
وعما إذا كانت هناك وعود دولية بالتسليح قد حصل عليها «الجيش الوطني السوري»، قال الحاج علي: «لطالما كانت الدول تسأل عن الجهة التي ستكون ضامنة لهذا السلاح في حال قدم للمعارضين، وبالتالي هذا التغير سيطمئن الدول الصديقة للشعب السوري وسينعكس إيجابا على الخطوات العملية على صعيد التسليح. أما مهمتي الأساسية، فستكون العمل على ضبط هذا السلاح وذلك الذي كان يتم توزيعه بطريقة عشوائية وحصر استخدامه في الدفاع عن سوريا».
وأعلن الحاج علي عن معارضته المطالبة بفرض الحظر الجوي على سوريا، معتبرا أن لهذا الأمر سلبيات أكثر من الإيجابيات، مضيفا: «إذا تأمن لدينا السلاح اللازم، سنتخلص في وقت قصير من هذا النظام الساقط بأذهان السوريين الذين اختاروا بين الموت أو الحياة الكريمة».
وعن سبب تعيينه القائد العام لـ«الجيش الوطني السوري»، رغم أنه لم تمر على انشقاقه إلا أسابيع قليلة، وهذا ما جعل البعض يعترض على هذه الخطوة معتبرين إياه من رجال النظام، سأل الحاج علي: «من يثبت أنني كنت مع النظام؟»، مضيفا: «كنت منتميا إلى مؤسسة مهمتها حماية الشعب، ولم أشارك يوما بأي عمل ضد أبناء وطني، بل كنت منشقا فكريا وعاطفيا عن كل ما يقوم به هذا النظام ورجاله، ويؤذيني ما يحصل في بلدي، لكن لأسباب مختلفة ليست خافية على أحد لم أستطع الإفصاح عن موقفي أو الانشقاق بسهولة، في ظل القيود والمراقبة الشديدة التي كانت مفروضة علي، لا سيما أنني لم أكن أريد أن أخرج لاجئا؛ بل أن أكمل العمل خدمة لوطني وشعبي. وهذا ما جعلني أقدم مشروع توحيد الصفوف وإنشاء الجيش للعمل ضمن هذا الهدف».
وعما إذا كان على تواصل مع المعارضة السورية وبالتالي هذا المشروع قبل الانشقاق، أوضح الحاج علي: «كنت على تواصل مع بعض أفراد المعارضة، والمشروع كان في ذهني وكنت أخطط له قبل خروجي بعدما كنت على يقين من أن التسليح لن يحصل ما لم يتم إنشاء مؤسسة يطمئن لها العالم والدول التي تخشى من تشتت السلاح وانفلات الوضع، لكن الكلام حول تطبيقه أتى في وقت لاحق».
وعند سؤاله عن «التوافق التركي - الفرنسي وبدفع أميركي ومباركة عربية»، الذي أدى إلى الوصول إلى تأسيس هذا الجيش، يقول الحاج علي: «مهمتنا معقدة، وأتمنى أن يباركها الجميع من الدول الصديقة؛ العربية منها والأجنبية، إضافة إلى الدول العظمى، ومساعدتنا لتحقيق أهدافنا بعيدا عن أي شروط أو أجندات خارجية».
ورغم أن الاجتماعات في تركيا التي جمعت قيادات وضباطا عسكريين، كانت قد ضمت العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ، فإن الحاج علي أمل «أن يتنازل الأسعد عن بعض مطالبه، وأهمها البقاء على رأس الجيش الحر مع البقاء تحت إمرتي.. وهذا صعب التحقيق لأنه لا يجوز أن يكون الجيش برأسين».
وعما إذا كان هناك تنسيق أو اتصالات مع المجلس الوطني السوري أو أي جهة سياسية معارضة، بشأن هذا المشروع، أشار الحاج علي إلى أن هناك تواصلا مع مختلف أفرقاء المعارضة السورية السياسية، مضيفا: «لكن في ظل الانقسامات التي يتخبطون بها، لا نستطيع العمل معهم مجموعة واحدة أو مظلة سياسية للعمل العسكري، لذا نتمنى أن يتوحدوا ليتم التنسيق والتعامل معهم على هذا الأساس، والوصول معا إلى سوريا حرة مستقلة».

قائد «الجيش الوطني السوري»: العمليات ستشهد تغيرا جذريا.. ومهمتي الأساسية ضبط السلاح

 

 

Partager cet article
Repost0
7 septembre 2012 5 07 /09 /septembre /2012 15:35
ينتظرون نقلهم إلى مخيم الزعتري بعد اجتيازهم الحدود. (الحياة)
رحلة اللاجئين السوريين إلى الأردن: عبور محفوف بالموت في مسار موحش
الذنيبة (شمال الأردن) - تامر الصمادي
الجمعة ٧ سبتمبر ٢٠١٢

لم يكن العبور إلى الشريط الفاصل بين الأردن وسورية من جهة قرية الذنيبة المواجهة للجولان السوري المحتل أمراً هيناً. الرحلة تمر بطريق ترابية متعرجة مليئة بالحفر والمطبات الخرسانية، ولا تصلح لها إلا سيارات رباعية الدفع كتلك التي وفرها الجيش الأردني للصحافيين خلال جولة ميدانية نُظمت لعشرات من وسائل الإعلام العربية والأجنبية ليل الأربعاء–الخميس.

حال الاستنفار الأمني على الجانبين واضحة بمحاذاة الشريط الفاصل. أفراد من الجيش الأردني يعتلون أبراج المراقبة وأياديهم قابضة على الزناد، فيما ينشغل آخرون بصف دبابات وناقلات مصفحة إلى جانب الساتر الترابي، وهو إجراء أمني مشدد يتخذه الأردن منذ أسابيع.

ولا تختلف الحال على الجهة المقابلة، إذ ترابط وحدات الجيش السوري داخل الثكنات والمخافر الحدودية، ويُطلق الجنود منها بنادق غليظة الصوت باتجاه مواكب الفارين بأرواحهم إلى الأردن. أحد الضباط الأردنيين الذي منعه الاستنفار الأمني مغادرة الثكنات منذ ثلاثة أشهر، قال لـ «الحياة» إن «الجبهة الشمالية (السورية) اعتادت أن تطلق النار على الفارين من جحيم الموت يومياً».

وبعد ساعات من الانتظار، بدأت أفواج السوريين بالعبور إلى الجانب الأردني. المشهد كان يتحدث عنه نفسه، ويحكي معاناة مستمرة لعشرات آلاف النازحين. كانت مئات من هؤلاء يعبرون طريقاً من باطن الوادي حتى أعلاه، وهو أمر يحتاج بضع ساعات.

وبموازاة ذلك، كانت سيارات تابعة للجيش الأردني تقل الأطفال والنساء والجرحى، في حين يضطر الشبان وبعض كبار السن إلى إكمال الطريق الطويل سيراً.

قبل وصولهم الأردن، قطع هؤلاء جبال ووديان وقرى سورية كثيرة من دون وسائل مواصلات، بعدما غدت قراهم ومدنهم أهدافاً لقذائف الطائرات ومدفعية النظام السوري، كما يقولون.

وللأطفال قصص صادمة تعبق برائحة الدم. بعضهم وصل بمفرده بعد أن تقطعت به السبل، وآخرون فقدوا ذويهم خلال رحلة العبور. بنادق الجيش النظامي وألغامه المزروعة على طول الحدود مع الأردن كانت بانتظارهم، وفق شهادات ناجين.

أمر أحد الضباط الأردنيين جنوده باستقبال اللاجئين وتقديم الضيافة لهم، وهي عــبارة عن أكياس من العصير والماء المثلج وبعض الوجبات الساخنة التي -كما قال للصحافيين- أعدتها قواته.

«تتساقط قذائف الهاون على قرى درعا باستمرار وتقتل عائلات بأكملها»، تقول أمينة العلي (28 سنة) التي فرت وشقيقتها من أعمال القتل المنتشرة في طول البلاد وعرضها. وأضافت باكية: «قصفوا منزلنا قبل ثلاثة أيام... استشهد والدي واثنان من أشقائي. لم يبق لنا أحد في هذه الدنيا».

أما شقيقتها آمنة (17 سنة) فألجم الخوف لسانها وبدا واضحاً على قسمات وجهها الذي أرهقه تعب الفرار من قرية داعل في درعا. لم تستطع التحدث، وسرعان ما ذرفت دموعاً حارقة من دون أن تنبس ببنت شفة.

ومثل سوريات كثيرات، لجأت أمل (33 سنة) إلى الأردن، بعدما كانت شاهدة على مقتل زوجها وأشقائها الثلاثة برصاص الأمن السوري في حي الخالدية في مدينة حمص الشهر الماضي. وتقول: «خسرنا كل شيء... أعراضنا تنتهك وأولادنا قتلوا وآلاف الشباب قيد الاعتقال».

وقرب الساتر الحدودي كان أحد الأطفال يستريح من إنهاك السير المتواصل بعدما فر مع عائلته من حي الحجر الأسود في دمشق مروراً بدرعا وصولاً إلى الأردن. وقال وقد اكتسى شعره الأسود بغبار الطريق، إنه فقد ثلاثة من أصدقائه في المدرسة.

وأضاف: «شاركت في جنازاتهم... كنت أحبهم كثيراً، لكن بشار (الأسد) لم يرد لهم الحياة».

ومع زيادة تدفق اللاجئين، يشكو الجيش الأردني من حجم العبء الذي يتحمله على الحدود. ويقول قائد حرس الحدود العميد حسين الزيود، إن «الجيش أنفق 180 مليون دينار أردني (أكثر من 254 مليون دولار) حتى نهاية أغسطس/ آب الماضي في صورة مخصصات صرفت لاستقبال اللاجئين السوريين».

وأضاف أن «زيادة أعداد اللاجئين خلقت تهديدات جديدة دفعت القوات الأردنية إلى تعزيز تواجدها اﻷمني على الحدود لتأمين دخول الفارين».

 

 

Partager cet article
Repost0